مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رحيل أم البنين(ع)

رحيل أم البنين(ع)

بعد عمرٍ طاهر قضتْه أمُّ البنين عليها السّلام بين عبادةٍ لله «جلّ وعلا» وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله «سبحانه»، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين(ع)، وبعد شهادة زوجها أمير المؤمنين عليه السّلام في محرابه.. بعد ذلك كلّه وخدمتها لسيّد الأوصياء وولديه الإمامين سبطَي رسول الله(ص) وسيّدي شباب أهل الجنّة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله عليها، أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم.
محل وتاريخ وفاتها(ع):
توفّيت السّيّدة أُمّ البنين عليها السّلام في الثّالثّ عشر من جمادى الثّانية 64 من الهجرة النّبوية الشّريفة بالمدينة المنوّرة، بعد مقتل الحُسين عليه السّلام على ما تذهب إليه بعض الرّوايات, حيث ذكر البيرجنديّ في كتابه (وقائع الأيّام)، والسّيد مُحمّد باقر القره باغي في كتابه (كنز المطالب)، وغيرهما ـ حيث جاء في (الاختيارات) عن الأعمش قال: دخلتُ على الإمام زين العابدين (عليّ بن الحُسين) عليه الصّلاى والسّلام في الثّالثّ عشر من جمادى الآخرة، وكان يوم جمعة، فدخل الفضلُ بنُ العبّاس وهو باكٍ حزين، يقول له: لقد ماتتْ جَدّتي أُمّ البنين.
قبرها(ع):
دفنت أُمّ البنين(ع) في مقبرة البقيع بالقرب من إبراهيم، وزينب، وأم كلثوم، وعبد الله، والقاسم،...، وغيرهم من الأصحاب والشّهداء.
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة، الوفيّة المخلصة، التي واست الزهراء(ع) في فاجعتها بالحسين(ع)، ونابتْ عنها في إقامة المآتم عليه، فهنيئاً لها ولكلّ من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات.

المصدر: شبكة الإمام الرضا(ع).

التعليقات (0)

اترك تعليق