مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كرامات السيدة نرجس عليها‌السلام

كرامات السيدة نرجس عليها‌السلام أم الإمام المهدي(عج)

لأُم الإمام المهدي عليه‌السلام كرامات كثيرة وفضائل شتّى، حيث كانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وكانت من الورعات التقيّات والصالحات العابدات القانتات، وكانت في غاية العلم والفقاهة والتبحّر في أحكام الدين، وللإحاطة في عظمة وكنه هذه المخدّرة الجليلة ينبغي الرجوع إلى بعض الفقرات الواردة في زيارتها حتّى تتجلّى مواصفاتها الرائعة والعالية، وكيف استودعها ربّ العزّة والجلال لتكون مأوىً للإمام المهدي عليه‌السلام:
«السلام على والدة الإمام، والمودعة أسرار الملك العلاّم، والحاملة لأشرف الأنام، السلام عليكِ أيتها الصدّيقة المرضيّة، السلام عليكِ يا شبيهة أُم موسى، وابنة حواريّ عيسى، السلام عليكِ أيتها المنعوتة في الإنجيل، المخطوبة من روح اللّه الأمين، ومن رغب في وصلتها محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد المرسلين، والمستودعة أسرار ربّ العالمين، السلام عليكِ وعلى آبائكِ الحواريين، السلام عليكِ وعلى بعلك وولدكِ، السلام عليكِ وعلى روحكِ وبدنكِ الطاهر... »(1).
على أن في زيارتها تلك مقاطع رائعة تكشف عن عظمة هذه المرأة وسمّوها، وها نحن نذكر بعضاً من تلك المقاطع:
«أشهد أنك أحسنت الكفالة، وأدّيت الأمانة، واجتهدت في مرضاة اللّه، وصبرت في مرضاة اللّه، وحفظت سرّ اللّه، وحملت ولي اللّه، وبالغت في حفظ حجّة اللّه، ورغبت في وصلة أبناء رسول اللّه؛ عارفة بحقّهم مؤمنة بصدقهم، معترفة بمنزلتهم، مستبصرةً بأمرهم، مشفقة عليهم، مؤثرة هواهم، وأشهد أنكِ مضيت على بصيرة من أمركِ، مقتدية بالصالحين، راضية مرضية، نقية زكية، فرضي اللّه عنك وأرضاكِ ، وجعل الجنّة منزلكِ ومأواكِ، فلقد أولاك من الخيرات ما أولاك، وأعطاك من الشرف ما به أغناك، فهنّاك اللّه بما منحك من الكرامة وأمراك»(2).
لقد أحاطتها رعاية اللّه عزّوجلّ من قبل وصولها إلى أهل البيت عليهم‌السلام، ورافقتها العناية الإلهية بحملها الإمام المهدي عليه‌السلام في روايات كثيرة لا حاجة إلى تتبّعها، ولو لم يكن من فضلها إلاّ أنها أُم خاتم الأئمّة عليهم‌السلام ومهدي هذه الأُمة لكفى.
لقد شاءت الإرادة الإلهية لهذه السيدة الجليلة أن تكون أُمّاً لخاتم الأوصياء (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) وفقاً لعدّة مقوّمات، تستفاد من الروايات الواردة في طريقة وصولها إلى بيت الإمام عليه‌السلام منها:
أوّلاً: تمكّنها من اللغة العربية بطلاقة (كما هو معلوم من الخبر).
ثانياً: امتناعها من السفور وتحاشي يد اللامس!
ثالثاً: رفضها أي مشترٍ يتقدّم لشرائها، وإصرارها على بائعها في تعيين مشتريها وأن يتمّ بموافقتها، معلّلةً ذلك بأنها تريد الذي يسكن إليه قلبها.
رابعاً: إنها عليها‌السلام رغبت رغبة شديدة بالإمام العسكري عليه‌السلام، وبكت بكاءً شديداً عليه، بل وهدّدت بالانتحار إذا لم يبعها منه!


الهوامش:
(1) مفاتيح الجنان/ عباس القمي: ٥١٨، زيارة أُم القائم عليه‌السلام الواردة عن السيد ابن طاووس رحمه‌الله.
(2) مفاتيح الجنان/ عباس القمي: ٥١٨، زيارة أُم القائم عليه‌السلام.

المصدر: من كتاب أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ: عبد العزيز كاظم البهادلي، مركز الرسالة.

التعليقات (0)

اترك تعليق