المرأة التي كُشف عن بصرها
نقل هذه الحكاية العلامة النوري رحمه الله (1254 _ 1320هـ) في كتابه (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)، قائلاً:
... قد ظهر في هذهِ الأيام كرامة باهرة من المهدي عليه السلام في متعلّقات الدولة العلية العثمانية المقيمين (كذا) في المشهد الشريف الغروي، وصارت في الظهور والشيوع كالشمس في رابعة النهار، ونحن نتبرّك بذكرها بالسند الصحيح العالي: حدّث جناب الفاضل الرشيد السيد محمّد سعيد أفندي الخطيب فيما كتبه بخطّه:
كرامة لآل الرسول عليه وعليهم الصلاة والسلام ينبغي بيانها لإخواننا أهل الإسلام، وهي:
أن امرأة اسمها ملكة بنت عبد الرحمن زوجة ملا أمين المعاون لنا في المكتب الحميدي الكائن في النجف الأشرف، ففي الليلة الثانية من شهر ربيع الأوّل من هذه السنة أيّ سنة (1317 هـ) ليلة الثلاثاء صار معها صداع شديد، فلما أصبح الصباح فقدت ضياء عينيها فلم ترَ شيئاً قط فأخبروني بذلك، فقلت لزوجها المذكور: اذهب بها ليلاً إلى روضة حضرة المرتضى عليه من الله تعالى الرضا، لتستشفع به وتجعلهُ واسطة بينها وبين الله لعل الله سبحانه وتعالى أن يشفيها، فلم تذهب في تلك الليلة _يعني ليلة الأربعاء_ لانزعاجها مما هي فيه، فنامت بعض تلك الليلة، فرأت في منامها أن زوجها المذكور وامرأة اسمها زينب كأنهما مضيا معها لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام ، فكأنهم رأوا في طريقهم مسجداً عظيماً مشحوناً من الجماعة، فدخلوا فيه لينظروه، فسمعت المصابة رجلاً يقول من بين الجماعة: لا تخافي أيتها المرأة التي فقدت عينيها إن شاء الله تشفيان فقالت: من أنت بارك الله فيك؟ فأجابها: أنا المهدي، فاستيقظت فرحة فلما صار الصباح يعني يوم الأربعاء ذهبت ومعها نساء كثيرات إلى مقام سيدنا المهدي خارج البلد فدخلت وحدها وأخذت بالبكاء والعويل والتضرع فغشي عليها من ذلك، فرأت في غشيتها رجُلين جليلين، الأكبر منهما متقدم والآخر الشاب خلفه، فخاطبها الأكبر بأن لا تخافي، فقالت لهُ: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب، وهذا الذي خلفي ولدي المهدي رضي الله عنهما، ثمّ أمر الأكبر المشار إليه امرأة هناك وقال: قومي يا خديجة وامسحي على عيني هذه المسكينة، فجاءت ومسحت عليهما، فانتبهتُ وأنا أرى وأنظر أحسن من الأوّل والنساء يهلهلن فوق رأسي، فجاءت النساء بها بالصلوات والفرح وذهبن بها إلى زيارة حضرت المرتضى كرم الله تعالى وجهه، وعيناها الآن ولله الحمد أحسن من الأوّل، وما ذكرناه لمن أشرنا إليهما قليل، إذ يقع أكبر منهُ لخدّامهما من الصالحين بإذن المولى الجليل، فكيف بأعيان آل سيد المرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام إلى يوم الدين، أماتنا الله على حبهم، آمين، آمين.
المصدر: www.al-shia.org
اترك تعليق