من هي فاطمة الكبرى بنت الحسين عليه السلام؟
فاطمة الكبرى(1)
بنت الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليهم.
اُمها: اُم إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيمي(2).
وجلالة هذه العلويّة المخدّرة وعظم شأنها، أوضح من أن يحتاج إلى بيان، وإقامة دليل وبرهان.
فهي عالمة، محدّثة، مجاهدة، تركت أثراً لا يُمحى في التأريخ الإسلامي، وإليها وإلى غيرها من بنات أمير المؤمنين عليه السلام يرجع الفضل في نجاح ثورة الحسين عليه السلام ونهضته الدامية.
وما عسى الباحث، أو الكاتب أن يكتب عن حياة هذه العلويّة المخدّرة، التي قضَت عمرها الشريف المبارك في العلم والجهاد، ونحن إذ نترجم حياتها إنّما نمرّ على بعض الجوانب التي اطلّعنا عليها، ونكتب عنها بإيجاز خوفاً من الإطالة:
عبادتها:
لقد عُرف أهل البيت سلام الله عليهم بكثرة العبادة، وإنّما أخذوا ذلك من جدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يصلّي الليل ويصوم النهار حتى أنزل الله سبحانه وتعالى فيه: «طه*ما أنزلْنَا عليكَ القرآنَ لتَشقَى»(3)، وكذلك كان الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، يصلّون في اليوم ألف ركعة.
وفاطمة الكبرى شأنها شأن آبائها الصالحين كانت عابدة زاهدة، تصلّي الليل تصوم النهار، وكانت تسبّح بخيط معقود فيها، وممّا يدل على ذلك:
(1) قال الإمام الحسين عليه السلام فيها: «أمّا في الدين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار»(4).
(2) وقال الشيخ المفيد في الإرشاد: كانت فاطمة بنت الحسين عليه السلام تقوم الليل وتصوم النهار(5).
(3) وفي بعض المصادر: أنّها كانت تسبّح بخيوط معقود فيها(6).
(4) وقد ضربت على قبر زوجها فسطاطاً، كانت تصوم النهار وتقوم الليل، إلى سنة(7).
مع واقعة الطف:
خرجت فاطمة الكبرى مع أبي ها الحسين عليه السلام، وزوجها الحسن المثنى إلى الكوفة، بعد أن قدمت رُسل أهلها أن أقدم يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقد أينعت الثمار وو... وشاهدت سلام الله عليها كلّ ما جرى على أهل بيت العصمة عليهم السلام من قتل وسبي، وكانت ضمن السبايا اللواتي ساقهن ابن سعد إلى الكوفة.
وفي الكوفة عاصمة أهل البيت عليهم السلام، اُدخلت السبايا، بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونساء الحسين وجواريه وعيالات الأصحاب، وإذا بأهل الكوفة يتفرّجون على الحرائر، على ودائع خير الأنبياء، وكأن لم يحصل شيء، لم يقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعندها صاحت اُم كلثوم:
يا أهل الكوفة أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا إلى حرم النبيّ.
وبينما الناس ينظرون إليهم ويسألون عنهم، أومأت ابنة أمير المؤمنين عليه السلام وبطلة كربلاء زينت العقيلة إلى ذلك الجمع المتراكم، فهدأوا كأنّ على رؤوسهم الطير، وخطبت خطبتها المشهورة المعروفة.
ثم كان لفاطمة دورها، فبعد أن انتهت عمتها زينب عليهما السلام من خطبتها، وقفت فاطمة بقلب كلّه عزم وإيمان وثبات ويقين، وضمير صالح صادق، تخطب بأهل الكوفة، وتكشف فضائح الأمويين، وسنذكر خطبتها كاملة قريباً.
الهوامش:
1ـ انظر ترجمتها في: الاختصاص للمفيد: 233، إسعاف الراغبين: 21، أسنى المطالب: 45 و95، اُصول الكافي 1: 329 و 2: 187، الأعلام للزِركلي 5: 130، إعلام الورى: 251، أعلام النساء 4: 44، أعيان الشيعة 8: 387، الإرشاد: 197 و 253، الأغاني 18: 204، الإقبال: 427، أمالي الشيخ الطوسي 2: 189 و197، بحار الأنوار 8: 39، بطل فخ: 21، تأريخ الإسلام 134، تأريخ بغداد 11: 285، تأريخ الخميس 1: 300، تأريخ الطبري 6: 265، تأريخ اليعقوبي 2: 312 و370، تذكرة الخواص: 249، تنقيح المقال 3: 28، تهذيب التهذي 12: 469 رقم 2862، الجرح والتعديل 1: 585، الدر المنثور: 361، ذخائر العقبى: 121، رياحين الشريعة 3: 281، سِير أعلام النبلاء 3: 204، سنن ابن ماجة 1: 484، شذرات الذهب 1: 139، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 287 و 15: 267 و 279، صحيح البخاري 1: 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 8: 273 ، عمدة الطالب: 84 و 101، فاطمة بنت الحسين عليه السلام لعلي دخيّل، فاطمة بنت الحسين عليه السلام لمحمد هادي الأميني، الفصول المهمة: 100 و 155، الكاشف 3: 432، الكامل في التأريخ 4: 86، كشف الغمة في معرفة الأئمة 1: 135 و 147 و 552، كنز العمال 6: 220، الكنى والألقاب 2: 241، اللهوف: 180، مستدرك الصحيحين 3: 164، معاني الأخبار : 354، معجم رجال الحديث 23: 197، مثير الأحزان: 99، مقاتل الطالبيين: 180 و 202، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 2: 62، مجمع الزوائد 9: 272، مصباح الأنوار: 61، مناقب آل أبي طالب 4: 172، مَن لا يحضره الفقيه 4: 28 (المشيخة)، نور الأبصار في مناقب آل النبيّ المختار (ص): 204.
2 ـ انظر: رياحين الشريعة 3: 359، فاطمة بنت الحسين عليه السلام دخيل: 11.
3 ـ طه: 1 و2.
4 ـ الأغاني 18: 204، مقاتل الطالبيين: 180، عمدة الطالب: 84، الفصول المهمّة: 154، كشف الغمة 1: 172، إسعاف الراغبين: 210، الدر المنثور: 361، أدب الطف 1: 164.
5ـ الإرشاد: 197.
6 ـ الطبقات الكبرى 8: 474، السمط الثمين: 168.
7 ـ نفثة المصدور: 39.
المصدر: أعلام النساء المؤمنات، محمد الحسون وأم علي مشكور، انتشارات أسوة (التابعة لشؤون الحج والأوقاف والشؤون الخيرية)، الطبعة الأولى، 1411 هـ. ق، إيران.
اترك تعليق