مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أي هذه الأشجار أجمل؟

أي هذه الأشجار أجمل؟

تقول زوجة ابن الإمام، السيّدة فاطمة: قال لي الإمام يوماً ـوهو يتمشّى في ساحة المنزل: "هلّا أخبرتِني أيّ هذه الأشجار أجمل؟"، ولم أكن إلى ذلك اليوم قد فكّرت أبداً في مقاييس تحديد جمال الأشجار وتأثير شكل اتصال الأغصان بالساق مثلاً في جمال الشجرة، ولذلك أشرت إلى إحدى الأشجار وقلتُ: هذه أجمل، فقال: "وما دليلك؟ لا تقولي شيئاً بدون دليل! فكّري في الأمر يومين أو ثلاثة!"، فقلت ممازحة: إن دليلي أن هذه الشجرة خضراء!
فقال: "لا، تأملي لتعرفي الأمور التي تجعل الشجرة جميلة، لاحظي شكل تفرّع الغصون من الساق، وطبيعة وضع الساق وكيفيّة توزّع الأوراق على الغصون، وشكل الظلّ الذي توجده الشجرة..."
واستمرّ في تعداد هذه العوامل المؤثّرة في جمال الأشجار وهو يريني مصاديقها في الأشجار ثمّ قال: "لاحظي الصورة العامّة للشجرة ككل، ثم كيفيّة توزّع كل جزء منها...."، كنتُ أتمشّى إلى جانبه في الدقائق الثلاثين الأخيرة قبل الغروب، فأشار إلى شجرة في زاوية ساحة المنزل وقال: "يا فاطمة، لِمَ لا ترافقينني في التمشّي هنا قبل طلوع الشمس في الصباح لكي تشاهدي كم أصبحت جميلة هذه الشجرة عندما أشرقت الشمس على الجزء العلوي منها فأضفت عليه جمالاً لا يوصف".

 

المصدر: كتاب براعم النور– المستوى الأول: مركز نون للتأليف والترجمة، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، 2013م – 1434 هـ.

التعليقات (0)

اترك تعليق