مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من كلام للأمير(ع) في قبول رسول الله(ص) لزواجه مع السيدة فاطمة الزهراء(ع)

من كلام للأمير(ع) في قبول رسول الله(ص) لزواجه مع السيدة فاطمة الزهراء(ع)

قال أمير المؤمنين(ع): (أتاني أبو بكر وعمر فقالا: لو أتيت رسول الله(ص) فذكرت له فاطمة.
قال: فأتيته، فلما رآني رسول الله(ص) ضحك، ثم قال: ما جاء بك يا أبا الحسن، وما حاجتك؟
قال: فذكرت له قرابتي، وقدمي في الإسلام، ونصرتي له وجهادي.
فقال: يا علي، صدقت، فأنت أفضل مما تذكر.
فقلت: يا رسول الله، فاطمة تزوجنيها؟
فقال: يا علي، إنه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك.
فدخل عليها، فقامت إليه، فأخذت رداءه، ونزعت نعليه، وأتته بالوضوء، فوضأته بيدها، وغسلت رجليه، ثم قعدت، فقال لها: يا فاطمة. فقالت: لبيك، حاجتك يا رسول الله؟
قال: إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، وإني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه، وأحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا، فما ترين؟
فسكتت ولم تول وجهها، ولم ير فيه رسول الله(ص) كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر، سكوتها إقرارها.
فأتاه جبرئيل(ع) فقال: يا محمد، زوجها علي بن أبي طالب، فإن الله قد رضيها له ورضيه لها.
قال علي[ع]: فزوجني رسول الله(ص)، ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم، بسم الله وقل: على بركة الله، وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، توكلت على الله. ثم جاءني حين أقعدني عندها ثم قال: اللهم، إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما، وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظا، وإني أعيذهما وذريتهما بك من الشيطان الرجيم...)*


الهامش:
* الأمالي للطوسي ص 39 - 40 الرقم 44، بحار الأنوار ج 43 ص 93 الرقم 4.

المصدر: حياة أمير المؤمنين(ع) عن لسانه: محمد محمديان. ط1، 1417، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.

التعليقات (0)

اترك تعليق