مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من كرامات السيدة نفيسة(ره)

من كرامات السيدة نفيسة(ره)

شفاء صبية مشلولة ببركتها:
لما قدمت السيدة نفيسة مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر نزلت بالمنصوصة، وكان بجوارها دار فيها قوم من أهل الذمة، ولهم ابنة معقدة لم تمشي قط، فلما كان في يوم من الأيام ذهب أهلها في حاجة من حوائجهم وتركوا المقعدة عند السيدة نفيسة فتوضأت وصبّت من فضل وضوئها على الصبية المقعدة وسمت الله تعالى فقامت تسعى على قدميها ليس بها بأس البتة، فلما قدم أهلها وعاينوها تمشي أتوا إلى السيدة نفيسة وقد تيقنوا أن مشي ابنتهم كان ببركة دعائها وأسلموا بأجمعهم على يديها فاشتهر ذلك بمصر.

توقف النيل عن الزيادة:
وعرف أنه من بركاتها وتوقف النيل عن الزيادة في زمنها فحضر الناس إليها وشكوا إليها ما حصل من توقف النيل فدفعت قناعها إليهم وقالت لهم ألقوه في النيل فألقوه فيه فزاد حتى بلغ الله به المنافع.

إطلاق الأسير:
أسر ابنٌ لامرأة ذمّية في بلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء أن يردّ اللّه ابنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمّية إلاّ بابنها وقد هجم عليها دارها فسألته عن خبره فقال‏:‏ يا أمّاه لم أشعر إلاّ ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجليَّ وقائل يقول‏:‏ أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن‏.‏ فوالذي يُحلَفُ به يا أمّاه لقد كُسر قيدي وما شعرت بنفسي إلاّ وأنا واقف بباب هذه الدار‏.‏ فلما أصبحت الذمّية أتت إلى السيدة نفيسة وقصت عليها الخبر وأسلمت هي وابنها وحسن إسلامهما‏.‏

العجوز وغزلها:

حكى ابن الزيات في "الكواكب السيارة" أنّ من غريب مناقب السيدة نفيسة بنت الحسن أنّ امرأة عجوز لها أربعة بنات كنّ يتقوتن من غزلهن من الجمعة إلى الجمعة، فأخذت أمهن الغزل لتبيعه وتشتري بنصفه كتانا، ونصفه ما يتقون به على جاري العادة، ولفّت الغزل في خرقة حمراء، ومضت نحو السوق فلما كانت في بعض الطريق إذا بطائر انقضّ عليها وخطف رزمة الغزل ثم ارتفع في الهواء، فلما رأت العجوز ذلك سقطت على الأرض مغشية عليها، فلما أفاقت قالت كيف أصنع بأيتامى قد أهلكهم الفقر والجوع، فبكت فاجتمع الناس عليها وسألوها عن شأنها، فأخبرتهم بالقصة، فدلوها على السيدة نفيسة وقالوا لها اسأليها الدعاء، فإنّ الله سبحانه وتعالى يزيل ما بك، فلما جاءت إلى باب السيدة نفيسة أخبرتها بما جرى لها مع الطائر وسألتها الدعاء، فرحمتها السيدة نفيسة وقالت: "اللهم يا من علا فاقتدر، وملك فقهر، أجبر من أمّنك هذه ما انكسر، فإنهم خلقك وعيالك، وأنت على كل شيء قدير"، ثم قالت اقعدي إنّ الله على كل شيء قدير.
فقعدت المرأة تنتظر الفرج وفي قلبها من جوع أولادها حرج، فلما كان بعد ساعة يسيرة إذا بجماعة قد أقبلوا وسألوا عن السيدة نفيسة وقالوا إن لنا أمرا عجيبا، نحن قوم مسافرون لنا مدة في البحر، ونحن بحمد الله سالمون، فلما وصلنا إلى قرب بلدكم انفتحت المركب التي نحن فيها، ودخل الماء وأشرفنا على الغرق وجعلنا فسد الخرق الذي انفتح، فلم نقدر على سده، وإذا بطائر ألقى علينا خرقة حمراء فيها غزل فسدت الفتح -بإذن الله تعالى- وجئنا بخمسمائة دينارا شكرا على السلامة، فعند ذلك بكت السيدة نفيسة وقالت: "إلهي وسيدي ومولاي ما أرحمك وألطفك بعبادك"، ثم طلبت العجوز صاحبة الغزل وقالت لها بكم تبيعين غزلك، فقالت بعشرين درهما، فناولتها ذلك، فأخذتهم وجاءت إلى أولادها فأخبرتهم بما جرى، فتركن الغزل وجئنا إلى خدمة السيدة نفيسة وقبّلن يدها وتبرّكن بها.

من الكرامات التي ظهرت بعد وفاتها:
قال بعض المؤرخين: كان رجل بمصر يسمّى عفان بن سليمان المصرى، قد وجد فى داره مالا مدفونا، فصار عفّان هذا يتصدّق من المال على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام -كما سيأتي في ترجمة المذكور في آخر الكتاب- وأمعن في الصدقة حتى كان لا ينام كل ليلة حتى يطعم خمسمائة بيت من أهل مصر، وكان يلقى الحاج في كل عام من العقبة، ويحمل المنقطع [منهم]، واشترى أحمد بن سهل بن أحمد أمير مصر ألف حمل برّ، فاشتراها عفّان منه، فلما كان بعد أيام قلائل وقع غلاء بمصر، فزاد ثمن البرّ أضعافا، فقال البائع الأول: تبيعني هذا الذي اشتريته بهذا السعر الآن. فقال له عفّان: لا أفعل ذلك. ثم خرج عفان من داره وجلس على الباب، فجاء إليه الناس وقالوا: انظر ما الناس فيه ومهما طلبت فى البرّ الذي عندك من ثمن أعطيناك. فقال لهم: لا والله، إنما أدّخر الثمن عند الله تعالى. وفرّق ذلك على الفقراء والأرامل، فبلغ ذلك «تكين».

المصادر:
1- أعلام النساء المؤمنات: محمد الحسون وأم علي مشكور. ط1، دار الأسوة للطباعة والنشر، إيران.
2- الشيعة في مصر من الإمام علي(ع) حتى الإمام الخميني(قده): صالح الورداني.

التعليقات (0)

اترك تعليق