مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

هل تحضر السَّيِّدة فاطمة (ع) مجالس التعزية على الحسين (ع)

هل تحضر السَّيِّدة فاطمة (ع) مجالس التعزية على الحسين (ع)

هل تحضر السَّيِّدة فاطمة (ع) مجالس التعزية على الحسين (ع)


المسألة:
هل تحضر السيِّدة فاطمة الزهراء(ع) تحضر مآتم العزاء على الحسين (ع)؟ وما هي ماهية هذا الحضور؟ هل من دلائل وروايات تثبت ذلك؟


الجواب:
لم أقف على رواية بهذا المعنى رغم البحث عن ذلك في مظانِّه، ولو ورد شيء عن أهل البيت(ع) يظهر منه هذا المعنى فإنَّ هذا الظُّهور البدوي غير مُرادٍ قطعًا، وذلك لاستحالة حضور السِّيدة فاطمة أو واحد من أهل البيت(ع) في مجموع مجالس التَّعزية في عرضٍ واحد ووقتٍ واحد -كما هي الدَّعوى-.
نعم قد يكون المُراد من حضورهم ومشاركتهم في مجالس التَّعزية على الحسين(ع) أحد معنيين:
المعنى الأوَّل: هو أنَّه لمَّا كان المُعزَّى بقتل الحسين(ع) هو النَّبيّ الكريم والسَّيِّدة فاطمة الزَّهراء(ع) وأهل البيت(ع) فإنَّ كُلّ مجلس يُعقد للعزاء على الحسين(ع) يكون باسمهم وعلى شرفهم فكأنَّهم حاضرون في مجالس التَّعزية لاستقبال العزاء فحضورهم بهذا المعنى يكون رمزيًّا، فلأنَّهم عليهم السَّلام أمروا بإقامة مجالس التَّعزية على الحسين(ع) ووعدوا من يقييمها ويحضرها بالثَّواب فهذا معناه أنَّهم مَن أقام هذه المجالس وعقدها لاستقبال العزاء، فهم حاضرون بهذا المعنى.
فكما يقال أنَّ هذا الوجيه أقام التَّعزية وتلقَّى التَّعازي إذا أمر بعقد مجلس لذلك وإن كان لم يحضر بنفسه فكذلك الحال في المقام.
المعنى الثَّاني: إنَّ إقامة مجالس التَّعزية لمَّا كان أمرًا محبوبًا جدًّا عند أهل البيت(ع) فهذا يقتضي إنَّ كُلَّ مجلس يُعقد للعزاء على الحسين(ع) فهم ممَّن شارك في إقامته وحضوره على أساس قاعدة من أحبَّ عمل قوم أُشرك في عملهم كما رُوِيَ ذلك عن الرَّسول الكريم (ص) ولهذا وردَ أنَّ جابر بن عبد الله الأنصاري قال في نهاية زيارته للإمام الحسين(ع): "والذي بعث محمَّدًا بالحقِّ لقد شاركناكم"، فسأله عطيَّة العوفي: "كيف ولم نهبط واديًا ولم نعلُ جبلاً ولم نضرب بسيف، والقوم فُرِّقَ بين رؤوسهم وأبدانهم ..؟"، فقال جابر: "سمعت حبيبي رسول الله(ص) يقول: من أحبَّ قومًا حُشِرَ معهم ومن أحبَّ عمل قومٍ أُشرك في عملهم".


والحمد لله رب العالمين
 

 


المصدر: alhodacenter.com

 سماحة الشيخ محمّد صنقور

التعليقات (0)

اترك تعليق