مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشاعرة صالحه آل رميح(السعودية)

الشاعرة صالحه آل رميح(السعودية) من شاعرات القرن الخامس عشر الهجري(7)

الغصن الأخير
منَ الأصدافِ تخرجُ ذاتُ صونِ
مــنَ الأصدافِ تخرجُ ذاتُ صونِ       فينحسرُ الظلامُ لها بهـونِ
إلى الميدانِ تدنو في سوادٍ          أذاعَ بهاءها رغمَ الشجـونِ
أتتْ تسعى إلى غصنٍ خضيبٍ     يزاحمُ حسنهُ نبْلُ الــخؤونِ
لتهمسَ للسمـا درســاً يدوّي      بأسمــــاعِ الورى عبرَ القرونِ
فترفعهُ بكفَّيهــا وتدعـــو             تقبلَ سيدي باقِـي غصوني
فقدْتُ المصْطفى جذْعي وفيئـي  على صغري العِدَى اغْتالتْ ركوني
وخلفَ البابِ قدْ كُسرتْ ضلـوعٌ      حنانيها لأعْبقَ زيزفـونِ
وهامُ المرْتضى فجْراً حمانـا         سقى المحرابَ بالدمِ الهتونِ
وفطّرَ مهْجةَ الحسنِ المزكّــى      معاويةُ الخنا بؤرُ الفتـونِ
فلا ساقٌ ولا فرعٌ إلهي لنــا         إلَّا محتْه يـدُ المجـونِ
تعاينُ غصنَها الذَّاويْ مليـاً            تـداويْ جرحهُ درَّ العيــونِ
يجرِّعُني غيــابُكَ ياحبيبــي          مراراتِ المقــاسي للمنونِ
وتُبْهضُنِـي عذابـــاتٌ أفيضتْ         بلا جرمٍ بخــافقكَ الحنــونِ
فأضْحى القلبُ نيراناً تلظَّـى         بأعماقي دوَى لحنُ الجنـونِ
بأحداقي صلاةُ الشوقِ تُتلى        ورغمَ الهجْرِ قدْ درَّتْ جفوني
إذا يوماً يجافيكَ ابتســامٌ             غدتْ تنْدكُّ منْ حَولي حصوني
فأنتَ الماءُ في جذْري وقلبي       وإنْ مائي جَفَى جفَّتْ غصوني
ظننْتُكَ سلْوَتِي بمغيبِ أهلي       وها دهريْ يخيّبُ لِي ظنوني
أتــى دفءٌ يناجيها ويهمـي          على قلبِ العقيلةِ بالسكونِ
بلا ثغرٍ وأدهشهـا مسجـىً         حكـى أنّى لهمْ أنْ يخرسوني
أنا قلبُ الشهيدِ وما تبقَّـى          سوى ثلثٍ وحتماً يسحقــوني
رأيتُكِ زينبَ الكبْرى نباتاً             سقـــاهُ اللهُ مــنْ محَنٍ هتـونِ
فكانَ الجذرُ صبراً واحتساباً          وكـــانَ الساقُ من جأشٍ وصونِ
ومن أغصانها يوماً سأجني        ثمتــارَ شهادتي مــن كلِ لونِ
بمصباحِ الهدى هلْ شبَّهوني      وهلْ بسفيــنةٍ همْ ينعتونتــي
إبىً أوراقُ زرعكِ لي أضـاءتْ        أنا منْ ســاقكِ امتدّتْ متونـي 





 

التعليقات (0)

اترك تعليق