حبيبتي.. ثقتي بك تجعلني أطمئن بأنك سوف تسلكين الطريق نفسه الذي سأسقط عليه: وصية الشهيد عدنان محمد علي بدران
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
أما بعد.
زوجتي الحبيبة [...]...
أعذريني إن خاطبتك بهذه الكلمات التي أعتبرها ضرورية في هذا الوقت الذي فُتحت أبواب الجنان فيه لتستقبل أفواج الشهداء الذين يسقطون دفاعاً عن الدين والأرض والكرامة.
هذه الكلمات الوداعية هي الوصية لك بعد الرحيل الذي أنتظره يوماً بعد يوم، لأني أرفض أن أعيش حياة الذل والهوان، وأن أرى العدو الغاصب يمارس بحق شعبنا المؤمن أبشع أنواع التعذيب والملاحقة والمداهمة اليومية والاعتداء على الحرمات والكرامات، لهذا قرَّرت أن أسلك طريق المقاومة والمواجهة لهؤلاء الأعداء المعروفين بتنكرهم للأديان والقيم.
حبيبتي: أنا أعرف بأنكِ ستحزنين لغيابي ورحيلي ولكن أعرف أيضاً أن إيمانكِ بالله العظيم كبير وقوي جداً، فالصبر من أعظم الأمور عند الله تعالى، ولكِ في زينب أم المصائب(ع) الأسوة الحسنة، وعظيم الموقف.
لا أستطيع أن أكتب كل ما يجول في خاطري للمستقبل، ولكن ثقتي بك تجعلني أطمئن بأنك سوف تسلكين الطريق نفسه الذي سأسقط عليه، وسوف تواصلين مسيرة الإيمان التي هي أمانة في أعناقنا جميعاً.
ادعوا الله ليل نهار كما تعوّدتِ أن تسمعي مني ذلك في الصلاة والدعاء أن يرزقني الشهادة في سبيله، لأنها أعظم جائزة ينالها الصابرون، وأنا واثق بأني سأحصل عليها إن شاء الله.
وإلى اللقاء في جنات الله الواسعة حيث الحياة الهانئة والسعادة الأبدية...
إلى اللقاء، إلى اللقاء، إلى اللقاء.
عدنان بدران
اترك تعليق