مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زينب بنت علي بك الأسعد

زينب بنت علي بك الأسعد

زينب بنت علي بك الأسعد:
توفيت حوالي سنة 1331 هي من بيت آل علي الصغير الشهيرين الذين كانت لهم إمارة القسم الأكبر من جبل عامل، وكانت معروفة بجودة الرأي ورجاحة العقل، تجيد نظم الشعر مع عدم معرفتها بالنحو، لكنها مقلة منه تنظم البيتين والثلاثة فما فوقها.
ذكرها صاحب مجلة العرفان في مجلته في المجلد 6 ص 272 وأورد من شعرها ما يأتي، فقال أراد كامل بك الأسعد إرسال تهنئة في العيد إلى بكوات النباطية فكلفها نظم بيتين من الشعر واشترط أن تجمع فيهما أسماءهم فقالت:

                                            عيدي ومحمود أوقاتي وبهجتها * وجودكم يا أخلائي مدى الزمن
                                            إن جاد ما جاد دهري لا أريد سوى فضل وكامل فوز في بني حسن
ورغب إليها خليل بك الأسعد في نظم بيتين ليكتبا على رسم له أراد إهداءه إلى سليم بك ثابت فقالت:
                                            إن هذا الرسم يهدي * صورة القلب السليم
                                            من خليل لسليم * ثابت العهد القديم
وذكرها في المجلد 8 ص 362 نقلا عن مراسل له لم يسمه فقال كانت كثيرا ما تراسل ولدها محمد بن السهيل وهو في المكتب السلطاني في بيروت وتصدر رسائلها إليه ببعض أبيات من الشعر منها:
بني رعاك الله قلبي في لظى * غلت لم تسكن حرها أدمع سجم وأصبو
لريح هب من نحو أرضكم * وأرصد نجما فوق مصركم يسمو
ومنها:
                                شوقي لقبلة عارضيك شديد * والعيش لا يحلو وأنت بعيد
                                       يا من رمى قلبي بأسهم بعده * رحماك شق بأدمعي أخدود
إن كنت تنكر ما بقلبي من أسى * فنحول جسمي والدموع شهود

ومنها:

يا راحلين وشخصكم * نصب العيون بلا رفيق
قولوا لوجد حل بي * كن لي بوالدتي رفيق
فالقلب لازم ركبكم * كي تقبلوه لكم رفيق
قلب به شبه الحديد * لغيركم ولكم رقيق

ومنها ما كتبت به إليه حين توجهه لمدرسة حمص:
لانت منى نفسي من الناس كلها * وقرة عيني بل ضياها ونورها
فيا غائبا عني وفي القلب شخصه * ترفق بأحشاء نواك يضيرها
أتت منك يا من جاور القلب شقة * أزيلت بتسكاب الدموع سطورها
ولي مهجة لا تحمل البعد والنوى * لك الله هل من مهجة أستعيرها
بني الا ليت الرياح تشيلني * لحمص وتغدو بي إليك طيورها
عساك ترى جسما أذيب بجذوة * من النار لا يطفى بدمعي سعيرها
هجرت بيروت العلية معهدا * به رحبت ساحاتها وقصورها
ذهبت إلى حمص وخلفت مهجتي * تنازعها أيدي النوى وزفيرها
وأيقظت عيني والعيون هواجع * وكم رحت أرعى البدر وهو سميرها
وأصبح كالنشوان ان عن ذكركم * بفكري ولا خمر ولا من يديرها
لك الله اني كنت كاف وكافل * يقيك العدى مهما أثيرت شرورها

ولها في الحكم من موجز الكلم بحسب نقل مراسل العرفان:
1- الحياة السعيدة لا تكون إلا بالأخلاق الحميدة.
2- إنك وإن عظم محتدك وكثر سؤددك لا تعيش سعيدا إلا بحسن خلقك.
3- لا خوف إلا ممن لا يخاف ربه.
4- المعروف يستعبد الأحرار.
5- العفاف شمائل الاشراف.
6- إن حاربت نوائب الدهر فبسلاح الصبر.


المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج7.

التعليقات (0)

اترك تعليق