من رحم المعاناة يولد القادة الرجال
يتذكر سماحته تلك الفترة ويقول:
"لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة، خصوصاً أنها كانت ملازمة لأيام الحرب.. كان وضعنا المادي بصورة لم نكن نتمكّن معها من أكل خبز الحنطة، فكنّا عادة نأكل خبز الشعير.
إنني أتذكر بعض ليالي طفولتي، حيث لم يكن في البيت شيء لنأكله، كانت والدتي تأخذ النقود التي كانت تعطينا إياها جدتي أحياناً، لي أو لأحد إخواني أو أخوتي، وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز.
ولم يكن لباسنا أفضل من ذلك، فقد كانت والدتي تخيط لنا من ملابس والدي القديمة شيئاً عجيباً غريباً. كان لباساً طويلاً يصل إلى أسفل الركبة يحتوي على عدة وصلات. طبعاً يجب أن يقال إن والدي لم يكن يغير ملابسه بهذه السرعة، وعلى سبيل المثال بقي أحد ملابسه بلا تغيير لمدة أربعين عاماً.
وكانت مساحة بيتنا، الذي ولدت وقضيت فيه سنواتي الخمس الأولى، ما بين 60 و 70 متراً مربعاً في حي فقير بمشهد. وكان عبارة عن غرفة واحدةوسرداب ضيّق مظلم. وعندما كان يحلّ علينا ضيف بما أن والدي كان عالماً ومرجعاً لشؤون الناس فكان عنده دائماً ضيوف كان علينا أن نذهب حتى يرحل الضيف، فيما بعد اشترى بعض المحبين لوالدي قطعة أرضٍ بجوارنا و ألحقها ببيتنا ليصبح ثلاث غرف".
المصدر: كتاب القائد، شبكة المعارف الإسلامية.
اترك تعليق