مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دور الأسرة في أمن المجتمع(1)

دور الأسرة في أمن المجتمع(1)

مقدمة البحث:
الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، وتمثل الأساس الاجتماعي في تشكيل وبناء شخصيات أفراد المجتمع حيث تضفي على أبنائها خصائصها ووظيفتها. والمجتمع بوجه عام يتكون من أسر ولم يوجد مجتمع عبر التاريخ أقام بناءه على غير الأسر وبذلك تعدّ الأسرة عنوان قوة تماسك المجتمع أو ضعفه لأنها مأخوذة من الأسر وهو القوة والشدة، فهي تمثل الدرع الحصين لأفرادها، باعتبار أن كلا من الزوجين يعتبر درعا للآخر.
إن المهام المنوطة بالأسرة منذ نشأتها عديدة منها ما هو تربوي أو اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي وقد أكدت مجريات الأحداث التي تشهده المجتمعات البشرية دور الأسرة الكبير في عملية استتباب الأمن وبسط الطمأنينة التي تنعكس آثارها على الأفراد والمجتمعات سلباً أو إيجابا. وهذا ما يؤكد الحقيقة التي تقول إنّ قوة الأسرة هي قوة للمجتمع وضعفها ضعف له.
إن الأمن والأسرة يكمل أحدهم الآخر ويوجد بينهما الترابط الوثيق، وذلك أنه لا حياة للأسرة إلا باستتباب الأمن، ولا يمكن للأمن أن يتحقق إلا في بيئة أسرية مترابطة، وجو اجتماعي نظيف، يسوده التعاطف والتآلف، والعمل على حب الخير بين أفراده، كل ذلك ضمن عقيدة إيمانية راسخة، واتباع منهج نبوي سديد، هذا الإيمان هو الكفيل بتحقيق الأمن الشامل والدائم، الذي يحمي المجتمع من المخاوف، ويبعده عن الانحراف، وارتكاب الجرائم.
إن هذا الدور لا يتحقق إلا في ظل أسرة واعية تحقق في أبنائها الأمن النفسي، والجسدي، والغذائي، والعقدي، والاقتصادي، والصحي بما يشبع حاجاتهم النفسية والتي ستنعكس بالرغبة الأكيدة في بث الطمأنينة في كيان المجتمع كله وهذا ما سيعود على الجميع بالخير الوفير.
وقد تناولت الدراسة موضوع البحث في النقاط الآتية:
• المقدمة في بيان أهمية الموضوع، ومشكلة البحث، وأهدافه، وحدوده.
• بيان مفهوم الأسرة.
• بيان مفهوم الأمن.
• أهمية الأسرة.
• بناء الأسرة وتكوينها.
• الدور المنشود منها لتحقيق الأمن.
• أهداف تكوين الأسرة.
• أهمية الأمن، والحاجة إليه، وأقسامه.
• مكانة الأمن في الكتاب والسنة.
• وسائل الأسرة في تحقيق الأمن.
• تحقيق الأمن النفسي والجسدي.
• تحقيق الأمن الغذائي.
• تحقيق الأمن العقدي.
• تحقيق الأمن الاقتصادي.
• تحقيق الأمن الصحي.
• الأسرة وأمن المجتمع.
• الخاتمة وفيها نتائج البحث.
• التوصيات.
• مصادر البحث.

مشكلة البحث:
تقصير الأسرة عن دورها الأساسي، أو تخليها عنه، إما جهلاً أو استخدامها وسائل وأساليب خاطئة في التربية كاستخدام أساليب التخويف والإذلال والتسلط، أو فرض الطاعة العمياء، أو استخدام أساليب التدليل والإفراط في التساهل والاتكالية، مما نتج عنه جنوح الأولاد وانحلالهم وتشردهم وضياعهم، مما أدى إلى تمرد الأبناء على الآباء والأسر والمتجمعات
ويجيب عن التساؤل الآتي:
ما هي العواقب السيئة التي تترتب عن تخلي الأسرة عن دورها التربوي؟.
أهداف البحث:

1- بيان الوظائف الحقيقية للأسرة.
2- تكوين الوعي بخطورة وإهمال الأسرة لدورها التربوي المحقق للكفاية والأمن.
3- تحقيق الأمن في حياة الناس من أهداف الإسلام الكبرى التي تقوم الأسرة بنشره.
أهمية البحث:
1- بيان أهمية الأمن ودور الأسرة في بسطه بين أفرادها.
2- الدعوة إلى تنمية وعي الأسرة المسلمة.
حدود البحث:
اقتصرت هذه الدراسة على بيان دور الأسرة في الأمن والكفاية، مع بيان أهمية الأمن وضرورته والحاجة إليه للجميع.
معنى الأسرة لغة واصطلاحا:
الأسرة في اللغة:

الأسرة مأخوذة من الأسر في أصلها، والأسر لغة الدرع الحصين، والأسرة: الخلقَ، الأسر أيضا القوة والصبر وفي المعجم الوسيط: الأسر يعني القيد يقال أسره –أسرا– وإساراً: قيده.
والأسرة عشيرة الرجل وأهل بيته، وأسرة الرجل عشيرته ورهطه الأدنون.
تشير الأسرة إلى القوة والشدة لأن أعضاءها يشدّ بعضهم بعضا كما تطلق على الأهل والعشيرة، وتطلق على الجماعة الذي يضمهم هدف واحد كأسرة الآباء، أو المحامين لكن لم يرد لفظ الأسرة في القرآن، وإنما ورد الأهل والعشيرة قال تعالى على لسان نوح: «إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي»، وقوله : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا»، وقوله: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» 
معنى الأسرة اصطلاحا:
إن مصطلح الأسرة اكتنفه بعض الغموض لأن مدلوله لم يرد في القرآن بالرغم من أنه معروف لدى جميع الناس، ومع ذلك فقد عرّفه أهل الاختصاص فقالوا: الأسرة هي الجماعة التي ارتبط ركناها بالزواج الشرعي والتزمت بالحقوق والواجبات بين طرفيها وما نتج عنهما من ذرية وما اتصل بهما من أقارب.
كما عرفها محمد عقله بأنها: (الوحدة الأولى للمجتمع، وأولى مؤسساته التي تكون العلاقة فيها في الغالب مباشرة، ويتم داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا، ويكتسب منها الكثير من معارفه ومهاراته وعواطفه واتجاهاته في الحياة، ويجد فيها أمنه وسكينته).
ومن هنا نعلم أن الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع حيث يتكون كل مجتمع من العديد من الأسر التي تنظم حياته وتسير أموره وتحقق حاجاته وميوله وعاداته وتقاليده.
معنى الأمن لغة واصطلاحا :
معنى الأمن لغة:

وردت كلمة الأمن وما يشتق منها في القرآن في مواضع عديدة وبالمعنى الذي نقصده وهو يعني السلامة والاطمئنان النفسي مع انتفاء الخوف على حياة الإنسان.
الأمن لغة: تقيض الخوف قاله ابن سيده، وقال الجوهري: الأمن ضد الخوف. وهذا الاختلاف بين ابن سيده والجوهري بأنه ضد أو النقيض يدل حسب مراد علماء اللغة على أن الأمن لا يجتمع مع الخوف وأن وجود أحدهما يرفع وجود الآخر فالإنسان إما أن يكون آمنا وإما أن يكون خائفا.
فالأمن مصدر أمن يأمن، أي اطمأنّ وزال خوفه، وسكن قلبه، وأمن البلد اطمئن به أهله، فهو آمن وأمين قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ».
أي آمن من أمن الرجل أمانة فهو أمين وهو ضد الخائن ، فوصف به المكان استعارة. قال ابن فارس: (الهمزة والميم والنون أصلا متقاربا: إحداهما: الأمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها سكون القلب. والآخر: التصديق. والمعنيان متقاربان  قال الخليل الأمنة من الأمن والأمان إعطاء الأمنة والأمانة ضد الخيانة وبيت آمن ذو أمن قال تعالى: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا»  وبهذا يتضح أن معنى الأمن في اللغة الاطمئنان وسكون القلب وطمأنينة النفس وزوال الخوف، والسلامة، والسكن، والأمن والأمانة والأمان.
كما أن مادة أمن ومشتقاتها جاءت في القرآن الكريم في أكثر من ثمانمائة مرة فالمؤمنون، والإيمان، والأمانة، والذين آمنوا  كلها من الأمور المرتبطة حساً ومعنى بالإيمان ونتائجه.
الأمن في الاصطلاح:
إن تعريف الأمن الاصطلاحي لا يخرج كثيراْ عن معناه اللغوي حسب فهم السلف لذلك حيث تعددت عباراتهم اللغوية له من حيث مدلوله لثرائه اللغوي، فيرجع مفهومه عندهم إلى عدم الخيانة، والتصديق، والحفظ والطمأنينة، الدين، الثقة، القوة، السلم، الإجارة وطلب الحماية ومع ذلك حاول الجرجاني تعريفه بقوله: (الأمن: عدم توقع مكروه في الزمان الآتي) ومن تعريفات الأمن (اطمئنان الفرد والأسرة والمجتمع على أن يحيوا حياة طيبة في الدنيا ولا يخافون على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ودينهم وعقولهم ونسلهم من أن يعتدى عليها).
كما عرف بأنه: (الشعور بالطمأنينة الذي يتحقق بحفظ مصالح الناس الدينية والبدنية والعقلية والاجتماعية والمالية وذلك من خلال الوسـائـل التـربوية والوقائية والزجرية التي شرعها الإسلام لذلك) لكن الملاحظ في هذه التعريفات أنها عبارة عن شروح وتفصيلات للموضوع المعرف، ومن شرط التعريف أن يكون جامعاْ مانعاْ مختصراْ، كأن يعرف (السكينة التي يشعر بها الفرد نتيجة لإشباع دوافعه العضوية والنفسية) ويرى الباحث أن اقرب تعريف للأمن هو (الشعور بالسلامة والاطمئنان للفرد والمجتمع وتحقيق مصالح الخلق ومتطلباتهم بحفظ الضرورات الخمس عبر وسـائل الشرع) من هذه التعريفات يتبيّن أن حقيقة الأمن هو طمأنينة النفس وسكينة القلب وزوال الخوف وبالتالي يصبح للأمن مفهوم شمولي متكامل يحيط بكل جوانب الأمن المختلفة وصوره المتعددة بما يحققه الحفاظ على مصالح كل الناس التي يخافون عليها، ويحرصون على حفظها ورعايتها، بجلب النفع وتحقيقه، ودفع الضر وإزالته0
إن أي وسيلة زجرية أو وقائية قد توصل إلى الأمن، لكنه يبقى محصوراْ في مظهره مما يتطلب أن تكون الوسيلة التربوية مما شرعه الله تعالى لعباده لأنه سبحانه أعلم بما يصلح الخلق ويحقق لهم الأمن «أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ».
ولذا كانت أول وسيلة وأعظمها في تحقيقه هي وسيلة الحفاظ على التوحيد ونبذ الشرك كما قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ».
ومن مصطلحات البحث كلمة (دور) وتعني: عود الشيء إلى ما كان عليه كما تعني النوبة والمرة والحركة.
ويقصد بدور الأسرة في الدراسة بيان الحقوق والواجبات والارتباطات التي تقوم بها الأسرة داخل أفرادها لإحداث تغيير في بناء شخصية الفرد المسلم.
أهمية الأسرة:
تعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدة فسد المجتمع كله، في كنفها يتعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه.
إذ فيها ينشأ الفرد وفيها، تنطبع سلوكياته ،وتبقى أثارها منفوشة فيه، يحملها معه، ويورثها ذريته من بعده وتكمن أهميتها في الأمور الآتية:
1- هي أول لبنة في بناء المجتمع ،لأن الأسرة السوية الصالحة هي أساس الحياة الاجتماعية، بل هي أساس المجتمع المتكامل، لأنه عبارة عن مجموعة من الأسر المتفاعلة.
2- تحقيق وظائف الإنسان الفطرية مثل غريزة البقاء، والتوازن في الدوافع الجنسية وتوثيق العلاقات والعواطف الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة.
3- تكسب الفرد اتجاهاته، وتكّون ميوله، وتميز شخصيته، وتحدد تصرفاته، بتعريفه بدنيه، وعادات مجتمعه ولغته ، فيكون لها الأثر الذاتي، والتكوين النفسي في تقويم السلوك وبعث الطمأنينة في نفس الطفل.
4- تعلم أفرادها كيفية التفاعل الاجتماعي بما تكسبهم من حرف تمكنهم من العيش في أمان مع المجتمع الذي ينتموا إليه وبهذا نعلم أن الأسرة تستمد أهميتها وعلو شأنها لأنها البيئة الاجتماعية الأولى والوحيدة التي تستقبل الإنسان منذ ولادته، وتستمر معه مدى حياته، تعاصر انتقاله من مرحلة إلى مرحلة مما يستدعي القول بعدم وجود نظام اجتماعي آخر يحدد مصير النوع الإنساني كله كما تحدده الأسرة.
بناء الأسرة وتكوينها:
ورد في كتاب الله ذكر الأهل والعشيرة والعيلة، ولم يرد فيه الأسرة بلفظها وقد استنبط العلماء من مدلولات تلك الآيات الكريمة ثلاث تقسيمات للأسرة هي كالآتي:

1- الأسرة تتكون من الزوج والزوجة قال تعالى: «يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ».
2- الأسرة تتكون من الزوج والزوجة والذرية قال تعالى «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة».
3- الأسرة تتكون من الزوج والأولاد والأقارب قال تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا».
وإن كان المفهوم الأخير أوسع من سابقيه إلا أن المفهوم الأول هو الأصل في تكوين الأسرة، وما جاء بعده فهو من ثماره وآثاره ولذلك يجدر القول بأن الأسرة في نشأتها تكونت من زوجين فهما بمثابة الأصول الثابتة لها لكن السؤال المطروح من هما الزوجان؟ وما هي صفات وخصائص كل منهما؟ يقول تعالى في كتابه: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»بيّنت الآية إن الزوجة نعمة ورحمة لأنها من جنس الزوج فهي قطعة منه يسكن إليها وتسكن إليه، يكمل كل منها نقص الآخر بما يحقق فطرته، إذ فطرت المرأة على رقة في الشعور، ولين الجانب، وجمال التقويم، مما يشبع شوق الرجل، ويرضي ذوقه، ويكفي حاجته، ويهيئ له أسباب الراحة (أن المرأة سكن الرجل وراحته والظل الهادئ الجميل الذي يميل ويلجأ إليه بعد يوم مرهق من الجد والكدح، وهذا السكن لا يتحقق لو أن المرأة تركت مهمتها كزوج وأم لتشارك في العمل إلى جوار الرجل).
إن ميدان المرأة الحقيقي هو التربية وغرس القيم في نفوس الصغار، فالأمومة شرف قصره الله على المرأة، وتتحقق عظمتها الحقيقية في إتقانها هذا الدور، أما تخليها عن هذا الدور، وتسابقها في ميدان لا يناسب طبيعتها بحجة إثبات الذات وتحدي الرجال، سبب لها متاعب جمّة ،وترتب عليه ما نراه من تفكك أسري، ودمار أخلاقي، وضياع الذرية، بحدوث تلكم الانحرافات السلوكية الكثيرة، وعدم تحقق الأمن المنشود لها وللأسرة والزوج والأبناء، مما انعكس سلبا على المجتمع، بانفتاح ثغرة كبيرة عليه، لا يتم التخلص منها إلا بالعودة الحميدة للمرأة في ميدانها الطبيعي.
إن المرأة التي حققت بعض النجاحات في مجالات العمل وأهملت دورها الأساسي كأم وزوجة لهي امرأة فاشلة لأنها ضيعت أولادها وبيتها، وتخلت عن رسالتها الحقيقية.
ما الدور الذي ننشده للأسرة لتحقيق الأمن؟
إن الأسرة التي نريدها هي الأسرة المتمسكة بعقيدتها الإسلامية السمحة قولاْ وسلوكا، المعتزة بانتمائها لأمتها الإسلامية، المستوعبة لأصول دينها والمحافظة على الالتزام به، المبتعدة عن ضعيفه، المنفتحة على العالم المعاصر بصدر رحب، وعقل ناضج، تفيد من تقدمه بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحمله من قيم نبيلة.
إنها الأسرة المتخلصة من عقدة التخلف بمختلف أشكاله، الآخذة على نفسها بتدريب أفرادها بالتعبير عن الرأي في حدود احترام الآخرين.
إنها الأسرة التي تشيع في البيت الاستقرار والود والطمأنينة، والتي تقوم بإبعاد ذويها عن كل ألوان العنف والكراهية والبغض، ذلك أن معظم مشاكل المنحرفين الذين اعتادوا على الإجرام في الكبر، تعود إلى حرمانهم من الاستقرار العائلي، إذ لم يجدوا بيتاْ هادئاْ فيه أب يحدب عليهم، وأم تدرك معنى الشفقة فلا تفرط في الدلال ولا في القسوة. لأن إشاعة الود والعطف بين الأبناء، له الأثر البالغ في تكوينهم تكوينا سليما.
الناشئة التي نتطلع إليها:
هم رجال القرن الحادي والعشرين الذين سيكونون في سباق مع الزمن، وسيواجهون تحديات جسام بطغيان القيم المادية على القيم المعنوية وبالتقدم التقني الذي بات يقفز قفزات خيالية.
بحيث يخرج مؤهلا مشاركا مع الآخرين، لا مستهلكا ْفحسب ويكون له دور في صنع القرار المصيري على الأقل قي نطاق أسرته ثم مجتمعه،بعيدا ممن يسيطر على تفكيره ضيق الأفق.
إننا نتطلع إلى ناشئة هم على وعي بواقعهم المتخلف، وقادرين على تجاوزه، ساعين للمعرفة بأدق ما وصل إليه عصرهم من علوم وآداب، ومتسلحين بالقيم الروحية والمعنوية التي تحدد معالم شخصياتهم الإسلامية
(وعلينا أن لا نجبرهم على بعض عاداتنا الاجتماعية التي لا علاقة لها بالدين أو بالأخلاق والتي ألفناها بحسب زماننا، وإنما علينا أن نغرس فيهم حسن التلاؤم مع مجتمعهم المستقبلي، وذلك لأنهم قد خلقوا لزمان غير زماننا).
أهداف تكوين الأسرة:
يهدف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تحقيق أهداف كبرى تشمل كل مناحي المجتمع الإسلامي، ولها الأثر العميق في حياة المسلمين وكيان الأمة المسلمة.
ويمكن إجمال هذه الأهداف في ثلاث نقاط رئيسية:
1- الهدف الاجتماعي، الذي يتحقق به تماسك المجتمع وترابطه وتوثيق عرى الأخوة بين أفراده وجماعاته وشعوبه بالمصاهرة والنسب قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً».
2- الهدف الخلقي، اعتبر الإسلام بناء الأسرة وسيلة فعّالة لحماية أفرادها شيبا وشباباْ، ذكوراْ وإناثا من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى، إن تحقيق هذا الهدف يكون بالإقبال على بناء الأسرة، لأن عدم ذلك يحصل به ضرر على النفس باحتمال الانحراف عن طريق الفضيلة والطهر، كما يؤدي إلى ضرر المجتمع بانتشار الفاحشة وذيوع المنكرات وتفشي الأمراض الخبيثة.
3- الهدف الروحي، إن بناء الأسرة خير وسيلة لتهذيب النفوس وتنمية
الفضائل التي تؤدي إلى قيام الحياة على التعاطف والتراحم والإيثار، حيث يتعود أفرادها على تحمل المسئوليات، والتعاون في أداء الواجبات.
ومن خلال تحقيق هذه الأهداف الكبرى، يمكن أن تحقق هناك أهداف أخرى في ظلال الأسرة، مثل إقامة شرع الله، وتحقيق مرضاته، لأنّ البيت المسلم ينبني على تحقيق العبودية لله تعالى، ولذلك ورد تعليل إباحة الطلاق حين تطلبه المرآة بالخوف من عدم إقامة حدود الله قال تعالى: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ».
كما أنّ الأسرة تحقق حفظ النوع الإنساني بإنجاب النسل، ثم تتحمل المسئولية بتربيتهم وتوجيههم بما يسهم في بناء شخصيتهم السوية، لأن الإسلام جعل الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يقوم على رعاية الطفل، واعتبر كل انحراف يصيب الناشئة مصدره الأول الأبوان، لأنه يولد صافي السريرة، سليم الفطرة، قال عليه الصلاة والسلام: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء).
ولهذا أثبتت الإحصاءات العلمية أن تربية الملاجئ تؤثر على نمو الطفل واتزانه العاطفي، كما أثبتت أن فترات الطفل هي سنواته الست الأولى، وأن طفل الأسرة المستقرة المتوافقة، غير طفل الأم العاملة المرهقة والمشتتة فكريا في أداء وظيفتها، كما أن نتائج التفكك الأسري في الغرب، سبب الجنوح والتشرد والجريمة والانحراف لمعظم الناشئة.
فالأسرة هي البيئة الأولى التي ينشأ فيها الأطفال صالحين كما أنها المجال الفريد لغرس عواطف حب الله ورسوله وحب المسلمين، الذي تزول
معه كل عوامل الشحناء والصراعات المختلفة، فيخرجوا إلى الحياة رجالاً عاملين نافعين يكونون لبناة صالحة للمجتمع.
أهمية الأمن:
إن كلمة الأمن خفيفة على اللسان، عميقة في الوجدان، مطمئنة للجنان، أنها نعمة عظمى، وغاية أسمى، يسعى إليها كل إنسان، بل هو مطلب أساسي لا تستقيم الحياة بدونه، وضعه الله جنباً لجنب مع مطلب الغذاء ، بل قدّمه عليه تارات لأهميته. قال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ» وقال تعالى «أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا».
إن الأمن هو غاية المنى التي يسعى كل أحد للاستظلال بظلاله ولا حياة مع الخوف الذي تتحول الدنيا فيه إلى أرض مسبعة يفترس القوي فيها الضعيف، وتصبح الحياة ظلمات بعضها فوق بعض.
إن الحياة مع الأمن تصير جنات، ظلالها وارفة، يتبوأ الإنسان فيها حياة طيبة مباركة، ويعيش عيشة راضية، يثمر وينتج، يصان عرضه وأرضه، ودينه وماله، ودمه، وأهله ونفسه وجميع من حوله، يحمى ولا يهدد، يتفيأ ظلال الحرية، آمنا في جميع أحواله كل ذلك في ظل الإسلام بالعمل بكل ما يرضي الله، حتى يتم لهم الأمن في الآخرة بنيل رضا الله وثوابه. إن الأمن المطلوب هو الأمن على الحياة الطيبة في الدنيا، والأمن بحصول النجاة من غضب الله في الآخرة.
قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ» لماذا كان لهم ذلك؟ لأنهم خافوا مقام ربهم فجعل الأمن عاقبة أمرهم لأنه جاء في الحديث القدسي: (لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين أبدا إن هو أمنني في الدنيا، أخفته يوم القيامة، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة) 
إن الأمن يلزم لكل نبضة حياة، وحركة بناء، ولكل كيان اجتماعي كبر أم صغر، يحتاج إليه الأفراد كما تحتاجه الجماعات.
إذا حصل اختلال في مجال من مجالات الحياة كالقحط والكساد أو النقص في الأطباء أو المعلمين، فإن الضرر الذي ينتج عن ذلك يكون محدودا على المجال الذي وقع عليه، وبالتالي يسهل احتواؤه والتغلب عليه لكن لو اضطرب ميزان الأمن واختل النظام العام فإن جميع نواحي الحياة تتأثر،فتسود الفوضى، ويحل الخوف والاضطراب، وينتشر الإجرام فتصبح مقدرات المجتمع بأيدي المجرمين مما يجعل تتوقف حركة البناء، وعجلة الإنتاج فيضطر الناس للهجرة إلى مجتمعات أكثر أمنا، هم ورؤوس أموالهم.
الحاجة إلى الأمن:
إن الأمن حاجة إنسانية، وضرورة بشرية، وغريزة فطرية، لا تتحقق السعادة بدونه، ولا يدوم الاستقرار مع فقده، لأن مصالح الفرد والمجتمع مرهونة بتوفيره، ذلك لأن (الأمن للفرد والمجتمع والدولة من أهم ما تقوم عليه الحياة، إذ به يطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويتجه تفكيرهم إلى ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بأمتهم).
إن الأمن يحقق راحة في البال، وانشراحا في الصدر، وشعورا بالسعادة واستظلالا بالطمأنينة والسكينة، يشعر في ظلة المرء بأنه محمي مصان بفضل الله تعالى ثم بفضل من تسبب في استتبابه فينطلق في هذا الجو الآمن إلى عبادة ربه على الوجه الصحيح، وإلى عمارة الكون بتحقيق مصالحه، أما إذا خيم الخوف وزال الأمن فإن المصالح تتعطل والقدرة على حسن العبادة تتزعزع لأنّ (ثبات الأمن وتأكيده ، وتوفير الأمان وتعميمه هو المرتكز والأساس لكل عوامل البناء والتنمية، وتحقيق النهضة الشاملة وبدون ذلك يستوطن الخوف وتعم الفوضى ويشع الضياع فتفقد الأمة أساس البناء وأسباب البقاء).
إن حاجة الأمن تظهر في الأمور الآتية:
1- تكمن أهميته والحاجة إليه في أن الله تعالى لما أنزل آدم من الجنة بين له ما يتحقق به أسباب الأمن قال تعالى «قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ».
2- إن أمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه شرط في التكليف بالعبادات.
3- إن من لم يأمن على نفسه باستعمال الماء أو خاف لحوق الضرر به من الوصول إليه تنقل إلى التيمم.
4- يسقط عن المكلف استقبال القبلة عند عدم الأمن.
5- يشترط لوجوب الحج أمن الطريق.
6- كما أجاز الشرع التلفظ بكلمة الكفر عند عدم الأمن مادام القلب مطمئنا.
7- عد النبي عليه الصلاة والسلام الأمن من أعظم النعم وأحد حاجات الإنسان الأساسية إذ جاء عنه قوله (من أصبح منكم آمنا في سرية معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).
أقسام الأمن:
يتفرع الأمن بالنسبة للإنسان إلى نوعين داخلي وخارجي، ذلك لأنه إحساس داخلي في النفس البشرية يدعمه الواقع العملي، ولهذا حذر الإسلام أتباعه من إطلاق الإشاعات، ومن إذاعة أنباء الأمن أو أنباء الخوف ، ونشرها بين الناس دون الرجوع إلى ولي الأمر، لأنّ الأولى تدعو إلى التراخي عن الاستعداد، وعدم أخذ الأسباب، والثانية تفت من عضض بعض الناس، ويأتي هنا دور الأسرة في توجيه أبنائها على عدم ترويج الإشاعات، حفظا للأمن الداخلي، وصيانة للمجتمع من الداخل حتى لا يتسرب إليه الضعف أو الخوف والرعب، فيحقق الأمنان، طمأنينة النفس واستقرارها من كل أنواع الشرور والأذى التي يمكن أن تتعرض له. فيأمن الإنسان في دينيه وعرضه وماله وأهله وبيته وبيئته، وفي ظل ذلك يؤدي كل أحد واجبه على أحسن ما يكون الأداء.
أما باعتبار ما يؤول إليه فينقسم الأمن إلى قسمين هما:
1- الأمن في الدنيا، وهو الأمن المقيد.
2- الأمن في الآخرة، وهو الأمن المطلق.
فالأول هو الاطمئنان الذي يحصل للإنسان على ضرورات الحياة وما يكملها، بحيث لا يعتدي أحد على تلك الضرورات والمكملات، فإذا هم أحد بالاعتداء على شيء منها وجد ما يزجره من الزواجر التي وضعها الخالق عقابا شرعيا عاجلا أو عقابا أخرويا آجلا، وهذا القسم من الأمن حرص عليه جميع الأحياء لأنه محسوس، عاجل، والنفس مولعة بحب العاجل.
إن الأمن الدنيوي الذي يمنّ الله به على الأمم لا يدوم مع الكفران، بل يبدلها الله به الخوف والجوع، وسوء الحياة، كما قال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ».
ومن الأمم التي أمتن الله عليها بالأمن في الدنيا ثم بدّلها به خوفا لكفرانها مشركوا قريش حيث قال الله مبيّنا حال أمنهم: «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ». فلما أصروا على الكفر ومحاربة الله ورسوله، أبدل أمنهم خوفا، وغناهم فقرا، وشبعهم جوعا، وهو ما حكاه عنهم في آية سورة النحل السابقة.
إن الحديث عن الآمن الدنيوي وحده مفصولا عن الأمن الأخروي إنما هو حديث عن حلم بالسعادة في ساعة من الزمن، من عمرنا القصير.
إن الإنسان مهما أوتي من نعمة، ومن سلامة نفس وبدن ووفرة رزق، لا يحس بالأمن الكامل، أو الأمن بمعناه المطلق الذي ينافي كل خوف مهما كانت أسبابه.
لأن أمن الدنيا أمن مقيد، ولا يتحقق الأمن المطلق إلا بالاتصال بالمنهج الرباني.




مراجع البحث:
1. إبراهيم الصرايرة، أمن المجتمع مسئولية مشتركة بين المواطن والأجهزة الأمنية، ضمن محاضرات الموسم الثقافي الثاني، الأردن، جامعة مؤتة سنة 1983م.
2. إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، القاهرة، مجمع اللغة العربية سنة 1960 م.
3. ابن ماجة، سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، سنة 1952م.
4. ابن منظور، لسان العرب، طبعة دار المعارف.
5. أبو حاتم البستي، صحيح ابن حبان، تحقيق محمد عثمان، المدينة المنورة 1970م.
6. أبو داود السجستاني سنن أبي داود، مكتبة ومطبعة مصطفى محمد، د.ت.
7. أبو عيسى محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق إبراهيم عطوة، مطبعة مصطفى البابي الحلي، طبعة 1385هـ..
8. أحمد بن حنبل، المسند، طبعة القاهرة، سنة 1313هـ.
9. أحمد بن شعيب النسائي، سنن النسائي، دار الفكر، بيروت سنة 1987هـ.
10. أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، القاهرة، مصطفى البابي الحلبي وأولاده سنة 1389هـ.
11. أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت، المكتبة العلمية د. ت.
12. أحمد عمر هاشم، الأمن في الإسلام، مصر، دار المنار للطباعة والنشر، سنة 1406 هـ.
13. أحمد يوسف، أثر العقيدة في تحقيق الأمن النفسي ص17، الفجالة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، د.ت.
14. إسماعيل ابن كثير الدمشقي، المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، للإمام، هذبه جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري، الرياض، دار السلام للنشر، ط1، 1420هـ.
15. أكرم ضياء العمري، التربية الروحية والاجتماعية في الإسلام، الرياض، دار اشبيليا، سنة، 1417هـ..
16. ب وولمان، مخاوف الأطفال ترجمة محمد الطيب،القاهرة،مكتبة الأنجلوا، ط2 سنة 1991م.
17. باقر شرف القرشي، النظام التربوي في الإسلام، بيروت، دار المعارف للمطبوعات سـنة 1983 م.
18. حامد عبد السلام زهران، علم نفس النمو، القاهرة، عالم الكتب، ط4، سنة 1977م.
19. حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، القاهرة، دار الاعتصام، ط2 سنة 1398هـ.
20. خليل الجر المعجم العربي الحديث، لاروسي،مكتبة باريس سنة 1973هـ.
21. الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان داوودي، دمشق، دار القلم، وبيروت، دار الشامية، ط1 سنة 1412هـ.
22. الزبيدي، تاج العروس، بنغازي، دار ليبيا للنشر والتوزيع 1966م.
23. عبد الحميد كشك، الأمن في ظل الإسلام، الإسكندرية، المكتب المصري الحديث، 1987م.
24. عبد الرحمن بن عبد الخالق الغامدي دور الأسرة المسلمة في تربية أولادها في مرحلة البلوغ، الرياض، دار الخريجي، ط1 1418 هـ
25. عبد العزيز الفوزان، وتحقيق الأمن في الفقه الإسلامي، رسالة علمية مخطوطة لم تنشر نوقشت عــام 1417هـ.
26. عبد العزيز سليمان الحازمي، أثر الترابط الأسري في تكوين شخصية الشباب، الرياض، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1415هـ.
27. عبد العزيز محمد النغيمشي، المراهقون دراسة نفسية إسلامية للآباء والمعلمين والدعاة، الرياض، دار المسلم للنشر والتوزيع،ط2، 1422هـ.
28. عبد الله أحمد قادري، أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي، جدة، دار المجتمع للنشر، ط1 سنة 1409هـ.
29. عبد الله بن أحمد النسفي، تفسير النسفي، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت.
30. عبد الله خوج وفاروق عبد السلام، الأسرة العربية ودورها في الوقاية من الجريمة والانحراف، الرياض، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب سنة 1409هـ.
31. عبد الله عبد المحسن التركي، الأمن في الإسلام وتطبيق المملكة السياسة الجنائية / الرياض، طبع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف د.ت.
32. عطية صقر، الأسرة تحت رعاية الإسلام، الكويت، مؤسسة الصباح ط 1، 1400هـ.
33. علي بن محمد الجرجاني، التعريفات، تحقيق إبراهيم الأنباري، لبنان دار الكتب العلمية، ط2 سـنة 1412هـ
34. عواطف علي سليمان، الأسرة والطفولة في الإسلام، دار التراث العربي، ط1 سنة 1421هـ.
35. فاطمة المنتصر الكتاني، الاتجاهات الوالدية، في التنشئة الاجتماعية وعلاقاتها بمخاوف الذات لدى الأطفال، رام الله، دار الشروق للنشر، د.ت.
36. الفيروز آبادي، القاموس المحيط، بيروت، دار الجيل، د.ت.
37. كافية رمضان، الأسرة وسيط تربوي، ضمن مجموعة أبحاث بعنوان: الأسرة والطفل، الشارقة، دائرة الثقافة والإعلام، ط1 1994م.
38. كوثر محمد المناوي، حقوق الطفل في الإسلام، الرياض، دار الأمل، ط3، سنة 1414هـ
39. ليلى عبد الرحمن الجريبة، كيف تربي ولدك، الرياض، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ط2، 1423هـ.
40. محمد إبراهيم حور، مجموعة أبحاث، الشارقة دائرة الثقافة والأعلام، ط1، سـنة 1994م.
41. محمد بن إسماعيل البخاري صحيح البخاري، مصورة دارالشعب، بيروت، 1390هـ
42. محمد بن معجوز، أحكام الأسرة في الشريعة الإسلامية ح2 ط سنة 1414هـ د.ت.
43. محمد داوود، الإسلام والزمن المقبل، القاهرة، دار المنار، سنة 1412هـ
44. محمد رشاد خليل، علم النفس الإسلامي العام والتربوي دراسات مقارنة، الكويت، دار القلم، ط1، 1407هـ.
45. محمد عقله، نظام الأسرة في الإسلام، عمان، مكتبة الرسالة الحديثة ط1، 1938 م.
46. محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، استنبول، المكتبة الإسلامية، د.ت.
47. محمود حسن، رعاية الأسرة، الإسكندرية، دار الكتب الجامعية، سنة 1977م.
48. محمود محمد الجوهري، ومحمد خيال، الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية، الإسكندرية، دار الدعوة للطباعة، د.ت
49. مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، نشر رئاسة البحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية، سنة 1400هـ.
50. الموسعة الفقهية، الكويت إصدار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، طباعة ذات السلاسل ط1 سنة 1406 هـ.
51. نادية عبد العزيز الهلالي، أثر الإيمان في تحقيق الأمن وثماره في الدولة السعودية، رسالة علمية للماجستير قدمت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم العقيدة ونوقشت عام1420 هـ.
52. يوسف البزة أهمية التشريع الإسلامي في حماية الأسرة ورعاية حقوق أفرادها،جامعة الدول العربية،الأمانة العامة، 1406 هـ
53. يوسف القرضاوي، الإيمان والحياة، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط7، سنة 1401هـ


ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ :
د . إدريس بن حامد محمد

http://www.minshawi.com/other/mohammed.htm

التعليقات (0)

اترك تعليق