مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

آليات احتواء الخلافات من المنظور الشرعي

آليات احتواء الخلافات من المنظور الشرعي

لقد جعل الإسلام من مسؤوليات الرجل وهو يبدأ في تكوين اللبنة الأولى من لبنات المجتمع أن يحسن اختيار الزوجة لأن سوء الاختيار يجعل الإنسان يعيش المشكلة من أساسها؛ لأنه لم يعرف كيف يختار شريكة حياته وأم ولده، أو أنه وضع لاختياره معايير ليست شرعية، وهذا يؤدي إلى المشاكل الزوجية.
وبما أن المفردة الزوجية هي من مواضيع الأحكام الدينية فقد جاءت متكاملة كما هو شان كل حكم شرعي جاء به الإسلام وشرّع له آليات التطبيق وأوضح مقدمات الشروع فيه وبيّن بتمام الإيضاح كل ما من شأنه التأثير سلبًا على سلامة تطبيق ذاك الحكم المبحوث، لسنا هنا بصدد التعرّض لبحث فقهي بقدر ما يلزمنا فقط من التعرّض بمقدار الحاجة لطرح وجهة النظر الشرعية بقدر ما لها من ارتباط وتوضيح لمطالبنا من البحث.
وهنا نجد أنّ الإسلام بسماحته قد سنَّ مجموعة من الآليات للتصدّي للقضاء على الخلافات الزوجية بحسبها، وبأساليب إلهية شرّعت من خلال الشارع المقدس لحكمته في سبر أغوار نفسيات أصحاب العلاقة والخروج بموقف عادل يرضي الأطراف ويقر العدل دون مؤاربة. ومن هذه الآليات الحكيمة والتي تمثل المرجعية الكبرى منذ يومها الأول بما سجَّلته من سبق حضاري وتميّز رحيم ونظرة ثاقبة ومعالجة متميّزة للعلاقة الزوجية ما يلي:
* استعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* الحكم وحالات الشقاق.
* التقاضي.
* مفهوم إصلاح ذات البين.
* البذل والفدية.
* التنازل عن الحقوق الواجبة.

الخطوات الأولى في حل الخلاف:

أولاً: المبادرة الشخصية في الحل:
1- الخروج من جو الخلاف المحموم.
2- عدم ارتجال القرارات.
3- تهدئة التوتر والخروج من حالة التحفّز.
4- محاولة استخدام طرق التواصل الفعال ومهارات تبادل المواقع.
5- محاولة عقلنة جلسة حل الخلاف بقدر الإمكان.
6- الانتباه للألفاظ المستخدمة ودلالاتها المجازية.

ثانياً: المبادرة الغيرية في الحل (مخطط):
1- موضوعية المحتكم إليه.
2- رشده المعنوي.
3- توفره على علم الحل والفصل في الخلافات.
4- أمانته ودينه.
5- ثقافته.
6- الصدق معه في الإدلاء بالبيانات محل الخلاف.
7- قدرته على متابعة تنفيذ مراحل الحل المختلفة.

فن احتواء الخلاف:
أ. تشخيص مستوى الخلاف
خلاف أسرة بسيطة.
خلاف أسرة مركبة.
خلاف أسرة بمجتمع.
خلاف مشترك.
ب. التعرّف على عوامل الإثارة والتحريض
ومن ضمنها ما يلي:
عدم التوافق في (سبك).
الفروق الفردية.
المخزون الثقافي.
الأنظمة التربوية.
الاستعداد الفطري.
الافتقار إلى مهارات التواصل.
الجهل.
سوء التقدير.
التحريض المتعمّد.
استثارة واستيقاظ مخزون اللّاوعي.
ج. التعرف على شخصيات أطراف الخلاف.
ومنها ما يلي:
عامل السن.
مستوى الالتزام والتديّن.
الحالة الصحيّة.
المستوى التربوي أو التعليمي أو الأكاديمي.
الحالة الاجتماعية.
الحالة الاقتصادية.
مستويات النفوذ والقدرة والقوّة.
د. التوفّر على أدوات الحل.
الاستهداء بتعاليم الشرع الحنيف.
التعرّف على بعض النظريات النفسية والسلوكية لإتاحة فهم أكبر لإطراف الخلاف مثلًا:
نظرية (ديفيد مريل) في الشخصيات السلوكية الأربع:
1- الشخصية التحليلية الفكرية.
2- الشخصية الودودة الاجتماعية.
3- الشخصية المعبِّرة.
4- الشخصية العملية.
التعرف على الفقه الشرعي والقانوني في مسائل الأحوال الشخصية من كتاب أحكام النكاح والنشوز والنفقة والحضانة وغيرها.

عوامل امتصاص الخلافات:
التفقّه في الدين عموما وفي فقه الأأسرة والأحوال الشخصيّة.
القراءة المتخصصة لمن يحتملها.
حضور الدورات والندوات ومتابعة الفعاليّات المتخصصة.
متابعة أمور الأسرة والسؤال عن الحلول في موارد الابتلاء على مختلف الأصعدة.
الإندماج الاجتماعي.
المشاركة في الأعمال التطوعيّة التي من شأنها الارتفاع بمستوى الأسر.
التشجيع على إنشاء لجان إصلاح ذات البين بالخصوص والمشاركة فيها.
ممارسة الهوايات المختلفة وخصوصا الرياضة.
القضاء على عوامل نشوء الخلافات.
العمل على التحلّي بالأخلاق الحسنة وترويض النفس على خصلة الإيثار.



المصدر: فن احتواء الخلافات الزوجية: الدكتور ميثم السلمان، دار الولاء، بيروت - لبنان، ١٤٢٦ - ٢٠٠٥م.

التعليقات (0)

اترك تعليق