مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

وصية الشهيد حسن علي شكر: زوجتي العزيزة.. إذا كان الفراق صعباعليكِ فتذكري مصاب زي

وصية الشهيد حسن علي شكر: زوجتي العزيزة.. إذا كان الفراق صعباعليكِ فتذكري مصاب زينب(ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

«فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»([1])، و«... إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ »([2]).
وبعد؛[...]

إلى زوجتي العزيزة
[...]: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنني أوصيكِ وأوصي نفسي لأنني لا زلت حتى الآن على قيد الحياة، أوصيكِ بالصبر لأن الله تعالى قال وهو يخاطب آل ياسر: "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة"([3]).

زوجتي العزيزة:
لا بد أن تعلمي أن الله تعالى أمرنا بالجهاد كما أمر المرأة المسلمة بالحجاب، ليس لأن الله تعالى بحاجةٍ إلى جهاد بل لأن الله أرحم الراحمين، جعل الجهاد رحمة منه بالعباد، وأن الدين وحده كالمدرسة تماماً، فالتلميذ ينتظر آخر السنة حتى يقف في الملعب، ويسمع اسمه في الناجحين، فالأول يكون مسروراً والأخير يبدأ بالبكاء مع أنه يستطيع أن يعيد السنة وينجح، فكيف إذا كانت جهنم التي ينالها في آخر المطاف، فهناك لا عودة ولا عمل الذي أحسن له الجنة وهي المأوى والذي أساء له جهنم وبئس المصير، فأسأل الله تعالى أن نكون من الناجحين الذين يفوزون في الآخرة برحمة من الله العزيز الحكيم.

زوجتي العزيزة:
لا بد أن يموت الإنسان عندما يريد الله، ولكن الإنسان عندما يولد يولد على مفترق من الطرق، فمنهم من يختار الآخرة ويرجو لقاء الله، وهذه الدنيا لا يريد منها سوى أن يعيش مستوراً، ويعمل لله الواحد القهّار، لينجو من عذاب النار، والآخر يجر كالكلب المسعور يريد أن يكون كل شيء له في الدنيا، وعندما يلتقي بأحدٍ من طلاب الدنيا يريد أن يقتله ويأخذ كل ما معه، وهو يحتسب أن الدار الدنيا واللعب واللهو هذا كل شيء، وينسى أن الله تعالى بيده أن يحييه ويميته ساعة يشاء، ولو اجتمع كل الخلق ليؤخروه لحظة واحدة لم يستطيعوا، ولكن الإنسان المجاهد في هذه الأوقات يكون أنيس الصخور والجبال والوديان، يطؤها بقدمه المباركة التي تساوي رقاب كل طلاّب الدنيا، لأنه لا يفكر بشيء سوى الله تعالى، وهو يجاهد الأعداء، ويرفع راية الإسلام عالية خفّاقة، وهو يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر.

زوجتي العزيزة:
إذا كان الفراق صعباً عليكِ فتذكري مصاب زينب(ع) وأنا أكيد أنه مهما حصل لن يكون واحداً بالمئة نسبة إلى عذاب أهل بيت محمد(ص)، فأريدك أن تصبري صبر زينب(ع) ويوم شهادتي زينوا البيوت، ووزعوا الحلوى، لأنني أكون في جوار رسول الله(ص) والإمام  الحسين(ع) إن شاء الله تعالى وبدعائكم...
[...]

________________________________________
([1]) سورة يس: 83.
([2]) سورة البقرة: 156.
([3]) ابن أبي الحديد؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم: شرح نهج البلاغة. (د.ط)، مؤسسة إسماعيليان، (د.م) (د.ت). ج13. ص255.

المصدر: إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق