مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مدة مكث السيدة الزهراء(ع) بعد أبيها(ص)

مدة مكث السيدة الزهراء(ع) بعد أبيها(ص)

مدة مكث السيدة الزهراء(ع) بعد أبيها(ص):
- قال أبو الفرج الأصفهاني:
وكانت وفاة فاطمة(ع) بعد وفاة النبي(ص) بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول بستة أشهر، والمقلل يقول أربعين يوماً، إلا أن الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنها توفيت بعده بثلاثة أشهر.
- ذكر العلامة المجلسي(ره) عين كلامه إلا أنه قال: فالمكثر يقول ثمانية أشهر. وأيضاً قال بعد قوله: (ثلاثة أشهر): حدثني بذلك الحسن بن علي، عن الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدي، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي(ع).
- قال ثقة الإسلام الكليني(ره):
ولدت فاطمة -عليها وعلى بعلها السلام- بعد مبعث رسول الله(ص) بخمس سنين، وتوفيت عليها السلام ولها ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً، وبقيت بعد أبيها(ص) خمسة وسبعين يوماً. وقال (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله(ع) قال: إن فاطمة(ع) مكثت بعد رسول الله(ص) خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرائيل فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي(ع) يكتب ذلك.
- قال العلامة المقرم(ره):
اختلف في وفاة الصديقة على أقوال:

- الأول: أنها بقيت بعد أبيها المصطفى(ص) خمسة وسبعين يوماً، وهو المختار لأنه المشهور بين المؤرخين، وبه جاءت الرواية عن الصادق(ع) كما في (الكافي) للكليني، و(الاختصاص) للشيخ المفيد، و(معالم الزلفى) للسيد هاشم البحراني(ص) ص 133.
- الثاني: بقيت أربعين يوماً، ذكره في (مروج الذهب) ج1، ص403، و(روضة الواعظين) ص130، و(كتاب سليم) ص203، ونسبه إلى الرواية في (كشف الغمة) ص149، وفي (تاريخ القرماني) هو الأصح.
- الثالث: توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة، ذكره الكفعمي في (المصباح)، والشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) ص554، والسيد ابن طاووس في (الإقبال)، ورواه أبو بصير عن الصادق(ع) كما في (البحار) ج10، ص1، وإليه يرجع ما في (مقاتل الطالبيين) ص19 من أن الثلاثة أشهر هو الثابت من رواية أبي جعفر الباقر(ع).
- الرابع: العشرون من جمادى الآخرة، ذكره في (دلائل الإمامة) ص46.
- الخامس: اثنان وسبعون، ذكره ابن شهر آشوب في (المناقب) ج2، ص112.
- السادس: مائة يوم، ذكره ابن قتيبة في (المعارف) ص62.
- السابع: ستون يوماً، رواه الشيخ هاشم في (مصباح الأنوار) عن أبي جعفر(ع).
- الثامن: ستة أشهر، ذكره ابن حجر في (الإصابة) ترجمة فاطمة، وذكر فيها حديث الأربعة أشهر والثمانية أشهر.
- التاسع: خمسة وتسعون يوماً، نقله في (البحار) ج10، ص52، و(الإصابة) لابن حجر عن الدولابي في كتاب (الذرية الطاهرة). العاشر - ثلاث خلون من شهر رمضان، ذكره في (نور الأبصار) ص42، و(مناقب) الخوارزمي ج1، ص83، و(الإصابة) لابن حجر ج4، ص280.
- قال العلامة المجلسي(ره):
لا يمكن التطبيق بين أكثر تواريخ الولادة والوفاة ومدة عمرها الشريف، ولا بين تواريخ الوفاة وبين ما مر في الخبر الصحيح أنها(ع) عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً إذ لو كان وفاة الرسول(ص) في الثامن والعشرين من صفر كان على هذا وفاتها في أواسط جمادى الأولى، وما رواه أبو الفرج عن الباقر(ع) من كون مكثها بعده(ص) ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه على ما هو المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الآخرة، ويدل عليه أيضاً ما مر من خبر أبي بصير، عن أبي عبد الله(ع) برواية الطبريبأن يكون عليه السلام لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها. والله أعلم.

المصدر: مركز الهدى للدراسات الإسلامية.

التعليقات (0)

اترك تعليق