مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ببركة دعاء الإمام أصبحت في السنة نفسها حاملاً

ببركة دعاء الإمام أصبحت في السنة نفسها حاملاً

قال المرحوم العراقي في كتابه الموسوم بـ (دار السلام):
ونقل الحكاية التالية:
قال صديقي وضيفي: رغم إن مثل هذه الأمور تواجه بالتكذيب في هذا الزمان بداعي ضعف الإيمان إلا إن حصوله (التشرف بلقاء إمام الزمان) يقع بين الفترة والأخرى لأسباب وحكم معينه (ولعل منها لا ينسى ذكر صاحب الأمر عليه السلام). ثم أضاف:
ومن جملة من تشرفوا بلقاء الإمام والدتي التي كانت امرأة صالحة كاملة ومعروفة بين الموالين لأهل البيت(ع) بالتقوى كما كانت موقع حسن ظنهم رجالا ونساء وكانوا يسألونها الدعاء بالشفاء لمرضاهم، فيحصلون على مبتغاهم. وكانت قصة لقائها إمام الزمان قصة معروفة ومشهورة بين الناس. وقد سألتها مرارا بهذا الخصوص، فكانت تجيبني بالتفصيل وتقص عليّ حكايتها، وأنا بدوري كنت مطمئنا لصدق هذه الحكاية تمام الاطمئنان، إذ كانت امرأة لا يحتمل الشك أو التكذيب كل من سمع منها مقولة.. وكتب المرحوم العراقي: لقد رجوت ضيفي الفاضل أن يدوّن هذه القصة بخط يده، لكي أنقلها في هذا الكتاب (دار السلام). فأعلن عن قبوله، ولكنه أشترط في الوقت ذاته أن لا أذكر أسمه في الكتاب، فرحبت بذلك. ثم إنه غادر بيتي وأرسل لي القصة التي كتبها بعد مدة، والحكاية كانت على النحو التالي:
قالت المرأة الصالحة، وهي من أهالي مدينة آمل في إقليم مازندران– شمال إيران وكانت معروفة بالتقوى والعفة:
اعتراني لمدة شوق شديد للقاء إمام الزمان(ع)، وكنت أضمر في نفسي مسائل أود أن أسألها إياه.. حتى كان عصر أحد أيام الخميس، حيث ذهبت إلى زيارة أهل القبور في منطقة (المصلى) وهي منطقة معروفة في مدينة آمل، فجلست قرب قبر أخي وبكيت كثيرا حتى استولى عليّ الضعف وأظلمت الدنيا في عيني، ثم إنني قمت من مكاني واتجهت إلى مرقد أحد أبناء الأئمة واسمه إبراهيم، وفجأة رأيت وأنا في وسط الطريق والى جانب نهر كان في ذلك المكان، أنوارا متنوعة الألوان في السماء هبطت في بقعة قريبة، فتقدمت قليلا، فلم أر تلك الأنوار، ولكنني رأيت رجلا يصلي عند محل هبوط الأنوار، وحينما هوى إلى السجود قلت في نفسي:
لا بد أن يكون هذا الرجل من عظماء الدين، ولابد لي من التعرف عليه.. فتقدمت مرة أخرى ووقفت بالقرب منه حتى فرغ من الصلاة فسلمت عليه، فأجابني سألته من أنت؟
فلم يهتم لأمري أو سؤالي فأصررت عليه فقال: وما يهمك من الأمر؟
لا علاقة لك بما يكون اسمي.. ثم قال إنني غريب هنا...
فأقسمت عليه بأسماء العترة الطاهرة وحينما تكرر قسمي عليه
قال: أنا عبد الحميد
فقلت: ولأي غرض جئت إلى هنا؟
فأجاب: لزيارة الخضر!
فسألته: وأين هو الخضر؟
أجابني: إن قبره هناك، وأشار بيده إلى بقعة قريبة ومعروفة باسم مقام النبي الخضر ويزورها الناس في ليالي الأربعاء ويوقدون الشموع عليها، ويطلبون حوائجهم من الله تعالى فيها.
فقلت له: يقولون إن الخضر لا زال حياً...
فقال: إن هذا ليس هو قبر النبي الخضر، وإنما هذا قبر الخضر ابن عمنا وهو من أولاد الأئمة.
فقلت في نفسي: لا بد أن يكون هذا الرجل عظيما وصالحا، ومن المستحسن أن أقوم بدعوته إلى بيتنا ليحل ضيفا مباركا علينا. فرأيت أنه قام من مكانه وكأنه يريد المغادرة وهو يحرك شفتيه ويدعو ربه.
وفجأة ألهمت بأن هذا الرجل هو الإمام الحجة المهدي، وحيث كنت أعلم بوجود خال على خده الشريف وأن أسنانه متفارقة، فوجدني أنظر إلى وجهه النوراني.. ولكنه أخذ يحجب وجهه بيده اليمنى، فقلت له: أطلب منك آية وعلامة.
فنحى يده المباركة على الفور وتبسم، فرأيت العلامتين: الخال والأسنان كما سمعت بوصفهما، فاضطربت لذلك وسألته: هل يعلم أحد بظهورك؟
فأجابني: لم يحن وقت ذلك بعد.
ثم إنه تحرك من مكانه، ولكنني شعرت بعجزي الكامل عن الحركة من شدة الاضطراب والوحشة، ولم أعلم ما أطلب منه من الهول حتى إنني نسيت ما كنت أريد أن أسأله أو أطلب منه، إلا إنني قلت له: سيدي! إن لي أمنية أن يرزقني الله خمسة من الأولاد لأسميهم بأسماء الخمسة آل العبا.. فرفع الإمام يده بالدعاء وهو يمشي وقال: إن شاء الله!
ثم إنه لم يتوجه مهما كلمته ورجوته، حتى دخل تلك البقعة، فمنعني الخوف من الدخول خلفه، وكأن الطريق قد أغلق دوني، فوقفت مرتجفة خائفة ولم يسعني إلا التحديق باتجاه باب البقعة بانتظار خروج الإمام منها لأراه مرة ثانيه، ولكنه لم يخرج أبد، بل أني رأيت امرأة كانت تريد الدخول إلى المقبرة، فناديتها وطلبت منها الدخول معي إلى البقعة المذكورة، فاستجابت لي ودخلنا معا، ولكنني لم أر أثرا للإمام رغم بحثنا عنه، ثم خرجنا من المكان، ولم نر شيئا مما كنا نطلبه أيضا.
ومن فرط مشاهدتي لتلك العجائب انقلب حالي وكاد أن يغمى عليّ، فحملتني تلك المرأة إلى البيت.
وببركة دعاء الإمام أصبحت في السنة نفسها حاملاً بولد طفل أسميته محمدا، ثم عليا ففاطمة فالحسن، ولكنه توفي بعد مدة، فضاق صدري لوفاته، وبعدها أنجبت توأمين أسميتهما الحسن والحسين بفضل الله الذي دعوته وتوسلت إليه كثيرا ثم رزقت بولد آخر أسميته عباسا.
يقول راوي هذه الحكاية: هذا ما كان من بيان هذه الواقعة التي سمعتها مرارا من تلك المرأة الصالحة.
وأضاف: إنني على ثقة تامة من حقيقة هذا اللقاء، لأنني رأيت العديد من المرضى يقصدون تلك المرأة لكي تدعو لهم بالشفاء وتلمسهم، فيكون لهم ذلك، ومن جملة كراماتها إنها كانت تدعو لمن لا ينجبون الأطفال، فيرزقهم الله تعالى الذرية، بل وكانت تخبرهم بأن ذريتهم ستكون بنينا أو بنات، أما وقوع هذه الحادثة فقد كان في عام (1284)هجرية أو (1285) هجرية.

المصدر: منتدى أنصار الحجة(عج) نقلاً عن كتاب لقاءات النساء مع صاحب الزمان (عجل الله فرجه ) ص121.

التعليقات (0)

اترك تعليق