الصبي الخجول
في بعض الأحيان تتعاطى مع أولاد خجولين، بحيث يصعب على الأهل فهم تصرفاتهم على حقيقتها لأن الخجل يُشككل نوعًا من الساتر الذي يحجب حقيقة تصرفات هذا الصبي، أو ما يُضمره تجاه الواقع الذي يتعامل معه، لذلك فغن الأهل يتعاملون مع هذا الصنف من الأولاد بأساليب لا تخلو من أخطاء، فمنهم من يُهمل الولد ولا يحاول فهم ما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس ومواقف، وبالتالي فإن هذا الولد ستتفاقم المشكلة عنده حتى تصل إلى حدود الأزمة النفسية مع ما في ذلك من آثار سلبية قد تؤدي بهذا الولد إما إلى الجنون، أو الانتحار، أو على الأقل الاكتئاب الدائم والانزواء عن المجتمع.
ومن الأهل من يحاول الإلحاح على إستخراج مكامن ما في نفس هذا الولد ولو بالقوة ما يدفعه إلى الانزواء أكثر وعدم التجاوب، وهذا الأسلوب اللجوج يؤدي حتماً إلى الفشل في معالجة هذه المشكلة الجادة.
ومن الأهل من يتعامل مع هذه الحالة بأسلوب الاستهزاء بالولد وتعييره بخجله ظنًا منهم أنه بذلك سيترك الخجل ويعود إنسانًا سويًا لا مشكلة عنده، أي أنهم يعتقدون أنهم من خلال غستفزازه من خلال التعيير سيترك خجله ويُعَبِر عن مكامنه التي يسترها هذا الخجل.
وهنا أيضًا المشكلة تتفاقم وتؤدي إلى إحساس هذا الولد بعقدة النقص، وبدلًا من العلاج ندخل في تفاقم المشكلة.
إذًا كيف نتعامل مع هكذا ولد؟ وكيف نستخرج منه ما يساعدنا في تربيته؟
لا بد في البداية بذل جهد كبير في استخراج مكنونات هذا الصبي من خلال التعاطي معه بحذر وانتباه وإيلائه الاهتمام المناسب لشخصيته فقد يكون ذلك من خلال اللعب معه، أو من خلال قراءة قصة له من الواقع، أو من الخيال مشابهة لما هو فيه، ولعل إظهار المحبة والحرص والخوف على مستقبله سيكون لها تأثيرٌ مهم على تجاوز خجله لإبداء ما عنده، فإن هذا الولد عندما يُحِس بأن أهله يعانون من عدم معرفة مشكلته ويشعرون بالحزن والأسى من أجله فإنه سيتحرك لديه الرابط الأسري ويتجاوز الخوف لحل مشكلة أهله المنطلقة من مشكلته التي يعرفها هو أكثر من غيره، وبالتالي فعندما يعرف أن حل مشكلة أهله الذين يحبهم بيده سيتجاوز مشكلته ويُطْلِع أهله عما يعاني منه. المهم لا بد من اعتماد الأسلوب المناسب وعدم اللجوء لا إلى الضغط، ولا إلى الاستهزاء، ولا إلى إهماله. لذلك فإن الصبي المستحي لا ينبغي أن يُهْمَل، بل يُستعان على تأديبه بحيائه، بمعنى أن يتحول العامل السلبي الذي يُعيق عملية التربية والتأديب وهو الحياء إلى عامل إيجابي يُسهم في بلوغ الولد إلى شط الأمان.
المصدر: مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف: الشيخ حسان محمود عبد الله. ط١، دار الهادي، بيروت، لبنان، ١٤٢٨ھ - ٢٠٠٧م.
ومن الأهل من يحاول الإلحاح على إستخراج مكامن ما في نفس هذا الولد ولو بالقوة ما يدفعه إلى الانزواء أكثر وعدم التجاوب، وهذا الأسلوب اللجوج يؤدي حتماً إلى الفشل في معالجة هذه المشكلة الجادة.
ومن الأهل من يتعامل مع هذه الحالة بأسلوب الاستهزاء بالولد وتعييره بخجله ظنًا منهم أنه بذلك سيترك الخجل ويعود إنسانًا سويًا لا مشكلة عنده، أي أنهم يعتقدون أنهم من خلال غستفزازه من خلال التعيير سيترك خجله ويُعَبِر عن مكامنه التي يسترها هذا الخجل.
وهنا أيضًا المشكلة تتفاقم وتؤدي إلى إحساس هذا الولد بعقدة النقص، وبدلًا من العلاج ندخل في تفاقم المشكلة.
إذًا كيف نتعامل مع هكذا ولد؟ وكيف نستخرج منه ما يساعدنا في تربيته؟
لا بد في البداية بذل جهد كبير في استخراج مكنونات هذا الصبي من خلال التعاطي معه بحذر وانتباه وإيلائه الاهتمام المناسب لشخصيته فقد يكون ذلك من خلال اللعب معه، أو من خلال قراءة قصة له من الواقع، أو من الخيال مشابهة لما هو فيه، ولعل إظهار المحبة والحرص والخوف على مستقبله سيكون لها تأثيرٌ مهم على تجاوز خجله لإبداء ما عنده، فإن هذا الولد عندما يُحِس بأن أهله يعانون من عدم معرفة مشكلته ويشعرون بالحزن والأسى من أجله فإنه سيتحرك لديه الرابط الأسري ويتجاوز الخوف لحل مشكلة أهله المنطلقة من مشكلته التي يعرفها هو أكثر من غيره، وبالتالي فعندما يعرف أن حل مشكلة أهله الذين يحبهم بيده سيتجاوز مشكلته ويُطْلِع أهله عما يعاني منه. المهم لا بد من اعتماد الأسلوب المناسب وعدم اللجوء لا إلى الضغط، ولا إلى الاستهزاء، ولا إلى إهماله. لذلك فإن الصبي المستحي لا ينبغي أن يُهْمَل، بل يُستعان على تأديبه بحيائه، بمعنى أن يتحول العامل السلبي الذي يُعيق عملية التربية والتأديب وهو الحياء إلى عامل إيجابي يُسهم في بلوغ الولد إلى شط الأمان.
المصدر: مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف: الشيخ حسان محمود عبد الله. ط١، دار الهادي، بيروت، لبنان، ١٤٢٨ھ - ٢٠٠٧م.
اترك تعليق