مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الإمام المهدي(عج) له أُسوة بجدته الزهراء (عليها السلام)

الإمام المهدي(عج) له أُسوة بجدته الزهراء (عليها السلام)

إنَّ من أهمّ أنظمة الحياة التربوية هو نظام الأُسوة والقدوة الحسنة، وهو نظام دعا له القرآن الكريم بقوله عزَّ من قائل: ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب: ٢١)، وقال تعالى: ﴿قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ (الممتحنة: ٤).
والإمام المهدي (عليه السلام) اتَّخذ من جدَّته الطاهرة الزهراء (عليها السلام) أُسوة حسنة، فقد ورد في أحد توقيعاته (عليه السلام): «وفي ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لي أُسوة حسنة»(1).


فما هو وجه التأسّي بها (عليها السلام)؟
إنَّ التأسّي بها (عليها السلام) من عدَّة وجوه:
الأوَّل: أنَّها (عليها السلام) قد غُصِبَ حقُّها وإرثها في حياتها، والإمام المهدي (عليه السلام) كذلك، غُصِبَت حقوقه، وقُسِّم إرثه في حياته.
عن أحمد بن إبراهيم، قال: دخلت على حكيمة بنت محمّد بن عليٍّ الرضا (عليهما السلام) سنة اثنتين وستّين ومائتين، فكلَّمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها، فسمَّت لي مَنْ تأتمُّ بهم، قالت: فلان ابن الحسن، فسمَّته.
فقلت لها: جعلني الله فداكِ، معاينةً أو خبراً؟
فقالت: خبراً عن أبي محمّد (عليه السلام) كتب به إلى أُمِّه،
قلت لها: فأين الولد؟
قالت: مستور،
فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟
قالت: إلى الجدَّة أُمّ أبي محمّد (عليه السلام)،
فقلت: (أقتدي) بمن وصيَّته إلى امرأة.
فقالت: اقتدِ بالحسين بن عليٍّ (عليهما السلام) أوصى إلى أُخته زينب بنت عليٍّ (عليه السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج من عليِّ بن الحسين (عليهما السلام) من علم يُنسَب إلى زينب ستراً على عليِّ بن الحسين (عليهما السلام).
ثمّ قالت: إنَّكم قوم أصحاب أخبار أمَا رويتم أنَّ التاسع من ولد الحسين (عليه السلام) يُقسَّم ميراثه وهو في الحياة(2).

الثاني: أنَّها (عليها السلام) لم تتَّق من الأعداء عندما طالبت بحقِّها، فوقفت أمام السلطات العاتية، وفي مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لتطالب بحقوها ولتكشف أباطل المبطلين من دون أيَّة تقيَّة.
وكذلك الإمام المهدي (عليه السلام) سيطالب بالحقِّ ويُطبِّقه عندما يأذن الله تعالى من دون أيَّة تقيَّة، بل سترتفع التقيَّة في زمن ظهوره حتَّى عن الشيعة.

الثالث: أنَّها المدافعة عن الولاية وإمام زمانها في زمن قلَّ فيه الناصر، وهي التي أبرزت هذه العقيدة الإيمانية أمام الملأ.
والإمام المهدي (عليه السلام) سيكشف للناس هذه الحقيقة الإيمانية، وستكون الدولة إسلاميَّة محمّدية علوية لا غير.









الهوامش:
1- الغيبة للطوسي: ٢٨٦/ ح ٢٤٥.
2- الغيبة للطوسي: ٢٣٠/ ح ١٩٦.



المصدر: على ضفاف الانتظار، الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي، تقديم: مركز القمر للإعلام الرقمي، الطبعة الأُولى: ١٤٣٨هـ.








التعليقات (0)

اترك تعليق