مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(10): النّهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس

فلسفة الإسلام في منطق الزهراء(10): النّهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس

النّهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس:
واحتساء الخمر عادةٌ جاهلية، أعلن منهج الله سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه وكتبه منع تعاطيها بأيّ شكل من الأشكال، والإسلام -وهو الحلقة الخاتمة من حلقات الرّسالة الإلهية المباركة للنّوع الإنساني- قد أعلن هذه الحقيقة، فحمل دستوره الخالد بنداً تشريعيّاً ينص على اعتبار شرب الخمر أمراً محظوراً على النّوع الإنساني.
وحين يعلن الإسلام رأيه الحاسم في الخمر ، فإنّما استهدف بذلك أن يحجب مجتمعه المبارك عن كثير من ألوان السُّلوك الشّاذ الذي يتمخّض عن احتساء الخمر: من ذهاب للعقل والشُّعور، وانهيار للأعصاب، وذهاب للمال، ووقوع للعداوة والبغضاء بين جماعة المحتسين للخمر.
والإسلام -وهو منهج الله سبحانه- ليس في منطقه أمر محظور سوى ما يجلب الضّرر للإنسان، فرداً كان أم جماعة وسواءً أكان الضرر عقليّاً أم جسميّاً أم اجتماعيّاً، ولما كان الخمر يجرُّ إلى كثير من المشكلات كالعداوة بين الناس أو اذهاب للمال دون مبرر أو غير ذلك، فقد حكم الإسلام بتحريمه تحريماً قاطعاً على لسان كتابه المجيد: «... إنّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عمل الشّيطان فاجتبوه لعلّكم تُفلحون * إنّما يُريدُ الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن الصّلاة، فهل أنتم مُنتهون»(1).
فتحريمه كان بسبب ما يجرُّه من قبائح الأعمال التي تمثّل سلوكاً شيطانيّاً لا يقرُّه منطق منهج الله تعالى.
والزهراء(ع) ترسم بهذه العبارة الرائعة فلسفة تحريم الخمر حين تقول: إنّ تحريمه بمثابة تنزيه وتخليص للإنسان عن كلّ عواقبه الوخيمة التي تمثّل نشاطاً جاهليّاً وعملاً شيطانيّاً نجساً لا يرتضيه منطق الإسلام الحنيف الذي يتماشى مع الفطرة، ويوائم المصلحة.
____________
(1) سورة المائدة، الآيات: 90 ـ 91.


المصدر: الزّهَراء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله: الشهيد عبد الزهراء عثمان محمد (الكتابُ الذي أحرز الجائزة الثانية في مُباراة التأليف عن حياة الصديقة الزهراء عليها السلام).

التعليقات (0)

اترك تعليق