مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فضائل ومناقب السيدة فاطمة بنت أسد(ع)

فضائل ومناقب السيدة فاطمة بنت أسد(ع)

كانت امرأة لبيبة، صلبة العقيدة، فتية القلب، برة، مبجلة.
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كانت فاطمة بنت أسد بن هاشم أول هاشمية ولدت من هاشمي وكانت بمحل عظيم من الأعيان في عهد رسول الله(ص).

- أول امرأة بايعت النبي(ص) بمكة بعد خديجة(ع):

عن الزبير بن العوام قال: لما نزلت الآية: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ...»(سورة الممتحنة، الآية: 12) سمعت النبي يدعو النساء إلى البيعة، فكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعته(ص).
قال ابن عباس: وفيها نزلت: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ»(1).

- هي الحجر التي كفل رسول الله(ص):
كما هو صريح الروايات التي فيها أن الله أوحى إلى النبي(ص): "إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك وأهل بيت آووك، فالصلب عبد الله والبطن آمنة بنت وهب، والحجر الذي كفله فاطمة بنت أسد، وأهل بيت الذي آووه فأبو طالب".

- هي أول هاشمية ولدت هاشميا:
جلالة فاطمة بنت أسد يعلم من ولادتها أمير المؤمنين(ع) في جوف الكعبة.

- كانت من السابقات إلى الإيمان، أسلمت بعد عشرة فكانت الحادية عشر:
روى الأصفهاني الأموي في "مقاتل الطالبيين" بسنده عن الصادق(ع) قال: كانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب حادية عشرة (امرأة أسلمت).

- كانت من أبر الناس برسول الله(ص):
كان رسول الله(ص) يكرمها ويعظمها ويدعوها أمي(2). احتضنت النبي(ص) في طفولته(3)، فكان يحبها حبا شديدا، حتى قال فيها: "كانت أمي بعد أمي التي ولدتني"(4). وكان يثني على حنانها وشفقتها عليه قائلا: "لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها"(5)

- هاجرت إلى المدينة مع علي وفاطمة(ع) مشيا على الأقدام:
كانت أول امرأة هاجرت في محبة فاطمة الزهراء إلى المدينة في أول الهجرة، وكانت لها كالأم. قال علي بن الحسين المسعودي طاب ثراه: "وهي أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية، وكانت صالحة، [...]".
وروى الكليني في "الكافي" بسنده عن الصادق(ع) قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(ع) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله(ص) من مكة إلى المدينة على قدميها.

- وكانت بدرية (من النساء اللواتي حضرن بدرا بعد الوقعة).

- شارك الرسول(ص) في تشييعها ونزل في قبرها:
روي أنها لما ماتت رضي الله عنها بكى عليها النبي(ص) وكفنها بثيابه، وصلى عليها، وكبر عليها أربعين تكبيرة، ودخل في قبرها وتمدد فيه(6). وتوفيت في السنة الرابعة من الهجرة، وصلى عليها رسول الله(ص)، وتولى دفنها، ونزع قميصة وألبسها إياه، واضطجع معها في قبرها، وقرأ فيه القرآن، وأحسن الثناء عليها ولما توفيت هذه المرأة العظيمة كفنها رسول الله(ص) بقميصه(7)، وشارك في تشييعها، وصلى عليها، ثم وضعها في قبرها بعدما اضطجع فيه(8).
وقال الأصفهاني: ولما حضرتها الوفاة أوصت إليه فقبل وصيتها.










الهوامش: 
1- شرح الأخبار: 3/ 215/ 1141؛ المناقب للخوارزمي: 277/ 264، شرح نهج البلاغة: 1/ 14.
2- تاريخ اليعقوبي: 2/ 14، تاج المواليد: 88، شرح الأخبار: 3/ 214، كشف الغمة: 1/ 59.
3- ط كمباني ج 9/ 33، وجديد ج 35/ 182.
4- كنز العمال: 13/ 636/ 37607.
5- الاستيعاب: 4/ 446/ 3486، سير أعلام النبلاء: 2/ 118/ 17، أسد الغابة: 7/ 213/ 7176، شرح نهج البلاغة: 1/ 14.
6- ط كمباني ج 9/ 15- 17 و 33، وجديد ج 35/ 70- 77 و 81 و 180– 182
7- الكافي: 1/ 453/ 2، خصائص الأئمة(ع): 64.
8- المستدرك على الصحيحين: 3/ 117/ 4574، تاريخ المدينة: 1/ 123 و 124، أسد الغابة: 7/ 213/ 7176، الاستيعاب: 4/ 446/ 3486؛ علل الشرائع: 469/ 31 و 32، الأمالي للصدوق: 391/ 505، شرح الأخبار: 3/ 215/ 1142 و 1143.


المصادر:
1- الشاهرودي، الشيخ علي النمازي: مستدرك سفينة البحار، تحقيق وتصحيح: الشيخ حسن بن علي النمازي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1419. ج8.
2- اليوسفي، محمد هادي: موسوعة التاريخ الإسلامي. ط1، مؤسسة الهادي، قم، ربيع الثاني، 1417. ج2
3- الكجوري، الشيخ محمد باقر: الخصائص الفاطمية، ترجمة: سيد علي جمال أشرف. ط1، انتشارات الشريف الرضي، 1380 ش. ج 2.
4- الريشهري، محمد: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ، مركز بحوث دار الحديث وبمساعدة: السيد محمد كاظم الطباطبائي، السيد محمود الطباطبائي نژاد. ط2، دار الحديث، إيران: قم المقدسة، شارع معلم. ج1.
5- مرتضى، السيد جعفر: الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص). ط4، دار الهادي، بيروت، لبنان، 1415 - 1995 م. ج 7.

التعليقات (0)

اترك تعليق