مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مدح لأولاد وأحفاد الإمام الحسن عليه السلام وذلك في رواية ترويها فاطمة بنت الحسين(ع)

مدح لأولاد وأحفاد الإمام الحسن عليه السلام وذلك في رواية ترويها فاطمة بنت الحسين(ع)

رواية فاطمة بنت الحسين(ع) عن أبيها أنه يقتل من ولدها نفر بشط الفرات وفيه مدح للحسنيين (أولاد وأحفاد الإمام الحسن عليه السلام):

بإسنادنا إلى أبي العباس أحمد بن نصر بن سعد من كتاب الرجال مما خرج منه وعليه سماع الحسين بن علي بن الحسن وهو نسخة عتيقة بالفظه، قال: أخبرنا محمد بن عبد بن سعيد الكندي قال: هذا كتاب غالب بن عثمان الهمداني وقرأت فيه، أخبرني خلاد بن عمير الكندي مولى آل حجر بن عدي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: هل لكم علم بآل الحسن الذين خرج بهم مما قبلنا، وكان قد اتصل بنا عنهم خبر فلم تحب أن نبدأه به؟

فقلنا: نرجوا أن يعافيهم الله،

فقال: وأين هم من العافية؟ ثم بكا حتى علا صوته وبكينا، ثم قال حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام قالت:

سمعت أبي صلوات الله عليه يقول: يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون، وانه لم يبق من ولدها غيرهم(1).

أقول: وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم السلام، وانهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام والظفر بالسعادة والكرام.
وهذه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن يحيى بن عبد الله الذي سلم من الذين تخلفوا في الحبس من بني حسن فقال: حدثنا عبد الله بن فاطمة، عنها، عن أبيها، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:

يدفن من ولدي سبعة بشط الفرات لم يسبقهم الأولون ولم يدركهم الآخرون،

فقلت: نحن ثمانية،

فقال: هكذا سمعت، فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى وأصابوني وبي رمق وسقوني ماء أخرجوني فعشت(2).


 

• وقد علق العلامة الأميني على هذه الرواية في كتابه الغدير في عرض حديثه عن عبد الله بن الحسن (رض):

   أما عبد الله  المحض ابن الحسن المثنى فقد عده شيخ الشيعة أبو جعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، وزاد أبو داود الباقر عليه السلام ، وقال جمال الدين المهنا في (العمدة) 87: كان يشبه رسول الله، وكان شيخ بني هاشم في زمانه، يتولى صدقات أمير المؤمنين بعد أبيه الحسن.
والأحاديث في مدحه وذمه وإن تضاربت غير أن غاية نظر الشيعة فيها ما اختاره سيد الطائفة السيد ابن طاوس في إقباله ص 51 من صلاحه وحسن عقيدته وقبوله إمامة الصادق عليه السلام، وذكر من أصل صحيح كتابا للإمام الصادق وصف فيه عبد الله بالعبد الصالح ودعا له ولبني عمه بالأجر والسعادة، ثم قال: وهذا يدل على أن الجماعة المحمولين [يعني عبد الله وأصحابه الحسنيين] كانوا عند مولانا الصادق معذورين و ممدوحين ومظلومين وبحقه عارفين، وقد يوجد في الكتب: إنهم كانوا للصادقين عليهم السلام مفارقين. وذلك محتمل للتقية لئلا ينسب إظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين.
 ومما يدلك على أنهم كانوا عارفين بالحق وبه شاهدين ما رويناه (وقال بعد ذكر السند وإنهائه إلى الصادق): ثم بكا عليه السلام حتى علا صوته وبكينا ثم قال: حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه قال: يقتل منك أو يصاب نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يعدلهم الآخرون. ثم قال: أقول: وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم السلام وأنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام، والظفر بالسعادة والاكرام. ثم ذكر أحاديث تدل على حسن اعتقاد عبد الله بن الحسن ومن كان معه من الحسنيين فقال: أقول: فهل تراهم إلا عارفين بالهدى، وبالحق اليقين، ولله متقين؟ 




1 - عنه البحار 47: 302.  
2 - مقاتل الطالبيين: 193، عنه البحار 47: 302.
المصادر:

1- إقبال الأعمال، السيد ابن طاووس (رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس)، تحقيق جواد القيومي الاصفهاني، ج3، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى، محرم الحرام 1416هـ، قم- إيران.

2- الغدير، الشيخ عبد الحسين الأميني، ج3، دار الكتاب العربي، الطبعة الرابعة، 1397 هـ- 1977م، بيروت- لبنان.

إعداد وتحرير موقع ممهدات

التعليقات (0)

اترك تعليق