مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

بين مريم وآسية والسيدة فاطمة بنت أسد

بين مريم وآسية والسيدة فاطمة بنت أسد

- التمايز بين آسية والسيدة فاطمة في مكان العبادة:
عن سعيد بن جبير، قال: قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز وجل ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين(ع)، ثم قالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء، لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا..."
- التمايز بين مريم والسيدة فاطمة(ع) في الرزق أثناء الولادة:
قالت*: إني فضلت على من تقدمني من النساء،[...] وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة، سميه عليا، فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي[...].

-خروج السيدة مريم من بيت المقدس ودخول السيدة فاطمة(ع) إلى الكعبة أثناء الولادة:

وفي كتاب (المناقب) مسندا إلى صعصعة بن صوحان أنه دخل على أمير المؤمنين لما ولي، فقال: [...] أنت أفضل، أم عيسى بن مريم؟ فقال(ع): عيسى كانت أمه في بيت المقدس، فلما جاءت وقت ولادتها سمعت قائلا يقول: أخرجي، هذا بيت العبادة لا بيت الولادة، وأما أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم، فانشق حائط الكعبة وسمعت قائلا يقول لها: ادخلي، ودخلت في وسط البيت وأنا ولدت به، وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي(1)

وعن العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه الله: وقد ذكروا أن مريم(ع) لما جاءها المخاض بعيسى عليه السلام أوت إلى بيت المقدس لتضعه فيه، فنوديت: أخرجي يا مريم، فهذا بيت العبادة لا بيت الولادة، وفاطمة بنت أسد لما أحست بالطلق -وهي بالكعبة- انسدت أبوابها ولم تقدر على الخروج حتى وضعت عليا -سلام الله عليه-، لعل في هذه الحادثة الغريبة أسرارا ورموزا أجلها وأجلاها أن الله سبحانه كأنه يقول: أيها الكعبة، إني سأطهرك من رجس الأوثان، والأنصاب، والأزلام بهذا المولود فيك، وهكذا كان، فإن النبي(ص) دخلها عام الفتح، والأصنام معلقة على جدرانها، ولكل قبيلة من قبائل العرب صنم، فأصعد عليا عليه السلام على منكبه وصار حطمها ويرمي بها إلى الأرض والنبي(ص) يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا(2).



الهوامش:
*السيدة فاطمة بنت أسد.
1-
اللمعة البيضاء، ص 99.
2- سورة الإسراء، 17: 84.


المصادر:
1- الهمداني، أحمد الرحماني: الإمام علي بن أبي طالب (ع). ط1، المنير للطباعة والنشر، طهران، 1417هـ.
2- الفتال النيسابوري: روضة الواعظين، تقديم: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، قم.

التعليقات (0)

اترك تعليق