مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رواية مؤثرة عن السيدة فاطمة بنت الحسين(ع) عن أحداث يوم عاشوراء

رواية مؤثرة عن السيدة فاطمة بنت الحسين(ع) عن أحداث يوم عاشوراء

في بعض كتب الأصحاب أنّ فاطمة الصغرى قالت:
كنت واقعة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه(1) مجزرين كالأضاحي على الرمال، والخيول على أجسادهم تجول، وأنا أفكر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية، أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه، وهن يلذن بعضهن ببعض، وقد أخذ ما عليهنّ من أخمرة وأسورة، وهن يصحن: وا جداه، وا أبتاه، وا علياه، وا قلة ناصراه، وا حسناه، أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟ قالت: فطار فؤادي، وارتعدت فرائصي، فجعلت أجيل بطرفي يمينا وشمالا على عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني.

فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني، ففررت منهزمة، وأنا أظن أني أسلم منه، وإذا(2) به قد تبعني، فذهبت خشية منه وإذا بكعب الرمح بين كتفي، فسقطت على وجهي، فخرم اذني وأخذ قرطي ومقنعتي، وترك الدماء تسيل على خدي، ورأسي تصهره الشمس، وولى راجعا إلى الخيم، وأنا مغشي علي، وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول:

قومي نمضي ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل، فقمت وقلت: يا عمتاه هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النظار؟

فقالت: يا بنتاه وعمتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة، ومتنها قد اسود من الضرب، فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد انتهبت وما فيها، وأخي علي بن الحسين عليهما السلام مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والاسقام، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا(3).


الهوامش:
(1)- في البحار وإحدى نسختي الأصل: وأصحابي.
(2)- وإذا أنا / خ.
(3)- البحار: 45/ 60.

 
المصدر: العوالم، الإمام الحسين(ع)، الشيخ عبد الله البحراني، إشراف السيد محمد باقر الموحد الأبطحي الاصفهاني، مدرسة الإمام المهدي(ع) بالحوزة العلمية، الطبعة الأولى المحققة، 1407 هـ- 1365 ش، قم المقدسة- إيران.

التعليقات (0)

اترك تعليق