
فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(3): الصّبر معونة على استيجاب الأجر
الصّبر معونة على استيجاب الأجر:
وتكشف لنا الزهراء(ع) حقيقة كبرى تتجسّد على يديها كلّ الآمال، وكلُّ الأهداف التي رسمتها الرسالة الإسلامية لهذا الإنسان تلك الحقيقة هي: الإرادة والإقدام على تحقيق متطلّبات الشرع، فبغير الإرادة والصّبر في العمل لا يمكن لإنسان أن يحقّق مطالب الرسالة الإسلامية.
إذاً، فالصّبر -في منطق الرسالة-: الجسر المعقود بين الواقع النّظريّ للشّريعة والواقع العملي لها، حيث تتجسّد الأفكار على يديه واقعاً محسوساً يبرز في فكر الفرد وسلوكه وكافة ألوان نشاطه، وقد يصبح الأمر من القضايا البديهيّة المسلم بها إذا قلنا: أنّ الصبر المرادف للإقدام ومواصلة العمل والإستمرار في بذل الجهد من أجل تطبيق معالم الشّريعة الإسلامية قد جعله الإسلام على لسان دستوره الخالد ركناً أساسيّاً من أركان المجتمع الذي يقف تحت راية التّوحيد المقدّسة كما جاء ذلك في قوله سبحانه: «والعصر إنّ الانسان لفي خسر الاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر...».
والصبر -في منطق الحضارة الإسلامية- يلتزم جانبين في حياة المجتمع المسلم والفرد المسلم، فهو صبر على الطاعة، وصبر على المعصية.
ولما كان الإسلام أساساً لا ينهض إلاّ على هذين المفهومين الكبيرين في تحديد معالم تشريعه، إذاً، فقد أصبح للصّبر -بشطريه الإيجابي والسلبيّ من واقع الشّريعة الإسلامية- عظيم الأثر في تحقيق أهداف الرسالة كعامل مساعد أو كعنصر يدخل في إطار كلّ الفعّاليّات التي ينهض الفرد أو المجتمع المسلم بأعبائها.
وحين يملك الصّبر هذا المقام الرّفيع في التّشريع الإسلامي، فقد أصبحنا أكثر إحاطة بالغاية التي دفعت الزهراء(ع) لتعطي هذا المفهوم: هذا الجانب الكبير من الإهتمام، حيث ضربت على الوتر الحسّاس من المسألة بإعلانها: أنّ الصّبر معونة على استيجاب الأجر، أجل فهو عنصر مساعد فعّال يجعل المرء المسلم أكثر قدرة على كسب الأجر والرّضوان.
المصدر: الزّهَراء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله: الشهيد عبد الزهراء عثمان محمد (الكتابُ الذي أحرز الجائزة الثانية في مُباراة التأليف عن حياة الصديقة الزهراء عليها السلام).
اترك تعليق