مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

في ظهور آياتها في غليان القدر بغير نار

في ظهور آياتها في غليان القدر بغير نار

عن زاذان، عن سلمان رضي الله عنه، قال: أتيت ذات يوم منزل فاطمة عليها السلام فوجدتها نائمة قد تغطت بالعباءة، ونظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي بغير نار، فانصرفت مبادراً إلى رسول الله(ص)، فلما بصر بي ضحك، ثم قال: "يا أبا عبد الله، أعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمة؟" قلت: نعم، يا رسول الله.
فقال رسول الله (ص): "أتعجب من أمر الله، إن الله تبارك وتعالى علم ضعف ابنتي فاطمة، فأيدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد استقرض من يهودي، شيئا، فاسترهنه فدفع إليه ملاءة فاطمة عليها السلام، وكانت من الصوف، فأدخلها اليهودي داره، فوضعها في بيت، فلما كان الليل دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة لشغل، فرأت نوراً ساطعا في البيت فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بما رأت في ذلك البيت، فتعجب زوجها، وقد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة عليها السلام، فنهض مسرعا، فدخل البيت فإذا ضياء الملاءة، منتشرة وشعاعها، كأنها تشتعل من بدر منير، يلمع من قريب، فتعجب من ذلك فأمعن النظر في موضع الملاءة، فعلم أن النور من ملاءة فاطمة عليها السلام، فخرج اليهودي إلى قرابته، وزوجته إلى قرابتها(1)، واستحضرهم الدار، فاجتمع ثمانون من اليهود، فرأوا ذلك فأسلموا.
 
الهامش:
1- في ر، ك: أقرانها 

المصدر: الثاقب في المناقب: ابن حمزة الطوسي. ط2، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر - قم المقدسة، 1412.

التعليقات (0)

اترك تعليق