الشاعرة أمل الفرج(السعودية) من شاعرات القرن الخامس عشر الهجري(4)
أدمى هلالكَ يا شهرَ الأسى الدينا = فاحمرَّ أفقٌ أسالَ القلبَ والعينا
أدمى هلالكَ يا شهرَ الأسى الدينا فاحمرَّ أفقٌ أسالَ القلبَ والعينا
وطافَ ناديكَ في الآناءِ منكسرًا ينعى حسيناً بصوتٍ باتَ مسكونا
برفرفاتِ الجوى والدمع يقطرها شهرٌ حرامٌ سيتلوهُ الأسى فينا
فيا محرّمُ فاخشعْ بالبكـاءِ وطفْ سبعاً على الحزنِ صلِ فيهِ محزونا
فربّةُ الوجعِ الأسمى تفيضُ دماً على الحُسينِ تناجي النبضَ تأبينا
أورادكِ البكرُ يـا زهراءُ ساكبةً نهرًا من الآهِ مشجواً وملحونـا
فيــا أهلّةَ مـــا تعطينَ من ألمِ عشراً عزاءً ستُبقي الكونَ مشجونا
ففي سواقيَ عاشــــوراء تلبيةٌ للنزفِ والنزفُ بالأوجاعِ مقرونـا
لبَّى لهُ العمرُ منذوراً وشـــافعهُ أنْ سوفَ نهديهِ في ركبِ المضحّينا
فيا ليالي الأسى يـا شهقةً نزفت من الملائكِ بالآهاتِ لفينا
سيري عزاءً إلى أطيابِ يثربَ في رحلٍ لفاطمةِ الزهراء تأوينا
سيري عزاءً كأشجى ما يكونُ بنا خفقاً ينادي رسولَ اللهِ هادينا
خذيهِ واقتطفي من حزنهِ فلكاً نحوَ الغريِ بأنفاسِ المعزينا
خذي احمرار الثريّا حرقةً سكنت على دوربِ طفوفِ الحزنِ تأتينا
لكربلاءَ لأورادِ النزوفِ إذا تعطّش المـاءُ صارَ الدمعُ يروينا
أتى المحرّمُ لا سُكنى سواهُ ولا سوى المآتم في الأرجاء تأوينا
مضمّخاتٌ بأنهار النداء أيـا حسينُ فاقبلْ مع الشكوى تعازينا
وساورِ الروحَ عمّا تجتلي ألمـاً كانت حكاياتهُ عشراً تُصلينا
فيا الذي من نزيفِ القلب يرسمنا إنا المحبون أنهرنا القرابينا
جنت جوارحُنا وانهــالَ مكمنهـا كعابسٍ فتقبّلنـا مجانينا
نطوفُ نسعى نلبي والزيارةُ في شفاهنا غرقتْ والبوحُ يشجينا
ندورُ كالأنجمِ الولهى مخضّبةً بآيةِ الدمع والشُعرى تنـادينا
بأن ننادي حسيناً دائماً أبداً فكلُّ يومٍ بعــاشوراء يدمينا
وكلُّ أرضٍ تراءى الطفُ في دمها فكبّرت باسمكَ الأعلى بنـادينا
إنا رأيناهُ في كلِّ الدنى وطناً إن رأينا حسينَ السبطِ يحمينا
إنا وجدناهُ في أوجاعنا نغماً ولو تسربل بالأحزانِ يشفينا
إنا وجدنا حسيناً في هوّيتنا وبصمةُ الحزنِ كانت فطرةً فينا
كربلاء مصبّ الحبّ
لمْ أُشفَ من رغباتِ الحزنِ يا ألمي = حتّى انتخبتُكَ نُسكاً غارقاً بفمي
لمْ أُشفَ من رغباتِ الحزنِ يا ألمي حتّـى انتخبتُكَ نُسكاً غارقاً بفمــي
أضعتُ فيكَ اغترابــي والتقيتُ به بِـــرعشةٍ حرَّكتْ معزوفةَ الــــعَدمِ
شيَّعْتُهـــا ببخورِ الروحِ فابتدأتْ كفِطرةٍ تتمـــاهـى في مسار دمــي
وحيثُ لا شيء كان الاسمُ يسكنُ فــي مشــاعري ليُضــاهـــي لذةَ النَّغَمِ
حيث الأذاناتُ تلقي من عُذوبتِهــا صوتـــاً توضَّأ بالآيــــاتِ والقِيَمِ
وكنتَ فيها شفيفاً غارقـــاً بهدىً صلاتُها لغةٌ تطغَـى علـــى كَلِمـــي
وكنتَ تستقبلُ التَّسبيـحَ فــي جهةٍ غامتْ لتبدوَ عاشـوراءُ فــــي حِمَمِ
وكربلاءٌ مصبُّ الحُبِّ قــــــد نبَعتْ من بُركةِ اللهِ والـــقرآنِ والـــحَرَمِ
يـا عاجنَ الدمِ يا معطي حرارَاتهُ تمسّحَ النبضُ فـي شاطيـكَ بالــقِممِ
يـــا أبلجاً يمَّمَ التأريخُ وجْهَتَهُ إليكَ فاخْتطَّ بالإشراقِ فـــــي قِدَمِ
عشرٌ سيُومضنَ بالآهــــاتِ ما بقيتْ روحٌ ترى النُّـورَ في تغريبةِ الظُلَمِ
يا ألهمَ اللهُ روحـــاً ذوَّبتْ غَدَهــا عشقاً يفــورُ علـــى بوَّابةِ القسَمِ
مولايَ تنذرُني الدُّنيــا إليكَ هوىً يحومُ في الكونِ عِبرَ الصُلْبِ والرَحِمِ
حتـى يكـونَ كدفءِ الرملِ حين ثوى علــى جبيـــنكَ يتلـو سورةَ الألَمِ
كدفقةِ الدمِ لو أسقتْ ظمـــا شَفةٍ آمالها يبسَتْ فـــي ســاعةِ الحُلُمِ
واصطفَّ ميراثُها المكسورِ وانتبذتْ نهرَ الطفوفِ لتستلقــي علــى عَلَمِ
علــى مســــافةِ جفنٍ ظامئٍ ركعتْ ميقاتُهـا دمعهُ الموبــوءُ بالكرمِ
وقلبهُ سدرةُ الأملاكِ كيف بـــهِ..؟ وتربهُ أبجديـــــاتٌ عصتْ قلمـــي
للحسين.. ذاكرة خارج النصّ..!
في اللا مكان وجدتُ كونَكَ داخلــي = أزلاً حميميًـــا يُعرِّفُني أنـــا..!
في اللا مكان وجدتُ كونَكَ داخلــي أزلاً حميميًـــا يُعرِّفُني أنـــا..!
فعرفْتُنـي شفةً ترتِّلُ مصحفَــــــا وعرفتُني شُهُبًـــا مُضرّجةَ المُنـــى
تنمو على ذكرى الطفوفِ براءتــي الأولى بدمْعـــاتٍ تُجاوِزُني السنـا
وهنـــاك ألمحُ طفلةً رُسمتْ علــى اسم الحُسين ودمعُهـا الجاري هُنـا
عبرتْ إليهِ مع الصهيــــلِ وقِربةٍ والنهرِ والمــاءِ المًجرَّحِ والفنـا
غصّت بذاكرةِ الدِّماءِ حروفُهـــــا فبقتْ لتنسجَ من سواقيـهِ الدُنى!..
يا ما هناك.. على الخيامِ تعلّقتْ أوجـاعُهــا الأخرى كطفلٍ قد دنــى
نحو الغريــبِ يبثُّ من لوعـــاتهِ قلبًا تحرّقَ من حكايــاتِ الونـــى
يا مـا على الكفينِ قد غزلتْ رؤىً من وقعها الأشيــاء تبتكرُ العنـا
يـا مــا بزينبَ تلتقي فـي شهقةٍ حمراءَ بالرأسِ المقطّعِ بالقنــــا
يا مـا ويـا مـا والزمانُ توسّلتْ خطواتُهُ السمرا بأسرابِ الضنــــى
رشَّ الفجيــعةَ بالقلــوبِ فأعلنتْ أنْ ليسَ إلا نزفُ عاشـــورا لنـــا
كربلاء.. تسبيحة الله..
لِمَ أســـالتْ دِمــا شطآنكَ الشفقا .. فلوّنَ الموجَ بالصّحراءِ وانهرقــــا
لِمَ أسالتْ دِمـــا شطآنكَ الشفقــا فلوّنَ الموجَ بالصّحراءِ وانهرقــــا
وصَــارعَ الماءَ، جرَّ البحرَ خلفٍ يدٍ مــا مسّتِ الرملَ إلا ذاب واحترقــا
وجـــاءَ من وترِ هذا الحزنِ تصهرُه دمــوعُ زينبَ والعبّـــاسِ فانطلقـا
الضوءُ فيــــــهِ وعاشوراءُ مُشرعةٌ على مواويلِ من صلّى ومَن عشِقـــــا
على خيامٍ ربيباتُ الحِجــــابِ بها أخجلنَ غاسقةَ الدنيا عفافَ تُقــــى
ونجلةُ الدمعِ قلباً تستعيــــرُ بهِ لظى السماواتِ قد صبتهُ فاندلقـــا
كألفِ يعقوب ما حنتْ ركــــــائبهُ ليـــــوسفٍ سلسلَ الآلامَ واستبقـــا
وحنَّ كالريــــــحِ والقُمْريُ يشغلهُ بكأسِ دمعٍ يهزُّ الغيمَ والودقـــــا
يــا غيمةَ الدمعِ إنا والأراكُ على عذوبةِ الكأسِ تستجدي بكِ العبقـــا
يـا خبّرينا أيـــــا كأساً مذوّبةً على الرحيـــقِ أهلْ للسائرينَ لقـا
تاهتْ خطانا ولا ملَّ المرامُ بهـــا فابسط يديكَ وبارحْ حبنا ال قلِقــا
ها جــاءَ أوّلُ ترتيـــــلٍ ومصحفهُ حزنُ نخيلٌ ورمحٌ بالشجى اعتلقــــا
قدْ مدَّ رَحْلَ الأســى في حُمرة ٍ سكنتْ مجراهُ حتى أتى واديكَ فانفلقــــا
فيا حسينٌ لوى جيدَ البكــــاءِ فمٌ نعى فأرسلَ مزناتِ الأسى الحدقــــا
فإن عشقنَ المطايا في السُرى نغما يحدو بهنّ فمسرانا البكا اعتنقــا
هو البكـــــــــاءُ شجونُ الله جنتهُ قدْ قطّرَ النبضَ بالتحنان فائتلقــا
هو البكــــــاءُ رسولٌ في رسالتهِ أيا حسينُ شعارٌ في الزمـــان بقـى
آتونَ فينـــا ارتجاعٌ للدموعِ وفي أنفاسنــا شهقةُ أخرى تفيضُ شقـــا
عُشَّاقكَ اليومَ فاسكنَّا فساكنُنــــا هواكَ فامنحْ رؤانا نهجكَ الألقــــا
عشّاقُ اسمكَ في رسمِ الهوى وبنـــا من الملائكِ مـــا سربٌ إليك رقـــى
يسبِّحُ الحزنَ فـــي أشجـــى تلاوتهِ فالحزنُ إسراءةٌ والنزفُ منه سقِـــى
وكربلاءٌ يميسُ النهرُ معطفهــــــا بالنائباتِ إذا فاضَ الأسى استرقــا
كانت سواقيــــــهِ طفلٌ مهدهُ عطشٌ وشاطئيهِ طفـــــولاتٌ لهنَ نقـــــا
وكان عنواننـــــا أنَّ الحروفَ دمٌ ولونُها الأحمرُ المحمومُ قد نطقـــا
أيا حسينٌ وداعي القلبِ يغمرهـــا سبُحانَ نزفكَ في أهاتنا اندفقــــا
سُبحانَ "عاشور" سُبحانَ البكـاء بهِ سبحان مأتمكَ الساقي الهوى العلقا
القطرة الأوفى
مضـــــى ظمأً.. يذوب المــاء في ذكراه والمهجُ
مضـــــــى ظمأً يذوب المــاء في ذكراه والمهجُ
مضـــــى ماءاً توارت فيــــــه صحراءاتُ تختلجُ
وموتٌ طالع يحيـــــا وينمـــــو فيـــه يمتزجُ
مضــى ما بين قبّرتين بينهمـــا السمــــا تلجُ
فوجهٌ صوّر الدنيــــا بهــا التأريــــخ يندمجُ
ووجه يــــخلق الأخرى وفــــي جناتهـــــا وهج
تقوفلَ قلبـي المجهول من ترفٍ قد انثــــــــالا
فبعثر صوته بفمــــي ليُجري الحرف سيّـــــــالا
فيطمي سافر الأشيــاء يوقظُ فيـــــه أطفــــالا
يهيئهم كما الشرفـات مدّوا الــعمر أبطـــــالا
حسينيون قد صنعـــوا مــــن الآلام آمتــــــالا
حسينيون قد صنعـــوا حيــــاة الذل آجـــــالا
يخون المـــاء تربته ونحن بقـــطرةٍ أوفـــــى
فتغسلنـــــا فضاءاتٌ فلا أعلــــى ولا أصفــــى
سمـاويون يرقى المجد سلّمنا إلـــى الزلفــــى
نفتّـــــق نجمةً تنأى وعن تيّارهـــــا تخفـــى
ونكسرُ غربة الأيـــام نستحلي بهــــا النزفــا
لنا حلم صغيـــــــرٌ يحتوي الأرواح والعزفـــا
سجينٌ عالمي بيتــــي تسمّر فيــــــه هـــدّارا
مددتُ له شعــــــوراً مبحراً بالـــحب مـــوّارا
وكنتُ أنا المســـافر أجمع الألطـــاف بحّـــارا
سكنتُ الوجه فــي صمتٍ أراقبُ فيـــه أنهــــارا
وأغرقُ فيـــه مملوءا مـــــــن الإشراق أسرارا
يدرُّ الحب يعطي الكون مـــــن كفيه أمطــــارا
جراح بنكهة الحبّ..!
ما اسْمُ الجراحِ التي كالحُبِّ نكهتُهـا = ما اسْمُ الأَشقّــاء بالآهَــاتِ والوَجَعِ
ما اسْمُ الجراحِ التي كالحُبِّ نكهتُهـا ما اسْمُ الأَشقّــاء بالآهَـــاتِ والوَجَعِ
ما اسْمُ العناوين مُنذُ الرَّمْل غَافَلَني حَظًّا فعرَّافتــي قدْ شَدَّهـــا طَمَعـــي
تمشي على لُغَةِ الأوجَــاعِ شطرَ دَمِـــي تُغوِي فَأقرَأُ فيهـــا كُلَّ مُتَّسَعـــــي
أؤمُّ لَونَ المَسَـــاءَاتِ التـــي عَطِشَتْ كالرِّيحِ حِينَ تمَادَتْ بالبُكَـــاءِ مَعِـي
إذْ أوّل الشَّوقِ مِينَاءٌ يَئِنُ بنــــــا وليسَ إلا قَوامِيــسَ الرِّثـــاءِ يَعــي
وليسَ في وِسْعهِ إلا النِّداءُ ضُحــــــىً والخَيلُ تُومِئُ لــي أنْ خفِّفِي فَزَعِـــي
فَأمتَلـــــــي بنِدَاءَاتِ الفُرَاتِ إِذا أغْرَى الدِّمَـــاءَ بِوَجهٍ مِـــنهُ مُصْطَنعِ
أَصِيحُ خَارجَ نَفْسِـــــي فـــي مُسَاءَلةٍ يا غُربَتي, يا احْمِرَارَ الوَجْدِ فلتَضعي
كَأسَاً سيَحتَاجُها الآتــــــونَ من ظَمَأٍ وسَكْرَةً كانتِشَـــــتاءِ النَّهْرِ بالبَجَعِ
أو كالعَويــلِ الذي في الصَّدرِ سُورَتهُ مُقدارُ عُمْرٍ سَبــــيِّ الـــنَّبضِ مُنصَدِعِ
يــا كَربَلاءاتُ أَوجَاعِي أ تَشبَهُنــــي حقِيقَتي وأنَــــا إيَّــاكِ فـي هَلَعِس؟
كأنَّنا آلِهَـــاتُ الدَّمعِ صُورتُنـــــا صِلصَــــــالُ أُغنيةٍ من نُـوتةِ الجَزَعِ
كأنَّنا ويَتَــامى الفَجْرِ يَسلبُنـــــا مَوتٌ طويـلٌ لآهَاتِ الرَّحِيــــلِ دُعِـــي
ومُفرادتٌ من النزفِ الذي انتَفَضَــــتْ لهُ الأقَاصـــي علــــى كَفٍّ من الوَرَعِ
وذا الغُموضُ يُضِـيءُ الطِّينَ فـــي ألمَ فيَستحِيــــلُ كَمَــــاءٍ فــــيَّ مطَّلِعِ
هُنـــالكَ اليَمُّ سيَّـــارٌ بلوعَتِنـــا فالقِ القَراَبينَ بالتَّرتيِــلِ أو فَ قَعِ
واسجُدْ علــى نبَضـــاتِ الجُرحِ ذاكِرةً واعرُجْ مَسِيحًا فما فـي العِشقِ من بِدَعِ
لا تمتَحنِّـــي أنـــا المَهْدُورُ نبرتُهُ هذا السَّلامُ كلَحنٍ رَقَّ حِيـــــن نُعِــي
والعَازِفـــونَ زِيَاراتــي أَذَانُ فَمِـي يُهَسْهِسْــــونَ سَمَــــــاءً ذَاتَ مُرتفَعِ
فيُوجِعُـــــــــونَ صَلاةَ الرَّمْلِ أَدعِيَةً مَختُـــومَةً بِغَمَــــامِ العَصْفِ والهَمَعِ
بُكاؤُهـــا ربّما أَعطَى المَغِيــبَ مَدَى فيَــا سَوَاقِيهِ يَـــا آلامَهُ اسْتَمِعِــي
غِريبَةٌ هي أشْيَائِــــي التـــي غَرُبَتْ إليكَ تَتلـــو شُرُوقًــــــا جِدّ مُتَّسِعِ
تصَعَّدتْ بِدَمٍ تلكَ النُــــــــذُورُ هَوَىً فاسَّــاقَطَتْ لاثِمَــــاتِ القَبْرِ والقِطَعِ
هُنَالكَ العَطَشُ الدَّامــــي يُصَيِّرُنـــا بَوَحًا تأخَّرَ، هلْ يأتِي كَمَـــا السَجَعِ؟
وهلْ يطوُلُ كَ بَــالِ اللَّيلِ فـــي سَهَرٍ حَدّ الأَنِيــــنِ بِطَيفٍ نَـــــاحِبٍ لَمِعِ؟
يَرمِي البَعيــدَ على رِيحِ الوُجُوهِ لَظىً كَمَـا لو انَّ النَّوَى بِالخَطْوِ لم تَسَعِ.!
يا سيّدي مُنذُ أن صِيــغَتْ مَدَاركُنـــا جِئنَـاكَ كالعَطْفِ، كالتَّرديـدِ، كالجُمَعِ
يا سيّدي كانَ جِبريـــلٌ يَمرُّ بِنَــــا نَرَاهُ يتلُــــــــو صَلَاةَ الآهِ والوَدَع
يأتِيــــكَ زَحْفًا سمَاوِيًّـــــا يُظلِّلُهُ عَرَشٌ تَنزّلَ بالتَّهليِــــــــلِ والمِنَعِ
وينَثْرُ الوَردَ فـــــي آلاءِ وِجهتِـــهِ نُوبَـاتُ حَرَفٍ علــــى الآلامِ مُنطبِـــعِ
يَطِلُّ من غُربَـــــاتِ النَّخلِ يَسرِقُنــي تِلاوةً بِدَعَـــــاءِ النزفِ بالــــسَرَعِ
يا جَاذِبِيَّتُهــا الأُخرى أَجِيءُ هُنــــا بَيضَاءَ من غَيرِ سُـــوءٍ صَبَّنـي وَجَعَــي
الشَمسُ فــــي رَغبَةِ الإِشْرَاقِ تَصْلِبُنـي كَالبَحْرِ مُحْتَضِنِ التِنحَــــــابِ ممُتنَعِ
فأَسْتَريـحُ علـــى أَهدَابِ خصلَتِهــــا بِاسمِ الحُسَيــنِ بِصوَتٍ فـــــيّ مُرتَجَعِ
يا سِيـــرةَ الخُلْدِ مُسِّي في ملُوحَتِنـا حِكـــايَةٌ بين رَمْلٍ فِيــــــكِ مُفتَجَعِ
كمــا السَّعِيــــر إذا نَامَتْ جَوارِحُهُ يكُــــونُ فــــي جَوفِهِ تلّاً من الطَمَعِ
سَعِيرُنـــا مَاثِلُ الحِرمَــــانِ أعْجَبَه نطقُ ابتِهَــــالاتِ عِشقِـي نَحوَ مُنتجَعِي
عذراء الحزن الناسك
عذراءُ حزنــي بالطفــوفِ تنسّكـــي = واتلِ بتولاً فالجراحــاتُ اسمكِ
عذراءُ حزنــي بالطفـــوفِ تنسّكــي واتلِ بتولاً فالجراحـــاتُ اسمكِ
وتعرَّشــــــي مـــــاءً تكسَّرَ طعمُه فوقَ الشفاهِ فما لمــاءٍ تضحكي
حيث اغتراب الـــدمعِ وجهٌ واحـــدٌ مدَّ الملامحَ في العيـونِ لتسلكي
كلَّ الخلايـــا الحُمرِ حيـــن توضأتْ بالحزنِ والنزفِ الذي قــد لفّكِ
وسوستِ لــــي حبًّـــا تيقّن نبضُــهُ بعثاً لروحـي للحياةِ لتحتكــي
عذراءُ صافحنـــي الوجيـــبُ فخلته يغري التوجعَ فيَّ حتـى يشتكــي
يمضـي ويسكنُ بـــي ودونـــي هدأةٌ تنبيكِ أن القلبَ سترٌ فاهتكــي
وضعــي دمـــي فوق الترابِ ليرتوي مـن لونهِ كلُّ احتضــــارٍ حالكِ
وتصافحـــي والقبر فــــي ملكوتهِ سبحانه.. باللثمِ فيهِ تملّكــي
وخذي الضيــاعَ وغربتــي وتمثّلــي بالآهِ في كربِ البلاءِ وأشركـــي
مقلَ النحيـــبِ فكلُّ مـــا قد عشتِه بسمِ الحسين وباسمه لن تهلكـي
الحزنُ يــــا عذراءُ حزنـــي لوحةٌ صوفيّةٌ غَسَلتْ نوايــــــا فلككِ
نزفتْ فصــــولاً من دمــــاءٍ غادرتْ كلَّ التهمهمِ فيــكِ حتـــى مَدَّكِ
فإذا احتمــــــالاتُ التأوّهِ أهرقتْ مني الشعورَ فيـا حروفي اسفكي
هذا الحسيـــــــنُ بسَلسَلِ اللهِ ارتدى فتبلّلي بالضوءِ فيــهِ تمسّكــي
وتزاحمـــي والغيم في عتبــــاتهِ برَأتْ حكايــا فــي سجودٍ عاتكِ
وتطوّفـــي حولَ الضريحِ ولملمــــي صلواتِهِ ومعَ الملائكِ شاركــــي
ذوبــي بتقبيـــلٍ يذوبُ زيــــارةً وتنسّمي رَوحَ السمــاءِ وباركـي
وتجاذبــــي ظمأَ العيـــونِ وصرِّفي دمعاً أيــا عذراءُ فيهِ حرّكــي
قطعَ الوجــــودِ ومـــا أشفَّ وجودهُ رجَّ الحيـاةَ بيومهِ لمـــا بُكي
اترك تعليق