مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

يا مهجتي..

يا مهجتي.. بقلم زوجة الشهيد عباس مكي

ولما بسطنا للوداع جفون العيون...
وقفنا على باب منزلنا بصبر وشجون...
نجدد العهد سويا..
إنا على العهد سائرون...
نحكي شذا أيامنا..
وبلسم الآلام النازف من الجفون...
ما إن نسجنا خيوط كتابنا بعشق وجنون...
حتى طويتَ صفحة النهاية ومضيتَ بركب أولئك المقربين..
فقد طال الانتظار واقترب الموعد الميمون..
فكلمات كتابنا..
هجرت صفحات أيامنا..
وصدى ذكرياتنا..
تنشد ألحان ليالينا..
فحان موعد الرحيل..
آه.. وأي رحيل؟!...
يا عريسي..
عقدنا القران بكلمات رسمناها لوحة سرمدية..
وتركت أجمل الذكريات..
التي لم تغد أحلاما وردية..
فرحلت مسرعا لنشوة اللقاء وزغاريد ملائكية...
يا عريس الفوارس والشهداء..
يا من صلاتك أنارت سراج الليل في عتمة الظلماء..
يا من بسجودك عبرت الصراط فكنت من اﻷتقياء..
يا من هجرت الدنيا فروحك سكنت في علياء السماء..
يا من ارتقيت في جوف الليل إلى ما فوق الارتقاء...
يا من اخترق صمتك أشرعة الجور كالسيف على الأعداء...
يا من البندقية آنست روحك كالحسين في كربلاء...
يا من عشقت الشهادة فكتبت بدمك فداك سيد الشهداء...
يا من اختلط دمك بتراب احتضن دمعة زينب حزنا وبكاء...
يا من لبيت الفجر خاشعا فاستقبلتك فاطمة الزهراء(ع)...
هنيئا لك..
يا عريس الشهداء...
يا عريسا في جنان الخلد..
فداك روحي ونفسي..
مهدي...
ستظل روحك تسكن روحي وتؤنسني..
وبريق عينيك يلمع في خاطري ووجداني...
وبسمتك الدافئة في قلبي طيلة عمري...
فيا مهجتي وحبي وكل التماسي ....
 
المصدر: إرث الشهادة.

مهداة إلى روح الشهيد مهدي نزيه عباس
بقلم إيمان مكي عباس

التعليقات (0)

اترك تعليق