مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إبراء ذمة المرأة المُفترى عليها

إبراء ذمة المرأة المُفترى عليها

إبراء ذمة المرأة المُفترى عليها

قال العلامة الشيخ محمد علي الغروي الأوردبادي في كتابه (الجوهر المنضد): حدثني العالم الثقةُ السيد عبد الحسن التُّستري النجفي، ليلة الجمعة 4 شهر رمضان سنة 1357، في مقبرةِ الإمام المجدد الشيرازي في النجف الأشرف: أنّ مما شاهدهُ من معاجزِ مولانا وسيدنا أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) في سنة(1): أنّه كانَ في بغدادَ رجلٌ تزوجَ بامرأة من قبيلةٍ أُخرى غير قبيلتهِ، واتفق أنّه لم تَتلتئِم أخلاقهما، فانفصلت الزوجةُ عنه وذهبت إلى بيتِ أبيها من غير طلاقٍ، وكانت العادةُ المطّردةُ بين القبيلتينِ تَقتضي في أمثاله أن يبعثَ الزوجُ أُناساً من قِبلهِ   فيلتمسونَ أهلَها في إرجاعِها إلى زوجها. فلم يفعل الزوج ذلك حتى أنه دخل عليها على حين غفلةٍ من أهلها وقال لها إني سوف أبعثُ الرجالَ للشفاعةِ فيأخذونكِ إليّ.
فراودته عن نفسِه، ولم يزل بها حتى أرضاها وواقعها، وخرجَ عَنها ولم يبعث أحداً، حتى لاحت عليها آثارُ الحملِ، فأنكرَ أهلُها ذلكَ، فأخبرت أنّ زوجَها باغتها وواقعَها، ووصفت الحال.
وإذ أُنهي النبأُ إلى الزوجِ أنكرَهُ، وأنكرَ أن يكونَ الحملُ مِنه.
فاحتدم الحوارُ بينَ القبيلتينِ، وبالأخيرِ رضي أهلُ المرأةِ بأن يحلفَ الزوجُ على إنكاره في حرمِ سيدنا أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام. 
ثم اختار أبوها أن يكونَ الحلفُ في حرمِ أمير المؤمنين عليه السلام، وبه عليه السلام.
قال: فتوجه الرجلُ وزوجتُه وأبوها وأخوتها ليسمعوا اليمينَ، وليعرفوا أمرهم مع ابنتهِم.
قال السيدُ: فدخلتُ الحرمَ المقدّس يوماً بعد الظهرِ، فبينا أنا واقفٌ إذا بالمرأةِ قد دخلت وهي ملتجئةٌ بصاحبِ القبر في شدةٍ واضطرارٍ وقالت (يا علي برئني).
ثم دخل الزوجُ وراءها ليحلف بكلِ صَلفٍ ووَقاحةٍ، قال: فرأيتُه وهو يرتفعُ من باحةِ الحرم الأقدس حتى حاذا أعلى الضريحِ المبارك، ثم جُلدَ به ِإلى الأرض جلدةً تركتهُ مَرضوضاً لحمُه وعظامُه.
فهلهلت المرأةُ لمّا رأت ذلك.
فأخذ الرجلَ مَن حَضرهُ من ذويه من فوره، فلم يبلغوا به إلى بابِ المدينةِ حتى هلك.
فظهرت حقيقةُ الحالِ وتبرأت المرأةُ، وظهر أنّ الرجلَ كان يمينُ(2) في يمينِهِ لو كان حَلَف(3).
 

________________________________________
(1)  يوجد هنا بياض في المخطوطة، فلم تكتب السنة التي وقعت فيها هذه المعجزة.
(2) يمينُ: يكذبُ
(3) الجوهر المنضد: 37- 38.

المصدر: www.haydarya.com

التعليقات (0)

اترك تعليق