إحصائيات حول مشاكل الأسرة في الغرب: معاناة المرأة والطفل في الحضارة المادية الحديثة.
إنّ دراسة تاريخ الشعوب والمجتمعات على امتداد عصورها تكشف عن معاناة المرأة واستغلالها واضطهادها.
ولم يكن هناك من نظام، أو عقيدة رفعت عن المرأة كابوس الظلم، والاضطهاد، والمعاناة، غير المبادئ الإلهيّة التي تجسّدت بأرقى صورها في الرسالة الإسلامية الخالدة.
وقبل أن نُعرِّف بقيمة المرأة وحقوقها، ومكانتها المرموقة في الإسلام فمن المفيد أن نورد بعض الاحصاءات التي تحدّثت عن محنة المرأة ومعاناتها في الحضارة المادية الحديثة التي تقودها أمريكا وأوروبا، والتي ترفع شعار حقوق المرأة.
إنّ الأرقام والإحصاءات تؤكِّد أنّ الإنسان المضطهد في هذه الحضارة، والذي تحوّل الى رقّ وأداة للاستمتاع هو المرأة.
وفيما يلي ننقل بعضاً من هذه الإحصاءات والأرقام الناطقة:
«في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ 70 % من 3،1 مليار إنسان يعيشون دون مستوى الفقر الكامل في العالم هم من النساء، وهناك حوالي 3،2 مليار امرأة اُميّة في العالم.
وتتعرّض ثلث النساء في النرويج وأمريكا وهولندا ونيوزلندا إلى الاستغلال الجنسي.
وفي أمريكا تواجه امرأة واحدة كل 8 ثوان سوء التعامل فيما تتعرّض كل 6 دقائق امرأة واحدة إلى الاغتصاب».
يضيف التقرير: «أنّ نصف مليون امرأة تموت سنويّاً نتيجة الحمل وأعراضه، وتشكِّل النساء الشابّات 40 % من هذا الرقم.
كما أنّ أجور 828 مليون امرأة تعمل في النشاطات الاقتصادية، تقل بنسبة 30 إلى 40 % عن أجور الرّجال، ولا تشملهنّ من الاعتبارات البنكية في العالم سوى 10 % من هذه الاعتبارات».
وجاء في تقرير آخر :
«بناء على دراسة قامت بها وزارة العدل الأمريكية، تحدث في أمريكا سنويّاً (310) ألف عملية اغتصاب، أو محاولة اغتصاب ضدّ النسوة، وهذا ضعف الرقم المعلن من قبل الشرطة الفيدرالية الأمريكية.
وحسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية من واشنطن، هناك في السنة حوالي نصف مليون حالة تعرّض جنسي للنساء في أمريكا. هذا في الوقت الذي لم تعلن الشرطة سوى عن وجود حوالي (140) ألف حالة اغتصاب، أو محاولة اغتصاب في أمريكا، وذلك حسب آخر الإحصائيّات المنشورة من قبل الـ (أف . بي . آي)».
وجاء في تقرير نقلته جريدة اطّلاعات الإيرانيّةـ العدد 20401 عن وكالة الأنباء الإيرانية في روما، ما يأتي:
«تتصاعد بشدّة موجة العنف داخل العوائل الإيطالية، وقد ازدادت حالات مقتل الآباء على أيدي الأبناء ومقتل الأبناء بأيدي الآباء، عمّا كانت عليه في السّابق.
كتبت صحيفة (لارپوبلكيا) الايطالية مؤخّراً نقلاً عن التقرير السنوي لاتّحاد (اوروسپس) للاحصاء؛ سُجِّلت في الأشهر العشرة الاُولى من عام 1994، (192) حالة عنف داخل العوائل الإيطاليّة، انتهت (129) حالة منها بالقتل.
وحسب هذا التقرير فإنّ هذا النوع من العنف بلغ عام 1993، (112) حالة تركت ما يقارب هذا الرقم من القتلى.الجدير بالذكر أنّ 1،40 % من الجرائم العائلية حصلت في شمال ايطاليا و 8،43 % منها حدثت في الجنوب و 1،16 % كانت في الوسط الايطالي.
وكانت أكثر عمليات القتل العائلي لعام 1994 قد حدثت في محافظة(لومباردي) بشمال إيطاليا».
ونقلت صحيفة جمهورى اسلامى ـ العدد 4485 ـ خريف 1994 التقرير الآتي:
«نشرت مجلّة اپيدميولوجي(علم الأوبئة) التابعة لمنظّمة الصحّة العالمـية(WHO) في عددها الحادي عشر (صيف 1993) آخر الإحصائيات العالمية الشاملة للإصابة بالإيدز موزّعةً حسب مناطق العالم المختلفة. وتشير هذه الإحصائية أنّ عدد الإصابات بالإيدز والمثبتة عند المنظّمة حتّى شهر حزيران لعام 1993 يبلغ (718894) إصابة.
(371086) إصابة منها في القارّة الامريكية، و(247577) إصابة في القارّة الأفريقية، و (92482) إصابة في أوروبا، و(4188) في استراليا، و(3561) في قارّة آسيا.
وحسب البلدان فإنّ أعلى نسبة هي الخاصّة بالولايات المتّحدة، حيث سجّلت (289320) إصابة تليها تنزانيا بـ (38719) إصابة، ثمّ البرازيل(36481) إصابة، وكينيا(31185) إصابة، وأوغندا(34611) إصابة، وبريطانيا(26955) إصابة، وفرنسا(24226) إصابة، وزائير(21008) إصابة، وأسبانيا (18347) إصابة، وإيطاليا(16860) إصابة، والكونغو (14655) إصابة، وتأتي بقيّة البلدان في المراتب اللاّحقة.
وكما يلاحظ فإنّ الولايات المتّحدة لا تحتل المرتبة الاُولى من حيث الإصابات فحسب، بل تختلف اختلافاً مذهلاً عن البلدان التي تليها. كما إنّنا لو أخذنا النسبة المئويّة للأرقام لوجدنا أنّ المصابين في الولايات المتّحدة يشكِّلون 40 % من كل المصابين في 150 دولة في العالم، هذا بالرغم من أنّ سكّان الولايات المتّحدة ليسوا سوى 5 % من مجموع السكّان في العالم».
وجاء في تقرير آخر نقلـته جريدة اطّلاعات الإيرانيّة ـ العدد 20482 ـ 21 مارس 1995، عن مراسلها في مدريد ما يلي:
«في عام 1960 كان 82 % من الأطفال يعيشون في ظلال آبائهم، والآن يعيش 60 % منهم بلا آباء؛ فالطّلاق وتزمّت الاُمّهات يؤدِّي إلى هروب الرّجال من المنازل. يقول الكاتب الامريكي (ديفيد بلنك هورن) في كتابه الذي حقّق مبيعات عالية جدّاً (أمريكا بلا أب) بعد أن ذكر الإحصائيات أعلاه: أن يكون هنالك آباء صالحون أمر يحتاج إلى نموذج نسوي (أي يحتاج إلى نساء صالحات) وهذا هو السّبب في هروب الآباء الأمريكيين من المنازل.
ويقول مراسل صحيفة آل پاييس الأسبانية في تقرير من أمريكا: إنّ الإهتمام الزّائد بالنساء في المجتمع الأمريكي انتهى بضرر الآباء هناك، وحرم الأبناء من ظلال آبائهم حتّى أصبح التوفّر على الآباء من الأحلام المستعصية التحقّق في أمريكا».
وفي تقرير عن ظروف الطفل في بريطانيا نقلت جريدة اطّلاعات ـ العدد 20407ـ 31 يناير 1995، عن وكالة أنباء (إرنا) من لندن ما يلي:
«انتقدت الأمم المتّحدة في تقرير بشدّة وضع الأطفال في بريطانيا وقوانين ونظم رعاية الأطفال في تلك البلاد.
وحسب هذا التقرير الذي أعدّته لجنة حقوق الأطفال في منظّمة الأُمم المتّحدة، فإنّ القوانين الحاكمة في بريطانيا فيما يتعلّق بصحّة وتعليم الأطفال وضمانهم الاجتماعي، لا تأخذ بنظر الاعتبار بمبدأ أنّ تلك القوانين يجب أن تكون باتجاه ضمان مصالح الأطفال.
ويرى المتخصِّصون في لجنة حقوق الأطفال في منظّمة الأُمم أنّ القوانين الخاصّة بالأطفال في بريطانيا تركِّز في الغالب على معاقبة وحبس الأطفال والمراهقين المنحرفين.
ومن مواضع النقد في التقرير تزايد عدد الأطفال الإنجليز الذين يعيشون دون مستوى الفقر، وتفاقم معدّلات الطّلاق، وانحسار المساعدات الحكومية للعوائل الفقيرة، وازدياد عدد الأطفال والمراهقين المتسكّعين المتسوِّلين في الشّوارع.
كما أعرب كتّاب التقرير عن قلقهم بخصوص سوء المعاملة، والإستخدام الفيزياوي والجنسي الذي يتعرّض له الأطفال.
وحسب ما ذكرته مصادر الأُمم المتّحدة فإنّ تقارير هذه المنظّمة حول وضع الأطفال في السويد والنرويج والدنمارك تماثل في انتقاداتها التقرير الخاص ببريطانيا».
وجاء في جريدة جمهوري اسلامي ـ العدد4485:
«وحسب وكالة إرنا من بون، فقد ذكر تقرير دائرة الإحصاء الألمانيّة(1993) أنّ عدد الأمّهات اللّواتي يربِّين أبناءهنّ بمفردهنّ في تزايد سنوي دائم، ويضيف: يوجد حاليّاً 455 ألف اُم في الولايات الشرقية من ألمانيا (21 % من مجموع الأمّهات في هذه الولايات) يربِّين أطفالهنّ بمفردهنّ.
وفي مقابل ذلك توجد من 7 ملايين اُم في الولايات الألمانية الغربية 915 ألف اُم (12 % من الأمّهات) يتحمّلن بمفردهنّ مسؤولية تربية أطفالهنّ.
وبهذا يكون هنالك مليون و 370 ألف اُم من بين 9 ملايين و 260 ألف اُم في ألمانيا يربِّين أطفالهنّ لوحدهنّ.
وطبق هذا التقرير فإنّ 46 % من هذه الاُمّهات في الولايات الشرقية و 30 % منهنّ في الولايات الغربية لم يتزوّجن بصورة رسميّة، و 43 % من هذه الاُمّهات تطلّقن من أزواجهنّ، ولأنّ قيمومة الأبناء في ألمانيا بيد الاُمّهات فعليهنّ تحمّل مسؤوليّة التربية.
هناك أكثر من 26،9 مليون اُم في ألمانيا لهنّ أبناء غير بالغين دون 18 سنة، و 4،5 مليون منهنّ يعملن خارج البيت دواماً كاملاً، أو نصف دوام، فضلاً عن مسؤوليّاتهنّ في البيت، ومهام تربية الأطفال.
الجدير بالذكر أنّ معدّلات الطّلاق في ألمانيا تضاعفت حاليّاً عمّا كانت عليه عام 1968، وازدادت من 65 ألف حالة عام 1968 إلى 135 ألف في السنوات الحاضرة. وتُسجِّل سنويّاً 390 ألف عمليّة زواج في ألمانيا تنتهي 33 % منها إلى الطّلاق، وحتّى هذه النسبة تصل في المدن الكبيرة مثل هامبورغ إلى 50 %».
ونقلت جريدة اطّلاعات ـ العدد 20503، عن الامم المتحدة ـ إرنا ما يلي:
«المساعدات الأمريكية لمنظّمة اليونيسيف بالقـياس إلى دخلها القومي، أقل من[البلدان الصناعية العشرين الأولى] في العالم .
أعلن عن ذلك صندوق رعاية الأطفال في الاُمم المتّحدة وأضاف : مع أنّ أمريكا بدفعها 7،9 مليار دولار تحتل المرتبة الثانية بعد اليابان في مقدار دعم اليونيسيف. ولكن هذا المبلغ ليس إلاّ 15،0 بالمئة من دخلها القومي، في حين تحتل هولندا والدول الاسكندنافية المرتبة الاُولى في هذا المجال، إذ تصل مساعداتها إلى 8،0 بالمئة من دخلها القومي.
وقد أعرب المسؤولون في اليونيسيف عن قلقهم إزاء انحدار مستوى المساعدات الخارجية من الدول الغنية للبلدان النامية وأضافوا: إنّ هذا يحصل في وقت تتزايد فيه أهميّة دعم نمو وصحّة الأطفال وتحسين ظروف عمل الاُمّهات في البلدان النامية إلى أقصى الدرجات.
وحسب هذا التقرير، يقضي سنويّاً 13 مليون طفل في العالم نحبهم نتيجة أمراض ذات الرئة والإسهال والحصبة. كما يعاني 200 مليون طفل في العالم من نقص فيتامين A الذي يؤدِّي نقصه الحاد إلى فقدان البصر!!!».
وفي تقرير آخر نقلته جريدة اطّلاعات ـ العدد20370ـ 15ديسمبر1994، جاء ما يلي:
«عن طهران ـ إرنا وجود ما يقارب نصف مليون طفل متسكِّع في أمريكا، يطرح مرّة أخرى على بساط البحث موضوع بناء دور الأيتام التي يعتبرها المجتمع الامريكي عاراً عليه!!
كتبت سوزان فيلدز، محلِّلة صحيفة لواشنطن تايمز: إنّ الكثير من الأطفال عديمي الوليّ الذين يعيشون في كنف العوائل المتطوِّعة للاحتفاظ بهم، يتعرّضون للضّرب والإهانة وسوء المعاملة، بل إنّهم يقتلون في بعض الأحيان. تقول فيلدز: أنّ نوعيّة تعامل المجتمع مع أبنائه علامة مهمّة على هويّة ذلك المجتمع الحقيقيّة. وتضيف: إنّ عدد الأطفال المتسكِّعين يزداد في أمريكا يوماً بعد يوم، حتّى أنّ الشرطة عثرت أحياناً على حديثي الولادة في براميل الأوساخ. وفي مثل هذه الحالات لا تكفي المساعدات المالية للاُمّهات، بل لا بدّ من إيجاد مراكز خاصّة لتلبية الحاجيات الأساسيّة لهؤلاء الأطفال».
مصدر: كتاب دور المرأة في بناء المجتمع
بلاغ.كوم
اترك تعليق