القيم التربوية للإمام الحسين عليه السلام وأهميتها في بناء المجتمع ووحدة تماسكه
أهمية التربية:
التربية هي العمل الذي يساعد الكائن الحي على أن ينمي استعداداته الجسمية والفكرية ومشاعره الاجتماعية، والجمالية والأخلاقية من أجل انجاز مهمته الإنسانية ما استطاع إلى ذلك سبيلا[1]. وقد أكد البعض إن (التربية في جوهرها عملية قيمية) سواءاً عبرت عن نفسها في صورة واضحة أو ضمنية، فالمؤسسة التعليمية، بحكم ماضيها وحاضرها ووظائفها وعلاقاتها بالإطار الثقافي الذي تعيشه، مؤسسة تسعى إلى بناء القيم في كل مجالاتها النفسية والاجتماعية والخلقية والفكرية والسلوكية[2].
وقد حظي موضوع القيم اهتماماً كبيراً من قبل المتخصصين في عدة ميادين مثل الفلسفة وعلم الاجتماع والتربية، إذ تعد القيم من أهداف التربية[3]. وذلك لأنّ من أهمّ وظائف التربية هو الحفاظ على التراث الثقافي ونقله من جيل لآخر، فالمعرفة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ينبغي أن يتعلمها الجيل الجديد في المجتمع لضمان استمراره في الحياة. فالتراث هو الذي يحمل عناصر الأصالة وهو الذي يمنح الثقافة التواصل مع الماضي والقدرة على المعاصرة والتطور في المستقبل وهو الذي يمنح الإنسان أسلوب الحياة وأنماط السلوك والقيم والعادات والتقاليد[4].
اهتمام الإسلام بموضوع التربية:
لقد اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالأخلاق والقيم؛ إذ جعل من أهدافه الرئيسة العناية بخلق الإنسان وتنميته لتصبح جزءً من شخصية الإنسان العربي، وقد يكون هذا من أهم العوامل التي حفظت الأمة العربية من التدهور والانحلال الخلقي الذي تعاني منه المجتمعات والحضارات المتقدمة المعاصرة؛ إذ يسود ضياع القيم والأخلاق والانتحار وغيرها من مظاهر التأزم الخلقي والنفسي[5].
غوستاف فون غرونبوم وسبب التخلف العربي:
في حين اتهمت الكثير من الدراسات التي حاولت تحليل المجتمع العربي بحثاً عن عوامل تخلفه، لاسيما الأجنبية منها، الجذور والينابيع الأساسية التي يستقي منها هذا الوجود قيمه وبناءه الاجتماعية وعلى رأس تلك الينابيع الأساسية الدين والتراث الإسلامي والتاريخ العربي الإسلامي، بل والعقل العربي الإسلامي، إذ يرى المستشرق "غوستاف فون غرونبوم" أن (الإسلام يفرض شروطاً على مجمل حياة المؤمن وأفكاره) ويرى كذلك أنّه (ليس هنالك أيّ شيء، مهما يكن صغيراً أو شخصياً أو خاصاً، لا يستحق التنظيم من قبل إدارة مقدسة) وهو لا يحمل هذا القول على محمله الحسن، بمعنى أنّ ثمة رقابة ذاتية خلقية يفرضها الإسلام دوماً على أي شكل من أشكال سلوك المؤمن، بل يقصد منه تعطيل المبادرة والحرية والعمل الإرادي والعقل، ويؤكد أن الثقافة العربية السائدة ثقافة تستند إلى القيم الجبرية والسلفية والإتباع، بدلاً من الحرية والتجديد والإبداع.
الصهيوني "رافائيل بطي" ونظريته عن التخلف العربي:
ومن تلك الدراسات أيضا والتي حملت الثقافة العربية مسؤولية التخلف، تلك التي نجدها عند عالم الأنثروبولوجيا الصهيوني "رافائيل بطي" في كتابه العقل العربي: اذ يرى أن الدين الإسلامي (ليس جانباً واحداً في الحياة، بل المركز الذي يشع كل شيء أخر منه. فكل العادات والتقاليد دينية، والدين كان وما يزال للغالبية التقليدية في البلدان العربية القوة المعيارية المركزية في الحياة) بينما خسر الدين في الغرب "وظيفته المعيارية" ولم يعد ينظم حياة أبنائه. وهو بذلك يحمل الدين الإسلامي سبب تخلف الأمة العربية وتراجعها عن الغرب.
تأثر بعض الباحثين العرب بالنظريات السلبية للمستشرقين:
وقد ذهب إلى ما ذهب إليه بعض المستشرقين باحثون عرب وعلى رأسهم فاضل الأنصاري في كتابه "الجغرافية الاجتماعية" والذي أكد فيه أن (التقاليد والقيم البدوية أثرت في المجتمعات الزراعية العربية بتأثير الهجرة البدوية المستمرة فأصبحت حياة معظم الريفيين، في سهول الرافدين أو النيل أو بلاد الشام وسهول المغرب، امتداداً لحياة المجتمعات البدوية في كثير من قيمها وسلوكياتها اليومية... ولم يقتصر تأثير البداوة هذا على المجتمعات الزراعية الريفية في الوطن العربي، وإنما تجاوزها إلى المجتمعات المدنية أيضاً)[6].
وهو بذلك يعزي سبب تخلف وتأخر المجتمعات العربية إلى تمسكها بالقيم البدوية والتي تشكل بدورها الثقافة العربية.
وعلى النقيض من ذلك نجد بعض الفلاسفة والمفكرين يشيدون بدور الإسلام بإنقاذ البشرية من التخلف والانحطاط؛ إذ أكد ذلك الفيلسوف الانكليزي "برناردشو" في مقولته الخالدة (لقد كان دين محمد موضع تقدير سام لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة وأنه لا بد من القول أن محمداً رسول الله منقذ الإنسانية، وأنه لو أتيح لرجل مثله أن يتولى زعامة العالم الحديث فإنه لمن المؤكد أنه سينجح في إيجاد الحل لكل مشاكله).
"جيكوب زيزلر" ومقولته عن عظمة الإسلام وتأثيره التاريخي:
وفي هذا الصدد كتب "جيكوب زيزلر" يقول مشيراً إلى عظمة الإسلام وتأثيره التاريخي: (على مدى خمسة قرون ساد الإسلام العالم بقوته وعلمه وحضارته الفائقة، فبعد أن ورث الإسلام الكنوز العلمية والفلسفية للحضارة اليونانية، نقل هذه الكنوز –بعد أن أثراها- لأوربا الغربية، وهكذا وسع من الآفاق الفكرية للعصور الوسطى وترك أثراً بارزاً على أوربا فكراً وحياة)[7].
المؤرخ الانكليزي "ويلز" والازدواجية بين قوانين الإسلام وأفعال المجتمع الإسلامي:
وفي هذا المدار أيضاً يطالعنا المؤرخ الانكليزي "ويلز" في كتابه "ملامح من تاريخ الإنسانية": أن أوربا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية([8])في حين أننا نرى في المجتمعات العربية والإسلامية الكثير من الأنظمة والقوانين السائدة والتي تنص على أن الدين الرسمي لذلك المجتمع هو الإسلام، ولكن في واقع الحال ليس من الإسلام في شيء وانعكس ذلك على التربية فنجدها غريبة عن الإسلام وأصوله[9].
الجري وراء الغرب من أهم أسباب التخلف في المجتمع الإسلامي:
إننا نصف الأمة الإسلامية بالتخلف ونحن على يقين أن من أهم أسباب تخلفها الجري وراء نموذج الغرب، ومحاولة الاقتداء به والسير في ركابه ورؤية الحياة كما يراها هو، والاصطباغ بصبغته المادية التي حولت الإنسان إلى بهيمة سائمة، بل أضلّ سبيلاً. إن في (مجتمعنا العربي الإسلامي) أزمة، لا بل أزمات، يعبَّر عنها في الممارسات السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والتربوية والخلقية، وتأخذ طابع الازدواجية في السلوك، والانحراف شبه الكلي عن أصالة المبادئ والقيم التي تنتمي إليها الأمة.
والأزمة تلح علينا بصور عدة من زمن، ونراها تقعد وتهبط تبعاً لمؤثرات كثيرة وأحداث متلاحقة، إلا أنّ حدتها قد اشتدت وأصبحت تنذر بشر مستطير، منه تدهور الأمة وانحلالها وانعدام أثرها وفاعليتها، واختزال دورها إلى مستوى هامشي لا يعتد به.
لذا فإنّ السبب الحقيقي من وراء تخلف الأمة العربية هو عدم الالتزام بالقيم الإسلامية وهذا ما أكدته الكثير من الدراسات النظرية والميدانية، والتي أجمعت على وجود خلل في منظومة القيم نتيجة العزوف عن القيم الإسلامية واللهث وراء القيم الغربية ومنها دراسة الجمالي والذي أكد أنّ الكثير من المسلمين بعد أن نسوا دينهم وهجروا قرآنهم، وصاروا يقلدون غيرهم ويستوردون عقائد ومبادئ متطرفة وبعيدة عن منهجنا الإسلامي[10].
وهذا ما توصل إليه فرحان أيضا من خلال بحثه عن القيم التربوية في عالم متغير من منظور إسلامي والذي قدمه في مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير إلى أن القيم السائدة في العالم العربي لا تعبر عن قيم الإسلام وحضارته، فلإسلام شيء والمسلمون شيء آخر وبينهما فرق شاسع في التصور والممارسة[11].
كما أكد عبد الرحمن؛ منذ دخول القرن الحادي والعشرين تجري عملية عولمة لكل شأن اقتصادي واجتماعي وتربوي وثقافي وأخلاقي، وفي أطار هذه العولمة التي غالبيتها قيم أمريكية مطلوب من أمتنا العربية أن تعيد النظر بما لدينا من نظريات ومناهج وتجري عملية تأصيل لها، وذلك لأن ميدان التربية من أهم الميادين التي تتأثر والتي تحتاج لإعادة الفحص النقدي وإعادة البناء والتكوين إذ أن التربية وسيلة التغيير دائماً[12].
وتأسيسا على ما تقدم هناك أزمة في القيم الإسلامية نتيجة اللهث وراء القيم الغربية ويرى الصدر([13]) إن علاج الأزمة يكمن في تحويل الإنسان من فريسة لحركة التأريخ إلى موجه لتلك الحركة عن طريق ربط الإنسان بالقيم الأخلاقية ذات المصدر الإلهي[14].
الإمام الحسين هو الحل لتأصيل قيمنا التربوية الإسلامية:
ففي تراثنا التربوي نظام شامل للتربية والإعداد للحياة، وتوجيه الشباب التوجيه التربوي الصحيح، وتقويم سلوكهم الذي يرتكز على أسس تعليمية وتربوية سليمة نابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والذي جاء وافياً بمطالب الحياة كلها: وإنّه لحري بكل مربٍّ مخلص أن يستبصر بجوانب الفكر التربوي الإسلامي وإبراز ايجابيته وما يزخر به من آداب وفضائل.
وذلك من خلال العودة إلى تراثنا وتأصيل قيمنا التربوية لدى أبنائنا من خلال القدوة الحسنة والمتمثلة برجالات الإسلام الفذة، والذين يمثلون قيمها بأعلى مستوياتها من خلال ربطهم النظرية بالتطبيق الفعلي، وعلى رأس تلك الرجالات الحسين عليه السلام والذي يعد في دنيا الإسلام قمة من قمم الرجال الذين صنعوا العظمة في تاريخ الإسلام والإنسانية وسكبوا النور في دروب البشرية، من خلال عطائه الفكري الفذ والمتمثل بالمئات من الوصايا والحكم والخطب والأشعار والأدعية والتي ملأت كتب التاريخ، فضلاً عن الرسائل[15] والخطب[16] والوصايا[17] والمحاورات[18] الصادرة عن الحسين عليه السلام نجد السلوك والممارسة العملية في حياته الشخصية التي توضح لنا جانباً من الفكر والتشريع وتجسد الصيغة التطبيقية، والتي من خلالها يمكن أن نبني منهجاً تربوياً إسلاميا يحفظ لنا هويتنا العربية الإسلامية ويرسخ قيمنا التربوية الخاصة بنا. لذا جاءت هذه الدراسة لكي تسلط الضوء على إنسان فذ كبير وعلى وجود هائل من التألق والإشراق، وعلى حياة زاهرة بالفيض والعطاء من أجل التعرف على القيم التي نادت بها وسعت إلى تحقيقها.
أهمية القيم:
تُعدّ القيم من المفاهيم الأساسية في ميادين الحياة جميعها، وهي تمس العلاقات الإنسانية بكافة صورها، إذ إنها ضرورة اجتماعية وهي معايير وأهداف لا بد أن نجدها في كل مجتمع منظم سواء كان متأخراً أو متقدماً، فهي تتغلغل في نفوس الأفراد على شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات، وتظهر في السلوك الظاهري الشعوري واللاشعوري، وفي المواقف التي تتطلب ارتباط هؤلاء الأفراد، ولا يمكن أن نفرضها على الأفراد وإنّما تكتسب من خلال تأثير المنزل والمدرسة والمسجد ومن خلال الأصدقاء والأقران والقادة خارج المنزل[19].
تأثير القيم على بناء المجتمع وتماسكه:
وتؤثر القيم في بناء المجتمع ووحدة تماسكه، إذ يؤدي اتساقها في نظام قيمي موحد يجمع عليه أفراد المجتمع إلى تماسك بنية ذلك المجتمع، فإذا ما كانت تلك القيم متسقة ومشتركة بين جميع أعضائه، أدّت إلى تماسك بنية ذلك المجتمع، أما إذا كانت غير واضحة في نظام قيمي موحد، أدت إلى صراع بين أفراد ذلك المجتمع، وساد التفكك والضعف، فالنظام القيمي الموحد الواضح هو الذي يسهل عملية تضامن المجتمع، ويزيد من قوة تماسكه، لأنه يعتمد على الأهداف والقيم المشتركة بين أفراده[20].
حاجة المجتمعات إلى منظومة القيم:
لذا فإنّ المجتمعات بحاجة إلى منظومة قيم تستند عليها عندما تقوم بالتفاعل الإيجابي مع بعضها البعض ويستلزم هذا التشابه في كل مجتمع، إذ تستطيع هذه القيم أن تكفل وتضمن قيم المجتمع وأهدافه ويعتمد ذلك على مدى قبول المجتمعات لمثل هذه القيم أو رفضها إذ إن قبولهم لها يؤدي بالتالي إلى وحدة بناء وتماسك المجتمع ورفضها سيؤدي إلى تفككه وانحلاله[21].
ومن خلال ما تقدم يتضح إن القيم لها أهمية بالغة بالنسبة للأفراد والجماعات والمجتمع على حد سواء لأنها تتصل اتصالاً مباشراً بالأهداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها عن طريق التربية، إذ ترتبط القيم بالتربية وذلك من خلال أهمية القيم في صياغة الأهداف التربوية المبنية على فلسفة التربية والتي تنبثق أصلاً عن فلسفة المجتمع، وتأتي أهمية القيم في تعبيرها عن فلسفة مجتمع ما وإطار حياته وتوجيهه للتربية وفلسفتها وأهدافها التي تعتمد في بلورتها وصياغتها على وضوح القيم، لاختيار نوع المعارف والمهارات وتعيين الأنماط السلوكية المرغوبة[22].
وبذلك يمكن القول إن لكل مجتمع تربيته الخاصة والتي تعكس فلسفته وأهدافه وظروف حياته، وألوان نشاطه، وقيمه ومعتقداته، أي تعكس عموماً أيديولوجيته في الحياة، لتجعل الصغار يشبّون على هذه الأيديولوجية، فينضمون إلى حملتها من الكبار[23].
السعي إلى تربية الذات الإنسانية كبداية لتربية المجتمع:
ولقد سعت التربية الإسلامية إلى ذلك من خلال تربية الذات الإنسانية والتي تعد محور نشاط هذه التربية وبها تتشكل ذات الإنسان المسلم عن طريق عملية تنمية وتغذية لمواهب الإنسان بصورة متزنة، وهي لهذا تتعهد بناء الإيمان والعلم والخلق والعمل الصالح بصورة متلاحمة منسجمة[24]. كما تؤكد التربية الإسلامية أهمية التمسك بالقيم الروحية والخلقية فضلاً عن حرية الفكر والانفتاح على المصادر المختلفة للثقافة وأن تنمي في الفرد قدرات ومهارات واتجاهات معينة مثل العمل بروح الفريق وتغليب المصلحة المشتركة وكذلك أهمية العمل[25].
اختلاف الفلاسفة والمفكرين في تعريف معنى القيم الخلقية:
وإذا كانت القيم الخلقية التي تشكل في ضوئها أهداف التربية الخلقية تختلف من مجتمع إلى آخر إذ اختلف الفلاسفة فيما بينهم في تفسيرها، ففسرها بعضهم تفسيراً بيولوجياً ومنهم من فسرها تفسيراً اجتماعياً، واختلفوا أيضا في معنى الحق والخير فأصبحت لهم فيها مذاهب متعددة وأراء مختلفة لا تستند إلى أصل ثابت ومنبع واحد، فنرى "كونفوشيوس" يؤمن بأنّ المرء يولد مفطوراً على الخير وفي ذلك يقول: ((إن الناس يولدون خيرين سواسية بطبيعتهم، وكأنهم كلما شبوا اختلف الواحد منهم عن الآخر تدريجياً وفق ما يكتسب من عادات))[26]، في حين على العكس من ذلك نجد أن "جون لوك" يجد إن (التربية هي أساس الأخلاق وليست الفطرة)[27]. ويرى " أوجست كونت " إن الأخلاق (عملية وضعية، نسبية متغيرة ليست مطلقة، اجتماعية ليست فردية، منهجية ليست تلقائية)[28].
إلا أن هذا الاختلاف لا محل له في الإسلام، فالقيم الخلقية في الإسلام يصورها القرآن الكريم، وقد تشكلت بصورة حية في أخلاق الرسول (صلى الله عليه وآله)، وعلى هذا، فلا اختلاف ولا مذاهب شتى في القيم الخلقية المستمدة منها فقد سئلت عائشة، عن خلق الرسول فقالت (كان خلقه القرآن)[29].
الفكر التربوي الإسلامي أطلق حريات الإنسان وحطم لقيوده:
وبما إن الفكر انعكاس صادق لحياة الجماعة الإنسانية، فان نوعه يتحدد بنوع هذه الحياة وبالإطار العقائدي الذي يوجه مسارها، وطالما أننا نعيش في مجتمع إسلامي، فان الفكر الذي يعكس حياتنا الثقافية والأخلاقية –في المجال التعليمي– هو الفكر التربوي الإسلامي بكل أصوله وركائزه ومحدداته ومقوماته وأساليبه النابعة من شريعتنا الإسلامية من ناحية، ومن واقعنا الإسلامي من ناحية ثانية، ومن تطلعاتنا المستقبلية من ناحية ثالثة[30].
ولقد سجلت حركة الفكر صفحة من أروع صفحاتها في التاريخ بظهور الإسلام وانتصاره وانتشاره، إذ أطلق حريات الإنسان وحطم القيود التي فرضت على عقله وإرادته لأنه انتقل بالعرب من القبيلة إلى الأمة ومن التعددية إلى التوحيد ومن الخرافة والأسطورة إلى العقل والمنهج العلمي[31].
وبذلك، بلغ المسلمون مكانة رفيعة بين الأمم من خلال تمسكهم بالمثل والقيم العليا التي ينطوي عليها جوهر دينهم، ونتيجة هذه الحركة الفكرية تركوا لنا الكثير من المصادر والمؤلفات الإسلامية المكتوبة والمنقولة، والتي تضمنت خلاصة فكرهم وإبداعهم الحضاري والثقافي ما يشكل اليوم التراث العربي الإسلامي، والذي يشكل الفكر التربوي جانباً مهماً من هذا التراث بما يتضمنه من آراء ومواقف وقيم تربوية صائبة ودروس تفيدنا في فكرنا التربوي المعاصر نستطيع من خلاله ردم فجوات الضعف في معتقداتنا وممارستنا التربوية[32].
وهنا حقيقة من الضروري التوقف عندها، وهي أن الكثير من الجهود الفكرية في المجالات التربوية وغيرها، لم تتجاوز مرحلة التأرجح والمراوحة بين الكلام عن القيم التربوية الإسلامية وعطائها الحضاري والتاريخي، مع العجز عن تطوير وسائلها ورؤيتها وأدواتها المعاصرة، وبين القيم التربوية الغربية ومحاولة دفع الافتتان بها، سواء كانت هذه الجهود في مجال المقارنة وبيان التميز في النظرية والإنتاج، أو كانت هذه الجهود في مجال المقاربة ومحاولة التفتيش عن المواقع المشتركة، لعل ذلك يعطي القيم التربوية الإسلامية بعض الثقة عند (الآخر) أو عند تلامذته في الواقع الإسلامي[33].
ومما ينبغي لنا عمله في هذه المرحلة هو تمثل تراثنا بشكل صحيح، ومن ثم القدرة على غربلته وفحصه والإفادة من العقلية المنهجية التي أنتجته، والقدرة على إنتاج فكري معاصر يوازيه، وليس كما يفعل البعض من الوقوف أمام التراث للتبرك والمفاخرة من غير أن تكون له القدرة على العودة إلى الينابيع التي استمد منها، فينتج تراثاً معاصراً قادراً على قراءة مشكلات العصر، وتقديم الحلول الموضوعية الموافقة لحركة الحياة[34].
إذ إن التراث هو الذي يحمل عناصر الأصالة[35]، ومن خلاله يتعلم الإنسان أسلوب حياته وأنماط سلوكه وقيمه وعاداته وتقاليده، فهو أصالة في المعرفة وعمق في التفكير، وغنى لا يفنى، وأساس وطيد لكل جديد، وزرع الثقة بالنفس، والوسيلة الفعالة للتقدم والتطور[36].
وقد جاءت الرسالة الإسلامية الخاتمة لهداية الإنسان، وتحريره من جميع ألوان الانحراف في فكره وسلوكه، وتحريره من ضلال الأوهام ومن عبادة الآلهة المصطنعة، وتحريره من الانسياق وراء الشهوات والمطامع، وتهذيب نفسه من بواعث الأنانية والحقد والعدوان، وتحرير سلوكه من الرذيلة والانحطاط.
وقد اختصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الهدف الأساسي من البعثة بقوله المشهور: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
تجسيد الإمام الحسين عليه السلام للمفاهيم والقيم الأخلاقية الصالحة:
وقد واصل الأوصياء والأئمة من أهل البيت عليه السلام هذه المهمة لتترجم في الواقع في أعمال وممارسات وعلاقات، ولهذا كانت القيم الأخلاقية هي المحور الأساسي في حركاتهم، وقد جسد الإمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة المفاهيم والقيم الأخلاقية الصالحة، وضرب لنا وأصحابه وأهل بيته أروع الأمثلة في درجات التكامل الخلقي[37].
والإسلام، ثورة فكرية وأخلاقية، ثورة قيمية أبرزت حقائق وأقرت تعاليم. وهو ثورة إنسانية إذا ما قيست بهمجية الحياة العربية الغابرة، وضيق الأيديولوجيات الدينية السابقة مثل الوثنية واليهودية. وهذه الثورة الإسلامية الإنسانية تتميز بأنها ثورة مستمرة ومستجدة، آية ذلك إقرارها قيماً إنسانية تضع الإنسان في أسمى منزلة على الأرض وتحله مرتبة منفردة لا يضاهيها سواها لدى سائر الكائنات الحية[38].
إن الثورات والحركات المقدسة، قد ابتدأت في الحقيقة بالأنبياء العظام، وقد ورد ذكر تلك الثورات، والحركات المقدسة، وجهاد الأنبياء المقدس في سورة الشعراء إذ يذكر القرآن الكريم قصص موسى وإبراهيم ونوح وهود ولوط وصالح وشعيب وخاتم الأنبياء محمد (صلوات الله عليهم جميعاً)، بأنهم قاموا في سبيل مكافحة عبادة الأصنام والنضال ضد الظلم والاستبداد والجهل والتعصب والإسراف والتبذير والإفساد في الأرض والفحشاء والامتيازات الاجتماعية الوهمية.
وقد سلك الإمام الحسين عليه السلام الطريق نفسه الذي سلكه الأنبياء، لكنه بالطبع واجه ظروفاً غير تلك التي واجهت الأنبياء والسبب في سيره على خط الأنبياء والصالحين الذي دعا إليه الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم محمد(صلى الله عليه وآله) وقدم نفسه الطاهرة قرباناً هو الانحراف الذي حدث في ذلك الوقت على يد الحكام والعزوف عن اتباع الحق والأقوال الواردة في تاريخ عاشوراء خير دليل على ذلك إذ قال عليه السلام وهو يخاطب الجموع من حوله ناصحاً لهم باتباع الحق والرجوع عن الباطل "ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه..." وأمثالها الكثير والتي تدعو إلى ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية والعمل بها. لقد أراد الإمام أن يسجل اعتراضه، وعدم رضاه ومطالبته بالعدالة والحق (وبالتالي نشر راية الإسلام) بواسطة سيل من الدماء التي تدفقت من بدنه وأبدان أهله وأصحابه، والتاريخ يثبت لنا أن الخطب والأقوال التي تسجل بالدم لا يمكن أن تمحى من الوجود أبداً، ذلك إنها تعبر عن خلوص نية، وعمق إرادة، وكمال إخلاص، وصفاء فكر[39].
وإننا في هذا الزمان –كما كان الناس قَبْلَنا– بحاجة إلى فكر نوراني ملهب ورشيد في آن واحد كفكر الإمام الحسين عليه السلام، وإلى الانفتاح الإنساني الواسع على شخصيته عسى أنْ نستفيد من مخزونه الروحي والقيمي والثقافي واستثماره في معالجة قضايانا الكئود، وحل إشكاليات الإنسان العميقة في هذا العصر.
فلم يعد الحسين مجرد ثورة وحركة جهادية، بل هو مشعل نور متوهج ومتألق في كل شيء.
وإذا كان الناس قد أفرطوا في حب الحسين والتأثر بمواقفه السياسية والجهادية، فإننا نطالبهم بالإفراط في اتخاذه قدوتهم في المعرفة والأخلاق والإصلاح الاجتماعي والأدب والتربية الجهادية والانتصار على شهوات الذات، والمبالغة في الارتباط بكل جانب من جوانب حياته المضيئة. (فالإنسان المؤمن وغير المؤمن بحاجة إلى معرفة الحسين "الثائر" والحسين "المصلح الاجتماعي" وبحاجة لروح الحسين "العرفاني" والحسين "الشاعر" والحسين "المربي" والحسين "المرشد الأخلاقي" والحسين "السياسي" المتمكن، والحسين المجاهد المقاتل الذي لا يأبه "الموت" ولا يخافه.
وبذلك يمكن أنْ يتحول المنبر الحسيني إلى منظومة ثقافية واسعة، وحركة عقلانية منظمة تطل على شخصية الإمام من جوانبها جميعها دون تركيز على "الجانب المأساوي" وحده، نعتز به ميراثاً إنسانياً لا فعلاً يختصر شخصية الحسين ويهمش فعاليتها، بل ينبغي تفحص تراث الإمام الحسين عليه السلام في الفكر والعلم والتربية والأخلاق والقيم والأدب والشعر والعرفان الروحي، والإصلاح الاجتماعي، والنشاط السياسي، وأنْ تعقد حواراً بين هذا التراث والواقع الإنساني، فتستنطقه الأمة في قضاياها الإنسانية المعاصرة، وتستمد منه معرفة مستنيرة قادرة على مواجهة إشكاليات العصر.
وتأسيسا على ما تقدم فأن أهمية المقالة الحالية تتجلى من خلال:
1. أهمية القيم في حياة المجتمع، للدور الذي تلعبه في تكامل البنية الاجتماعية وانسجام أفراد المجتمع وتماسكهم في ما يواجههم من تحد مصيري في عالم أصبح فيه لموقف المجتمع الموحد أهمية كبيرة لبقائه وديمومته.
2. إنّ بذر القيم التربوية التي هي قوام منهج الإسلام الشامل في نفوس الأفراد، هي الضمان لتحقيق أهداف التربية الإسلامية. ومن هنا فتحديد الأهداف لا بد أن يراعي صفة الشمول التي تكتسبها تلك القيم، بحيث تتكامل فيها النواحي العقدية مع النواحي المنهجية، وهذه مع النواحي الأخلاقية.. وفي غياب هذا التكامل، تذهب الجهود المبذولة هدرًا وتنتهي إلى بناء مهزوز وطريق مسدود.
3. ترتبط القيم التربوية في أمة من الأمم، ارتباطًا صميمًا بثقافتها، وعليه فإن فصل القيم التربوية الإسلامية عن إطارها الثقافي السليم، ودمجها في مناخ من الازدواجية الثقافية، أو تركها تحت طائلة الغزو الثقافي، يعرضها للذوبان، وينزع منها الفعالية في صياغة الشخصية الإسلامية القوية وصنع الواقع الحضاري السليم.
4. تبصير التربويين بالقيم التربوية الإسلامية التي يحتاج المجتمع الإسلامي إلى تعزيزها وتنميتها وذلك من أجل إعداد الإنسان إعداداً صحيحاً قادراً على مواجهة متطلبات المرحلة المقبلة.
5. إنَّ الصراع بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية (بمفهومها الحضاري الشامل)، لابدَّ أن يحتدم في الاتجاه الإيجابي الفعّال الذي ينتهي إلى تحرير الثقافة الإسلامية والقيم المنبثقة منها، من أجواء الثقافة الغربية القائمة على أسس ومقومات مناقضة لأسس الإسلام ومقوماته، التي منها الربّانية والثبات. فالثقافة الإسلامية تعبِّر عن أسس قائمة على القيم الدينية والأخلاقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن ثم فإن الهدف من مثل هذا اللون من ألوان التعليم هو بناء الإنسان المسلم، الراسخ الإيمان بالله، الذي لا يتعدى حدود الله، بل يحاول أن يفهم ظواهر الكون، خارجية أو داخلية، في ضوء قدرة الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء[40].
6. إن المقالة الحالية تُعدّ محاولة في تأصيل الفكر التربوي في التراث وذلك بالكشف عن مضامينه القيمية والأخلاقية ومساهمة في مواجهة ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية من حالات التمزق الداخلي والتبعية الفكرية، ولعل فيه زيادة نوعية للبحوث في هذا المضمار.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1]. توق، محي الدين وعبد الرحمن عدس: أساسيات علم النفس التربوي، انكلترا، مؤسسة جون وايلي وأولاده، ط6، 1984، ص6-14.
[2]. عبد الملك، أنور: الفكر العربي في معركة النهضة، بيروت، ط8، دار الآداب،، 1987، ص32.
[3]. احمد، لطفي بركات: القيم والتربية، الرياض، ط1، دار المريخ،، 1983، ص32.
[4]. ندوة التحديات الفكرية التي تواجه الشخصية العربية، مكتب التربية لدول الخليج العربي، الرياض، 1984، ص274.
[5]. حمادة، عبد المحسن عبد العزيز: التربية والتقدم في الأمة العربية، المؤتمر الفكري الثاني للتربويين العرب، الامانة العامة للاتحاد، بغداد، 1978، ص6.
[6]. عبد الدائم، عبد الله: نحو فلسفة تربوية عربية، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، ص142-146.
[7]. علوان، عبد الله: معالم الحضارة في الإسلام وأثرها في النهضة الأوروبية، بيروت، دار السلام، 1980، ص168.
[8]. الناصر، خالد: أزمة الديمقراطية في الوطن العربي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي، 1986، ص37.
[9]. عاقل، فاخر: معالم التربية، دراسات في التربية العامة والتربية العربية، بيروت، 1964، ص14.
[10]. الجمالي، محمد فاضل: الفلسفة التربوية في القرآن، تونس، دار الكتاب الحديث، ط3، 1966، ص6.
[11]. فرحان، اسحق أحمد: القيم التربوية في عالم متغير من منظور أسلامي، بحث مقدم في مؤتمر القيم والتربية في عالم متغير، جامعة اليرموك، الأردن، 1999، ص2.
[12]. عبد الرحمن تيشوري: متى نؤسس لتربية عربية مستقبلية لمواجهة قيم العولمة الوافدة، الموقع المنشاوي للدراسات والبحوث WWW. MINSBAWI. COM. 2002-2003
[13]. الصدر: هو العلامة والمفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) صاحب كتاب فلسفتنا وكتاب أقتصادنا والكثير من الكتب الفلسفية والإسلامية.
[14]. اللاوي، محمد عبد: دراسات في المدرسة الفكرية للإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر-طاب ثراه-، جامعة وهران، الجزائر، 2004، ص198.
[15]. الرسالة: نص مدون يبعث به المرسل إلى المرسل اليه، يتضمن أفكاره وتوجيهاته حول موضوع معين، وهذه الأفكار والتوجيهات تعبر عما يعتقده المرسل حول الموضوع معززة بالأدلة مما يثبت صحتها. (المصدر: رضا، غانم جواد: الرسائل الفنية في العصر الإسلامي حتى نهاية العصر الأموي، مطبعة اسعد، بغداد، (د. ت)ص1-16.
[16]. الخطبة: هي مشافهة الجمهور، وإقناعه بالبراهين القاطعة والحجج العقلية والنقلية بصحة ما يقوله الخطيب، مما يؤدي إلى السيطرة على مشاعر وعواطف السامعين والتأثير فيهم. والحسين كان خطيباً مفوهاً وواعظاً وناصحاً ومدافعاً عن قيم الإسلام الأصيلة. (المصدر: الجبوري، محمد سعيد مرعي: أدب الحكمة في عصر صدر الإسلام، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية/جامعة بغداد، 1989، ص105.
[17]. الوصية: توجيه وإرشاد الرجل إلى آله أو عشيرته أو معارفه قبيل وفاته ليرشدهم إلى الطريق الذي ينبغي لهم أن يسلكوه، والأخلاق التي ينبغي أن يتحلوا بها. (المصدر: النص، إحسان: الخطابة العربية في عصرها الذهبي، دار المعارف، ط2، مصر(د. ت)ص11).
[18]. المحاورة: حديث مشترك بين شخصين يدور حول موضوع معين، ويكون دور المتحدث حسب طبيعة الموضوع وقربه من أي منهم، وعلى حسب مقام المتحدث فربما تكون المحاورة بشكل سؤال وجواب (المصدر: مبارك، زكي: النثر الفني في القرن الرابع الهجري، دار الجيل، بيروت، 1975، ص158)
[19]. بكر، عبد الجواد السيد: فلسفة التربية الإسلامية في الحديث الشريف، ط1، مصر، دار الفكر العربي، 1983، ص81.
[20]. زاهر، ضياء: القيم في العملية التربوية، مؤسسة الخليج العربي، 1984، ص8-9.
[21]. نشواني، عبد الحميد: علم النفس التربوي، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، 1984، ص95.
[22]. أبو العينين، علي خليل: القيم الإسلامية والتربية، المدينة المنورة، مكتبة إبراهيم الحلبي، 1988، ص36.
[23]. النوري، عبد الغني، وعبد الغني عبود: نحو فلسفة عربية للتربية، القاهرة، دار الفكر العربي، ط1، 1976، ص23.
[24]. بكر، عبد الجواد السيد: المصدر السابق، ص170.
[25]. حجاج، عبد الفتاح: التربية والمجتمع عبر العصور، المؤتمر الفكري الثالث لاتحاد التربويين العرب، الأمانة العامة للاتحاد، بغداد، 1978، ص55.
[26]. الشهرستاني، أبو الفتح: الملل والنحل، تحقيق محمد الكيلاني، القاهرة، مطبعة البابي، 1317هـ، ص22.
[27] عسكر، علاء صاحب : نحو رؤية للقيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، أطروحة دكتوراه، كلية التربية(ابن رشد)، جامعة بغداد، 2002، ص171.
[28] بديوي، السيد محمد: الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع، القاهرة، دار المعارف، 1980، ص168.
[29] بكر، عبد الجواد السيد: المصدر السابق، ص229.
[30] احمد، لطفي بركات: في الفكر التربوي الإسلامي، الرياض، دار المريخ، ط1، 1982، ص9.
[31] العزب، مرسي محمد: حرية الفكر، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1979، ص10.
[32]. العزب، مرسي محمد: المصدر السابق، ص786.
[33]. عبد المجيد بن مسعود: القيم الإسلامية التربوية في المجتمع المعاصر، (كتاب الآمة-67)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مركز البحوث والدراسات، 2004، ص20
[34]. حسنة، عمر عبيد: مراجعات في الفكر والدعوة والحركة، الرياض، الدار العالمية للكتاب الإسلامي، ط2، 1992، ص20.
[35]. الأصالة: التميز بالجودة والابتكار وتنطبق عادة على الثقافات التي لم تتخللها عناصر أجنبية. (المصدر: المشايخي، أركان سعيد: الفكر التربوي العربي الإسلامي لدى الرازي والنووي وابن القيم، أطروحة دكتوراه، كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، 1993، ص7).
[36]. فهد، ابتسام محمد: الفكر التربوي العربي الإسلامي لدى بعض فلاسفة العرب والمسلمين في القرنين الرابع والسادس الهجريين، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة بغداد، 1994، ص2.
[37]. محمود العذاري: القيم الأخلاقية في النهضة الحسينية، شبكة الشيعة الإسلامية.
[38]. العوا، عادل: المؤتمر الفكري التربوي الإسلامي، الأصول والمبادئ، المنظمة العربية للتربية والثقافة، تونس، 1987، ص229.
[39]. المطهري، مرتضى: الملحمة الحسينية، بيروت، ط1، الدار الإسلامية، 1990، 3/333-343.
[40]. بن مسعود، عبد المجيد: المصدر السابق، ص70.
المصدر: موقع العتبة الحسينية المقدسة.
بقلم: الأستاذ المساعد الدكتور حاتم جاسم عزيز السعدي.
اترك تعليق