مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لقاء عند مزار الخضر

لقاء عند مزار الخضر: قصة لقاء إحدى النساء بالإمام المهدي(عج) في مدينة آمل

إحدى النساء كان لها شرف اللقاء بالإمام المهدي(عج) وهي من مدينة (آمل) الواقعة في محافظة مازندران الإيرانيّة، فتقول هذه المرأة:

اشتد شوقي للقاء مولاي صاحب الزمان(ع) لمدة طويلة وألححت في الدعاء إلى الله عز وجل أن يرزقني توفيق ذلك، فقد كانت لدي أسئلة عدة أريد الحصول على أجوبتها منه (روحي فداه).
طال هذا الشوق حتى كان عصر يوم خميس مبارك، ذهبت فيه إلى مقبرة "المصلى" المعروفة في مدينتنا "آمل" فجلست عند قبر أخي وبكيت وتضرعت كثيراً لله عز وجل بغية الفوز بأمنيتي.
ثم إنني قمت وتوجهت لزيارة مرقد السيد إبراهيم، وهو مزار لأحد أبناء الأئمة(ع) في منطقتنا، وفجأة رأيت وأنا وسط الطريق، نوراً يسطع من بعيد، فاقتربت من محله، لكنني لم أعد أرى النور، بل رأيت رجلاً يصلي، فقلت في نفسي: لا بدّ أنه من أولياء الله الصادقين، فلأذهب إليه وأسأله الدعاء، تقدمت إليه ووقفت حتى أتمّ صلاته سلمت عليه فرد التحية بأحسن منها، ثم سألته: من أنت؟ لكنه لم يجب على سؤالي!
ثم ألححت في السؤال عن اسمه، وأقسمت عليه بالعترة الطاهرة.
فأجابني: وما شأنك باسمي، إنني غريب عن المنطقة، أنا عبد الحميد وجئت لزيارة مرقد الخضر، ثم سألته عن هذا المزار فأشار إلى بقعة قريبة معروفة باسم قبر النبي الخضر، يزورها الناس ليالي الأربعاء ويوقدون فيها الشموع ويطلبون حوائجهم من الله تعالى.
فقلت له: يقولون إنّ الخضر لا زال حياً، فكيف يكون هذا قبره؟
أجاب: ليس هذا قبر خضر النبي، بل هو قبر ابن عمنا الخضر، إنه من أبناء أئمة العترة.
لما سمعت جوابه وقوله (ابن عمنا) قلت في نفسي: هذا الولي من عظماء الصالحين ولا ريب، ينبغي أن أدعوه ليحل ضيفاً على عائلتي فهو غريب، وقبل أن أوجه الدعوة له قام مغادراً المكان وشفتاه تلهجان بذكر الله والدعاء فوقع في قلبي أنه مولاي وإمام زماني الحجة المهدي روحي فداه.
لقد تذكرت وصفه في الأحاديث الشريفة، وأنّ على خده خالاً، وكان بين أسنانه ثنايا محببة، فأخذت أحدق في وجهه، لكنه أخذ يحجب عني وجهه بيده اليمنى.
فقلت له: مولاي أطلب منك آية وعلامة وأنت لا ترد السائلين.
فنحى على الفور يده المباركة، فرأيت العلامتين بكل وضوح، الخال وشكل الأسنان تماماً كما سمعت بوصفهما ثم سألته: هل يعلم أحد بظهورك يا مولاي؟
فقال: لم يحن بعد أوان ظهوري.
لقد استولت عليَّ الدهشة ولم أدر ما أطلب منه، فنسيت كل ما أردت أن أطلبه منه إذا لقيته، لكنني وجدت نفسي أقول دون تفكير مسبق: يا سيدي إن لي أمنية أن يرزقني الله خمسة أولاد، لكي أسميهم بأسماء الخمسة أصحاب الكساء(ع) وهنا رفع الإمام يده وهو يمشي وقال: سيكون لك ذلك إن شاء الله.
ثم توجه داخل ذلك المرقد المشرف، أما أنا فلم أعد قادرة على الحركة، بقيت محدقة ببصري إلى مدخل المرقد بانتظار خروجه لكي أفوز برؤية طلعته المباركة مرة أخرى لكنه لم يخرج.
ثم رأيت امرأة تتوجه لدخول المرقد فناديتها، وطلبت منها مساعدتي للدخول معها إلى المرقد فاستجابت ودخلنا معاً لكننا لم نر أحداً فيه، وخرجنا وبحثنا خارجه فلم نر ما كنا نطلب!
انقلب حالي وكدت أغيب عن الوعي: فأعانتني تلك المرأة على العودة إلى بيتي، ثم ببركة دعاء الإمام روحي فداه، رزقني الله بولد في السنة نفسها، سميته محمداً، ثم رزقني بآخر سميته علياً، ثم رزقني بابنتي فاطمة وبعدها أنجبت توأمين سميتهما حسن وحسين، ثم توسلت بعد ذلك إلى الله كثيراً في أن يرزقني ولداً آخر فاستجاب ورزقني ولداً سميته عباس.


المصدر: نساء تلتقي صاحب الزمان(عج): الشيخ أحمد العامري الناصري، ط1، دار المحجة البيضاء، بيروت، لبنان، 1430هـ- 2009م.

التعليقات (0)

اترك تعليق