مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

هل تنتظرين فتح الله؟

هل تنتظرين فتح الله؟

كان المرحوم الحاج (فتح الله رنجبر) من الأشخاص الخيّرين وكان له دور مهم في إرسال المساعدات إلى المقاتلين أثناء الحرب [...] كما كان من المحبين والمريدين للإمام صاحب الزمان(عج) بحيث لم يكن ليترك زيارة مسجد جمكران حتى استشهد مجاهدا في سبيل الله.
قال ذات مره: ذهب جمع من الأصدقاء إلى مسجد جمكران، وفي الطريق إليه ظلوا مسيرهم بسبب عدم وجود العلامات والإشارات المروية في الطريق القديم، فساروا خطا باتجاه منطقة (خور آباد) على الشارع المؤدي إلى مدينة كاشان ولم ينتبهوا إلى خطئهم إلا بعد قطعهم مسافة طويلة، فعادوا حتى وصلوا المسجد ورأيتهم، فقالوا لي: نحن على استعداد لأن نأتي بالقطع المدينة الخاصة بإشارات المرور لنضعها على الطريق، فنحول بذلك دون أن يضل الآخرون طريقهم إلى المسجد كما ضللنا نحن فأجبتهم:
نحن سنفعل ذلك. وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك وقبل ساعة على وقت الغروب. أحضرت العلامة الخاصة بالطريق إلى المسجد. كما أحضرت وسائل مثل الفؤوس لحفر الأرض ونصب العلامة في أول الشارع المؤدي إلى المسجد.
وحينما أكملت عملي وركبت السيارة لأعود إلى المنزل، وجدتها لا تعمل وبعد فحصها عرفت إنها خاليه من الوقود وقد حان وقت الإفطار... فتوجهت نحو مسجد جمكران وقلت: سيدي إمام الزمان لقد جئت لأنصب علامة لعشاقك الذين يزورون المسجد لئلا يضلوا طريقهم وقد حان وقت الإفطار، ويجب أن أعود إلى منزلي وأمي العجوز تنتظرني وها هو الوقود قد نفذ ... فما أروع الحصول على أربع لترات من الوقود..
وفجأة رأيت رجلا نورانيا وقورا قد خرج عليّ من خلف السيارة وهو يحمل وعاءا خاصا للوقود، وقال: هذا هو الوقود: فقلت:
سيدي من أين جئت وكيف حضرت فجأة؟
قال: الم تطلب أربعة لترات من الوقود؟
أجبت: نعم وأخذت الوقود وأضفت: سآتي بالوعاء إلى المسجد: فقال: لى.. وانصرف. فملأت السيارة بالوقود، ولم أر الرجل بعد ذلك، وحينما وصلت المسجد وجدت بابه مغلقا فظننت أن الرجل قد عاد إلى قرية من القرى القريبة إذ كان وقت الإفطار قد حان، فوضعت الوعاء عند الباب، وانصرفت إلى منزلي، ولكني كنت منشغل البال فيمن يكون الرجل الذي ساعدني.
وفور أن فتحت باب البيت وجدت والدتي مضطربة وهي واقفة خلف الباب، فسلمت عليها وسألتها عن سبب وقوفها واضطرابها ...قالت: يث إنك تأخرت وقد مضى على موعد الإفطار زمنا قصيرا وتشاءمت من أن تكون قد تعرضت لمكروه. ولذلك جئت إلى باب المنزل وقلت دونما إرادة مني: أيها المهدي: يا بن فاطمة لقد تأخر ولدي وقد حان وقت الإفطار وإذ ذاك رأيت رجلا نورانيا إمام الباب فحياني وقال هل تنتظرين فتح الله؟
فسألته: ومن أنت أيها السيد؟
قال: أنا المهدي بن فاطمة.
ولم يستمر في وقوفه حتى رأيته يغيب عن ناظري. وعند ذاك يكشف السيد (فتح الله) إن فيضا إلهيا قد عمه. جعله الله من نصيب جميع محبيه وعشاقه.

المصدر: منتدى أنصار الحجة(عج).

التعليقات (0)

اترك تعليق