الشاعرة أمل الفرج(السعودية) من شاعرات القرن الخامس عشر الهجري(4)
الشاعرة أمل الفرج(2):
في خصل التقوى
سبحان يومكَ.. لبّتْ باسمهِ مُدنـــي = واطوَّفَتْ فيهِ ب الآيـات تُقرئُنـــي
سبحان يومكَ.. لبّتْ باسمهِ مُدنـــي واطوَّفَتْ فيهِ ب الآيـــات تُقرئُنـي
أنا التحيّــات ولهى.. سلّها زمني إليكَ يـــا منتهى الأيّام والزمنِ
وكلُّ خفقي ستلامٌ قـــد تنــــاثره عشقُ الحسيــنِ فأخفيهِ ويفضحنـي
فلّمــا مسّني ريَّــــاك فــي ظمـأٍ رأيتُ كلّ خلايــا البوح تسكبنـي
سبحـــان يومكَ صلاّه المدى بدمــي وذبتُ فيكَ بأسراري وفــي علنـي
تلوتُ فيـكَ تبــاريــــحي مرفرفةً ممهورةَ الحمدِ ل القربى تقرّبني
وتهتُ في خصلِ التقوى أســــابقها أحصيكَ يا شُهباً تنأى ف تسرقنـي
يــا بـالغَ الحبِّ في دفءِالصلاةإذا ضاقتْ بحورٌ.. ونهرٌ منكَ يغرقنـي
عفواً.. رضــاكَ معينٌ لستُ أغرفــه إلا ب حبّكَ يـا سعدي ويـا شجنــي
أتيتُ.. ترفضني الدنيــا وأرفضها وب انقطــاعٍ إلى ذكراكَ تأسرُنـي
ويومُك الذكرُ.. يأوي غربتــي وله عبّدتُ عشقــيَ حينَ الكلُّ غَرَّبنـــي
وصغتُ نبضـيَ لوحـــاً فـي صلاة هدىً يسيلُ من نُسكهـــا كونٌ من المننِ
فيجتلينيَ معنـىً حيث غـادر بـــي مليونُ جرحٍ حسينــيٍّ س يلفظنـــي
تعبىْ جراحــي تُماريــنـي لأكتبها لكنَّ نزفكَ ب الإشراقٍ يكتبنـــــي
أضعتُ بوصلتي والريــحُ تأخذُ بــي إلى منافي من التأريخِ تُطفئُنــي
حتّــى تفرَّغَ قلبــي من مجـــاهلهِ يا مسحةَ اللهِ في الأكوانِ تسلبنـــي
واغرورقت روحــيَ العطشى بلهفتها وشاطَ مائي وشطّتْ ب الظما سُفنــي
ولو تقطّب وجه الحـــرفِ.. جلّــله وجهَ الحسينِ ليهديني ويلهمنـــي
وكنتَ يا سيدي في التيهِ لي وطنـاً يحنو على كلّ أشواكي ف يثمرنــي
ماذا وراء الهدى الوضّاح غير سماً من الحسينِ تراءتْ ب الهدى الحَسَنِ
ماذا وراء الهوى الفضَّاح غير رؤىً تعدو إلى مبتغى العشّـاق والوطنِ
وخمرةٌ عَبَثَتْ بالكون.. يشربُهــــا بل وثرٌ.. من جنـتان الله يسكرنــي
يا بن السّمــاء جنوني لا يُحدُّ وذا طعم التجرد يهذي.. والهوى سكني
وأنت تجلو كثيـــب العمر من أرقٍ ف نزفُكَ الهادر الموّار ينْطقُنــي
ولو تعتّمتْ الدّنيــا بأوجهنــــا فإنّ جُرحَكَ في كلّ الجهات سنــــي
فيض الصحاري
تدنو وترتحلُ الوجــــوهُ مرارا = وأرى بوجهك بسمــــةً تتوارى
تدنو وترتحلُ الوجــــوهُ مرارا وأرى بوجهك بسمــــةً تتوارى
سكنتْ هنا، فسكنتُ فيهــا أجتلي وطناً طفوفيّــــاً أراه مزارا
فرشَ انكســـارَ الكونِ في طيَّاتهِ فنمتْ شظايـــــاهُ هوىً موَّارا
وجنــــــائزيٌّ لحنُه صبغ الندى بغنائهِ حتى غدا يتمـــــارى
قد عــــــاد يرسمُ نوتةً غيبيّة تحنو على رسلِ السمـاءِ جهارا
غرَّاءُ تقطرُ بالدمــاءِ وكلّهـــا فيضٌ بأسرار الدمـــاء حيارى
قد غــاصَ في كفِّ البتولِ فأينعتْ آهاتُهـــــا حتى بقين عذارى
وترقرقَ الطفُّ الظمـــــيُّ بدمعةِ الزهراءِ يرثي ماؤه الإيثـارا
يرويـــهِ صبرُ الرملِ حين تحنّنت كلُ الحبيبـــات التي تتدارى
وتمسُّ وجهَ الطهرِ في هيَمــــانهِ وتذوقهُ ظمًأ يمازجُ نـــــارا
حتى كأن عذوبةَ المـــاءِ انتفت حين التظتْ كبَدُ الرضيعِ نهارا
يُسقى البكاءَ وملحَه يَسقي الحشا بحرارةٍ مضّت ودهرٍ جــــــارا
يغفو على حممِ الشفـــاهِ ونحرُه صلى دمـــاً كي يفتحَ الأسرارا
سهمٌ تشعَّبَ في بيـــــــاضٍ ملهب قد عـانقَ الظمأ الذي يتجارى
فيغيــــــبُ مكسوَّاً بحمرةِ نزفه وتظل أفئدةُ العدى تتبـــارى
ويغيـــبُ نبضُ السبطِ قبلَ أوانه فتضمهُ زمرُ السمــــاءِ شعارا
أحنى بمهجتهِ الحسيـــــنُ يلمَّه في غربةٍ قد أطفأتْ أقمـــارا
يحوي الذبــولَ إذا تبعثرَ خطوهُ بندائه الحاني بصوتٍ حـــارا
جرحٌ وجرحٌ والبكــــــاءُ تكوّنتْ رعشاته الحرّى وهُن أســــارى
واستغرق القلب الطهــور بوجده إذ كلُّ واجدةٍ تفيض صحــــارى
فرضيعهُ شربَ الشهـــادة وارتوى ظمأ الحيـاة فكان فيه مدارا
أنا وشلال من ظمأ..
وأتيت ُ أفتتح ُ البكاء
وأتيت
أفتتح ُ البكاء
بيومك َ المغروس
في جسد ِ السَّماء
ملقى ً على زغب ِ الملائكة ِ الظِماء
يذوي كَنهر ٍ يستفيق ُ بجسمك
المغمور ِ بالتَّقوى
إذا صلَّت ْ سواقيه
وأدَّى في جفون ِ الظّهر ِ نافلة َ الدِّماء
ذاك َ السكون ُ النازح ُ الدّنيا يضج ُّ بسُبحتين
في شكل ِ طفلٍل
أ ُرضِع َ السّهم المثلث َ مرتين
حين َ استدار َ السيف ُ كي يهوي بحدته
على جسد ِ الصلاة
فيؤجِّل ُ الدُّنيا ويخطو نحو آخرة ِ الدُّعاء
ماذا عساه أن يبوح
وكل ُّ جارحة ٍ تفيض ُ بقدس ِ ماء..!
مفتنَّة ٌ بالراكعين
على ثنايا الوقت مصلوباً كمثل ِ الأنبياء
والسبط ُ يبحر في الوجود
متزمِّلاً بذُرى النبوة
تاليا ً عطش َ الورود
وترابه ُ قد ْ نَفَّض َ الأشواك َ من تأريخها
فنمت ْ قرى ً من قلبه ِ المسكون ِ نزفا
فاستوت ْ بوَّابة ً للأولياء
يا رعشة َ الدَّرب ِ الطويل ِ إلى البكاء
جئناك نوجز ُ بعض َ لهفتنا
لنقرأها زيارات ِ الرِّثاء
كل ُّ السَّلام ِ عليكَ يا ثار َ الإله
يا وارث َ الرُّسل ِ الذين َ تطرَّزوا بالحب
حتى يتَّمتهم ْ دمعة
غسلت ْ قوارير َ الجفون
فطاف َ في آنائها الصبح ُ الملوَّن ُ بالولاء
يا سيّدَ الوجع ِ الذي أهدى الشِّفاء
ظَمأي كشلال ٍ تبحَّرَ في يديك
ليعود َ في صوفيّة
يتلو تعاويذ َ الهجير
محمَّلاً بالباقيات ِ من النَّزيف
بلظى السَّهام ِ ال تستريح ُ على فؤادك َ سيّدي
مبهورة ٌ بمواسم ِ التسبيح ِ في وجه ِ الشِّفاه
حين اعتصرت َ الترب
تحضن ُ حرَّه:
"إن ْ كان َ دين ُ محمد ٍ لم يستقم
إلا بقتلي يا سيوف"
خذي دمي إني حكايات ُ الفداء ْ
مدارات
مساءُ انتعاشات طعم الحنينِ..
ترتعشٌ البدايات على أمل أن تستلُّ من الكلمات أوجاعها..
مساءُ انتعاشات طعم الحنينِ..
تصلّي المواريثَ في صوته..
فتشتعل الزرقة في عين بحر بعيد..!
...
حسينٌ.. حسينٌ
يا ذاكرات الملائكِ
وثيرٌ هو الحرفُ فيكَ..
ك طفلٍ يشابه عرش التجلّي..
...
سأكتبها زقزقاتُ الرضيع
يرفرفُ في الكون
يحتدُّ في العطشِ
يتصاعدُ مبتسماً بكفِّ الحسين..
...
سأكتب أصوات كأس تكسّر في ظمأ
فما لِ مداراته طعم كلّ الكؤوسِ
حين غارت مسافاته للشفاهِ
تشقّقَ طعم الفرات..!
...
سأكتبُ قُبلة رملٍ..
أهوتْ بتأشيرةٍ للعروج
تُلامس وجه السماء
حتّى تورّق بالدم كلّ التراب
وحتّى تكثّف قلبٌ على وجهه المستفيض من الذكرِ
في أسطرٍ من حنينْ..!
...
سأكتبها..
لئلا يمرّرني التائهون..!
ويسألني مهر هذا البكاء..
...
سأكتبها..
ف ينمو التساؤل في النهر حبّاً..
وعطراً تذوبُ المجرّة صمتاً
فلا صدقتْ نبواءت هذي العبارات..!
ولا كان جرحٌ كجرحِ الحسين..
وحين الكتابة,,
ستعلن كل الحروف بأن الحروف س تغرفُ/تغرقُ
في كلّ سرّ الإله..!
...
فليس على الحسينيّون حرجاً
لو تشظّت رؤاهم..
...
فكلّ الحكايةِ
أن محمّدَ في كربلاء تشظّى..!
اغرق بروحي
اغرق بروحي فلطالما في داخلي حلم تكسر
اغرق بروحي
فلطالما في داخلي
حلمٌ تكسر
والقلب آذن بالرحيل
يريد أن يحيا
ويجعل من ضياء الدمِ معبر
---
اغرق بروحي
وأعبر خلايايَ الصغيرة
واطرق هناك بداخلي أبواب عشقي
وأغسل بمائك تربتي
فبمائك الدنيا ستطهرْ
---
اغرق بروحي
فلربما أصحو وفي كفي السماءْ
محفوفةً بالغيمِ
تشرب قطرةً من ماء كوثرْ
---
اغرق بروحي
فأنا أعيش بغربتي
أنا لستُ إلا دمعة من عين عشقٍ
سقطتْ فبللت الوجودْ
واستنشقتْ نفس الرمال
بكربلاء
فصار من ريّاه أخضر
اترك تعليق