مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

في بيان ظهور آياتها مع القدر والنار

في بيان ظهور آياتها مع القدر والنار

عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: سألني الحجاج بن يوسف عن حديث عائشة، وحديث القدر التي رأت فاطمة بنت رسول الله(ص) وهي تحركها بيدها، قلت: نعم، أصلح الله الأمير، دخلت عائشة على فاطمة عليها السلام وهي تعمل للحسن والحسين عليهما السلام حريرة بدقيق ولبن وشحم، في قدر، والقدر على النار يغلي (وفاطمة صلوات الله عليها) (1) تحرك ما في القدر بإصبعها، والقدر على النار يبقبق(2)، فخرجت عائشة فزعة مذعورة، حتى دخلت على أبيها، فقالت: يا أبه، إني رأيت من فاطمة الزهراء أمراً عجيباً رأيتها وهي تعمل في القدر، والقدر على النار يغلي، وهي تحرك ما في القدر بيدها! فقال لها: يا بنية، اكتمي، فإن هذا أمر عظيم. فبلغ رسول الله(ص)، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الناس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنار، والذي بعثني بالرسالة واصطفاني بالنبوة، لقد حرم الله تعالى النار على لحم فاطمة ودمها وشعرها وعصبها، وفطم من النار ذريتها وشيعتها، إن من نسل فاطمة من تطيعه النار والشمس والقمر والنجوم والجبال، وتضرب الجن بين يديه بالسيف، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها، وتسلم إليه الأرض كنوزها، وتنزل عليه من السماء بركات ما فيها، الويل لمن شك في فضل فاطمة، لعن الله من يبغض بعلها ولم يرض بإمامة ولدها، إن لفاطمة يوم القيامة موقفاً، ولشيعتها موقفاً، وإن فاطمة تدعى فتلبي(3)، وتشفع فتشفع على رغم كل راغم".
 

الهوامش:
1- في راء وهي.
2- البقبقة: حكاية صوت القدر في غليانه "تاج العروس -بق- 6: 297".
3- مناقب ابن شهرآشوب 3: 339، باختصار، عنه معالم الزلفى: 406، عنه مدينة المعاجز: 54/ 109.




المصدر:  الثاقب في المناقب: ابن حمزة الطوسي. ط2، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر - قم المقدسة، 1412.

التعليقات (0)

اترك تعليق