مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشاعرة غزوة القزويني

الشاعرة غزوة القزويني من شاعرات القرن الرابع عشر الهجري(1)

شاعرات القرن الرابع عشر الهجري:
1- غزوة القزويني.
2- أسماء القزويني.

أولاً: غزوة القزويني: المتوفاة ١٣٣١
قالت في رثاء الامام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع) من قصيدة:
أيها المدلج في زيافة        قصدت في سائقيها النجفا
إن توصلت إلى حامي الحمى        في الغريين فأبدي الأسفا
قل له إن حسينا قد قضى        في شفار الكفر محزوز القفا
هناك جملة من النساء النابهات والأديبات الشهيرات اللاتي ترجمت لهن الكاتبة عائشة تيمور في (طبقات ربات الخدور) أما اللاتي هنّ في عصرنا أو قريبات من عصرنا ولهنّ المكانة المرموقة بالأدب والشعر والكتابة من بينهن صاحبة الترجمة العلوية (غزوة) المتوفاة سنة ١٣٣١ ه‍، والحاجة هداية بنت العلامة الكبير الشيخ محمد حسن كبّة المتوفى سنة ١٣٣٦ وقد ترجمنا له سابقاً  وذكرنا شهرة هذا البيت الرفيع الذي خدم الأدب والعلم أكثر من قرن، والحاجة هداية هي والدة الشاعرة (سليمة الملائكة ـ أم نزار) المتوفاة سنة ١٣٧٣ ه‍. والمصادف ١٩٥٣م. وجدة الشاعرة نازك الملائكة، والحاجة هداية تعيش اليوم في بغداد وتنظم الشعر العالي وقد وقفت على باقة فواحة من شعرها مدّ الله في حياة سليلة الأمجاد وسلالة الكرماء الأجواد.
والأديبة المصونة (آمنة الصدر) المعروفة ب‍ (بنت الهدى) فهي [...] (أتحفت) المكتبة العربية بمؤلفاتها القيّمة وقد طبعت لها ما أنتجه قلمها وبيانها مما يستحق الدراسة.
أما الشاعرة غزوة فهي بنت السيد راضي ابن السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد أحمد القزويني، وجدها السيد جواد هذا هو أخو العلامة الكبير والمجتهد الشهير السيد مهدي الحلي القزويني صاحب التصانيف الكثيرة المتوفى سنة ١٣٠٠ ه‍. وأمها العلوية نازي بنت السيد مهدي المذكور.
ولدت في الحلة في حدود سنة ١٢٨٥ ه‍. ونشأت في كنف أحوالها الأعلام وانكبت على الدراسة فدرست العلوم العربية الفقهية وتتبعت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها، فكانت تحفظ من أخبار العرب وقصصهم الشيء الكثير وتربّت بتربيتها جملة من نساء الأسرة وما يتعلق بها، وقد اقترنت بابن خالها السيد أحمد بن الميرزا صالح القزويني وهو عالم فاضل وأديب شاعر فوجهها بصورة أعمق وجعلها قابلة لهضم محاوراته العلمية في شتى المجالات.
وغزوة شاعرة مقبولة سريعة البديهة مشهود لها بطرافة الأدب وكان لها بذلك كل الفخر إذ إنها عاشت في عصر أشبه بالعصر الجاهلي وحكمه على المرأة ومما أعتقد أنها لم تشاهد في بلدها ومحيطها مَن تحسن الكتابة والقراءة ولا واحدة، وعزّت الكتابة والقراءة على الرجال آنذاك فما حال النساء.
توفيت رحمها الله في شعبان ١٣٣١ ه‍. ودفنت في مقبرة الأسرة وأبّنها الشعراء بما يليق بها.



المصدر: كتاب أدب الطف: جواد شبّر. ج9.

التعليقات (0)

اترك تعليق