مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(2): الإطار المذهبيّ

فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(2): الإطار المذهبيّ

حين تنطلق الزهراء(ع) لتبيان الهيكل العام للمذهب الإسلامي في المشاكل الفردية والإجتماعية إنّما تنطلق لاستعراضه بصفته حقيقة متفقاً عليها ولذا راحت ترسم هذا التّشريع تأصيلاً لهذه المفاهيم وتثبيتاً لأُطرها، وهذه الحقيقة تجعلنا نكون أكثر وثوقاً من أنّ الأُمّة الإسلامية في مطلع تاريخها كانت تفهم الإسلام بصفته رسالة كبرى تقوم على فلسفة للكون والحياة ودستور للإجتماع والإقتصاد وطريقة في الحكم والسّياسة ومنهج للعمل والتفكير ومبدأ ثابت تبتني عليه الحياة الإنسانية للفرد والأُسرة والمجتمع والدّولة، أما الفصام النّكد الذي وجد اليوم في ذهنيّة أكثر أبناء الأُمّة الإسلامية بين الدّين والحياة فإنّما هو بدعة غربية ومؤامرة صليبية ستنجلي ظلمتها بعد حين «ويأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون»(1).
لأنّ تباشير الوعي لهذه الحقيقة -حقيقة هذا الدّين وهذه الرسالة الخاتمة- لاحت في الأُفق وراح كثير من شباب أُمتنا الإسلامية يعون الإسلام كمذهب اجتماعي وكيان تشريعي ضخم امتدّ إلى جميع مجالات الحياة، ولوّنها بصبغة خاصة بعيدة عن الصّفة الترابية التي اصطبغت بها المذاهب الوضعية الجائرة عن الفطرة، ونحن حين نبحث في حياة الزّهراء -بل تراثها الإسلامي العظيم- إنما نقدّم بذلك دليلاً عمليّاً لمن يجهل حقيقة الإسلام ليتّضح له بصفته ديناً وتشريعاً عقيدة ومنهجاً ونظاماً.


الهامش:
1- سورة التوبة، آية: 22.
 
المصدر: الزّهَراء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله: الشهيد عبد الزهراء عثمان محمد (الكتابُ الذي أحرز الجائزة الثانية في مُباراة التأليف عن حياة الصديقة الزهراء عليها السلام).

التعليقات (0)

اترك تعليق