مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الرباب بنت امرئ القيس

الرباب بنت امرئ القيس

الرباب بنت امرئ القيس بن عدي زوجة الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
شاعرة من شواعر العرب، قالت ترثي زوجها الحسين حين قتل(ع):
إنَّ الذي كان نورًا يُستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة عنا وجنبت خسران الوازين
قد كنت لي جبلًا صعبًا ألوذ به وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن يغني ويأوي إليه كل مسكين
والله لا أبتغي صهرًا بصهركم حتى أغيب بين الرمل والطين
وقال الحسين بن عليّ(ع) في الرباب وسُكينة:
لعمرك إنني لأحب دارًا تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل كل مالي وليس لعاتب عندي عتاب
فلستُ لهم وإن غابوا مضيعًا حياتي أو يغيبني التراب
وقالت الرباب أيضًا وهي بالشام بعد ما أخذت رأس الحسين(ع) وقبلته ووضعته في حجرها(1):
واحسينًا ولا نسيت حسينًا أقصدته أسنَّة الأعداءِ
غادروه بكربلاء صريعًا لا سقى الله جانبي كربلاء
كانت الرباب بنت امرئ القيس من خيرة النساء وأفضلهنَّ جاء بها الحسين(ع) مع حرمه إلى الطفّ، وحُملت معهن إلى الكوفة، ورجعت مع الحرم إلى المدينة فأقامت فيها لا تهدأ ليلاً ولا نهارًا من البكاء على الحسين(ع)، ولم تستظل تحت سقف حتى ماتت بعد قتله بسنة كمدًا(2).
ويقول غبن الأثير: وليس بصحيح أنها أقامت على قبر الحسين سنة، وفي تذكرة الخواص وابن الأثير والأغاني أنها في تلك السنة التي عاشت بها خطبها الأشراف فأبت، وقالت: ما كنت لأتخذ حمًا(3) بعد رسول الله. وحق لها إذا امتنعت فإنها لا ترى مثل سيد شباب أهل الجنة.
ولما رجعت من الشام أقامت المأتم على الحسين وبكت النساء معها حتى جفت دموعها، ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت أن يصنع السويق، وقالت: إنما نريد أن نقوى على البكاء(4).
وفي الأغاني قال هشام بن الكلبي: كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن. وفي نسمة الحر: كانت من خيار النساء جمالا وأدبًا وعقلا. [...].
والرباب هي بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، زوجة الحسين(ع) فولدت للحسين(ع) سكينة عقيلة قريش وعبد الله بن الحسين(ع) قتل يوم الطفّ وأمه تنظر إليه. قال إبن الأثير: كان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس، وهي أم إبنته سكينة، وحملت إلى الشام فيمن حمل من أهله، ثم عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش فقالت: ما كنت لأتخذ حمًا بعد رسول الله(ص)، وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدًا، وقيل إنها قامت على قبره سنة، وعادت إلى المدينة أسفًا عليه(5).
وقال السيد الأمين في الأعيان في الجزء الأول من القسم الثاني:
والرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس زوجة الحسين(ع) لها فيه رثاء، ماتت سنة 62.
___________________
(1) الأغاني للأصبهاني: تاريخ الطبري، تاج العروس للزبيدي، أعلام النساء لكحالة، وانظر تاريخ القرماني ص21، وتذكرة الخواص ص 147.
(2) تاريخ ابن الأثير: ج4، ص36.
(3) الحم أحد الأحماء, أقارب الزوج.
(4) بحار الأنوار: ج15، ص235 عن الكافي.
(5) تاريخ ابن الأثير: ج4، ص45.



المصدر: نساء في ظلال التربية المحمدية : د. منى برهان غزال (الرفاعي)، ط1، الإنتشار العربي، 2012 م.


التعليقات (0)

اترك تعليق