تقول أمّه: لقد كان كلامه ونقاشه دائماً حول القضايا الإسلامية، لا فقط معنا بل حتى مع الناس، فإن قلت له اذهب وابتاع النفط؟ يقول: إن شبابنا يقاتلون في الجبهات في الشتاء القارس، وأنت يا أمّاه تقولي اذهب وابتاع النفط. وكذا كان شأنه في المدرسة أيضاً.
وتقول أمّه أيضاً: عندما كنت أناديه بصوت عال، لم يكن يجيبني. ثم بعد قليل يجيبني: نعم. أقول له: حسين، هل معلوم أين أنت؟ يقول: إنني واقف على قبري. أقول: وهل قبرك في المطبخ أو الغرفة؟ قال: كلا، إن قبري في جنة الزهراء، القطعة 22، الصف 11. وكلما ذهب إلى جنة الزهراء جاء إلى المنزل وقال لنا ذلك. قلت له ذات مرة. حسين خذني معك مرة فإنني أحب كثيراً أن أذهب إلى جنة الزهراء. قال لي: أمّه، سوف تذهبين كثيراً إلى جنة الزهراء حتى تملّي وتقولي كفى.
نعم ليس غريباً علينا أن يخبر هذا الطفل الذي لم يبلغ التكليف، ليس فقط عن استشهاده بل حتى عن موضع قبره حيث دفن في الموضع الذي ذكره، وليس عجيباً أن يقول الإمام الراحل الذي لا يعرف المجاملة، في حقه إنه قائدنا وإنه يفوق المئات من ألسنتنا وأقلامنا فضلاً.
اترك تعليق