مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ربيب القرآن.. أمي ما معنى هذه الآية؟

ربيب القرآن.. أمي ما معنى هذه الآية؟ والدة السيد القائد علي الخامنئي(دام ظله)

كان المشهد مألوفاً، غرفة بسيطة الأثاث، وعلى بساطها أمٌّ تحنو على أطفالها ليلاً، تضيء سراج عطفها، تقرأ لهم على ضوئه آيات من القرآن بصوت شجي، وبعربية لا يتخيّل أحدٌ أنها صادرة عن لسان فارسي!
تتوقد عينا أحد أطفالها في الظلام الخفيف وقد كان الأكثر انتباهاً بين إخوته فيسأل أمه: أمي ما معنى هذه الآية؟
تنظر الأم في عيني ولدها، الذي تتوقع له أن يكون عالماً بالقرآن.. تغوص فيهما إلى البعيد.. إلى عمق تفكيره، ثم تجيب: هذه الآيات، يا ولدي، تحكي قصّة نبيّ الله موسى مع الخضر.
هناك، لم يعد الصبي ليقبل بالتوقف.. أخذ يرشق أسئلته كأنه يلتهم حبّات عنب باردة في حرّ الصيف: من هو الخضر؟ هل صحيح أنه لا زال حيّاً إلى الآن؟ ماذا علّم النبيّ موسى؟ لماذا خرق السفينة؟ وهل يحق له ذلك؟!
هذا، والأم تنظر إليه بعيون قلبها المبتهج.. توقفه بحركة من يدها.. تضحك في وجهه المحمرّ خجلاً من كثرة الأسئلة، ثم تبدأ بسرد القصة.

عندما انتهت القصّة، كان الجميع قد غرق في نوم عميق، إلا علياً فقد بقي مستيقظاً حتى النهاية.. هناك، طبع على وجنة أمّه قبلة.. واستلقى على فراشه متدثراً بغطائه الموشى بخيوط ملوّنة.. إلا أن النوم لم يلامس جفنيه، فقصص القرآن كثيرة المعاني.. وهو بعقله الطفولي يفهم شيئاً وتغيب عنه أشياء، ويخجل من سؤال أمه عن كل شيء!
..وتكمل الأم لوحدها قراءة الآيات، منتظرة عودة زوجها "العالم" من أحد دروسه الليلية. وبين الفينة والأخرى تلقي بنظرها على الأولاد، خاصّة على علي الذي كان لا يزال مستيقظاً، شارداً في سقف الغرفة. تسأل نفسها: بماذا يفكّر كثير الأسئلة هذا؟! الظاهر أنه يفكر بالآيات التي قرأتها عليه. وتخرج لملاقاة زوجها العائد دون أن تدري بأن ابنها سيرتقي يوماً ببركة القرآن والأنس به إلى مصاف القادة الأولياء العظام.


المصدر: كتاب القائد، شبكة جمعية المعارف الإسلاميّة.

التعليقات (0)

اترك تعليق