مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لقاء تكريمي للأخوات بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء(ع) ويوم المرأة المسلمة

لقاء تكريمي للأخوات بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء(ع) ويوم المرأة المسلمة في 12 نيسان 2015


في أجواء الولادة المباركة للسيدة فاطمة الزهراء(ع) ويوم المرأة المسلمة دعت وحدة الهيئات النسائية في حزب الله الأخوات العاملات في الهيئات من جميع المناطق اللبنانية والأخوات العاملات في مؤسسات حزب الله إلى لقاء تكريمي مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) في احتفال أقيم بهذه المناسبة المباركة وذلك نهار الأحد في 12 نيسان 2015.



بدأ الاحتفال بإلقاء الحاجة عفاف الحكيم مسؤولة وحدة الهيئات النسائية في حزب الله كلمتها:
والتي بدأتها مهنئة ومباركة بقولها:
"نبارك لصاحب العصر والزمان(عج) ولولي أمر المسلمين دام ظله، وللجمع الكريم والمهيب لأخواتنا على امتداد المناطق اللبنانية. ذكرى الولادة الميمونة لكوثر النور والمعرفة. الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وذكرى ولادة حفيدها المقدس الإمام الخميني(رض) الذي اختار هذا اليوم ليكون يومًا عالميًا للمرأة.
كما نرفع أسمى آيات التبريك باسمنا جميعاً لسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله أعزّه الله الذي يبارك جمعنا عبر هذه الإطلالة الكريمة التي يخصّ بها سنويا ساحتنا النسائية.
وتحدثت عن الدلالة العظيمة ليوم العشرين من جمادى الثانية لكونه يمثل محطة هامةً لا في تاريخ المرأة وحسب بل في تاريخ الإنسانية جمعاء.. باعتبار أن سيدة نساء العالمين(س) شكّلت بوجودها ليس فقط، الأنموذج الأعلى والأكمل للمرأة في كل جوانب حياتها.. بل شكلت الإنسان الكامل المجدد لكل أفكار الدين وحركة الرسالة، وكانت واحدة من سلسلة ضمّت أربعة عشر معصومًا يمثلون القمّة في الصفات..

ثم تناولت محطات من جهاد الزهراء عليها السلام في الميادين المختلفة في الدفاع عن الإسلام وفي الدفاع عن النبي(ص) وفي الدفاع عن الإمامة.. وكانت حياتها في جميع الأبعاد مليئةً بالعمل والسعي والسموّ الروحي والتكامل..

وتحدثت عن العنوان الحاكم في حياة الزهراء(س) وهو الصبر؛ الصبر مع الزوج في غيابه القصري، وزيادة الأعباء والمسؤوليات، الصبر على التقشف والحياة البسيطة، الصبر في مجال إدارة شؤون الأسرة ومتطلباتها، الصبر في مجال تربية الأطفال ورعايتهم، الصبر في مجال التبليغ وتوعية النساء وغيرها..
فكانت سلام الله عليها المدرسة التي حفرت عميقًا في النفوس والقلوب، وأسهمت إسهاما بعيد المدى في تأسيس وبناء صرح الحضارة الإسلامية، وأثرت في التاريخ الإسلامي أيّما تأثير، وتركت في الأمة خطًا حارًا متوهجًا لا يستكين لذل أو ظلم مهما علت التضحيات، خطًا صنعته مواقفها(س) وصنعه ارتباطها وذوبانها في طاعة الله.

كما تحدثت عن اقتران اسم السيدة فاطمة عليها السلام في الأذهان بالعبودية الخالصة لله تعالى فكان يكفي –على امتداد ما سبق من تاريخ- لتحريك شعوب بكاملها...

وختمت بتحية خاصة في هذه المناسبة العزيزة لأبناء الزهراء(س) للمقاومين البواسل الذين رفعوا الرؤوس في هذا الزمن، وتحيّة للأمهات الأبيات البطلات، وتحيّة لآباء وزوجات وعوائل الشهداء والجرحى الأعزاء..


ثم تحدث سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته:

عن بعض ما نزل بحقّ السيّدة فاطمة الزهراء"ع" من سور وآيات إضافة إلى معانيها والمناسبات التي نزلت فيها ومنها:
آية التطهير، آية القربى، آية المباهلة، سورة الإنسان، وأنّه في كل آية أو سورة تتحدث عن أهل البيت عليهم السلام فهي تشمل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لأنها من أهل البيت(ع).
وقال سماحته بأن الله جعل مودة القربى أجراً لأعظم رسالة في تاريخ البشرية، وأعظم رسول في تاريخ البشرية، وأنّ هذا الطلب الإلهي يدلّ على مكانة هؤلاء عند الله وما يعنون لله سبحانه، ومنهم السيدة فاطمة(ع) المرأة الوحيدة بينهم.


وشدّد سماحته على أهمية الصبر في حياتنا وعلى ما جاء في كلمة الأخت العزيزة والكريمة الحاجة عفاف الحكيم لناحية هذه المسألة، وأنّ "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد" ، وأنّه لا يمكن أن يكون هناك إيمان من دون صبر، وشدد على وجوب الصبر للعاملين وللأمهات وعوائل الشهداء...
وقال بأن أعظم وصف للسيدة الزهراء عليها السلام هو ما ورد في الحديث الشريف أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، فهنا النقاش يتجاوز العصمة في بعض مراتبها ليعبّر عن العصمة في أعلى مراتبها، وهنا ليس قيام الزهراء(ع) فقط بالواجب والطاعة والمستحب، هنا الحديث عن ما له علاقة بالمشاعر والعاطفة (الغضب والرضا)، وما يمكن أن تكتمه فاطمة(ع) يعلمه الله، والسيدة فاطمة(ع) وصلت إلى مرتبة أنّها عندما تحبّ، عندما تغضب، عندما ترضى وفي أيّ شأن من الشؤون... فإنّ الله ليغضب لغضب فاطمة (ع)... وأنّ مستوى تسلّط هذه السيدة على مشاعرها وعواطفها أوصلها لدرجة أنّها لا تغضب إلاّ لغضب الله، ولا ترضى إلاّ لرضى الله، لم يعد [عندها] شيء اسمه فاطمة، فعواطفها ومشاعرها... لله، وهي الفانية في الله عزّ وجلّ، فتصبح معياراً لرضى الله.

ثم ربط سماحته بين وصول السيدة فاطمة عليها السلام إلى هذه المراتب العالية وبين الإخلاص الشديد لله تعالى والإخلاص بالنية، وأن الآيات التي نزلت بحق أهل البيت(ع) في سورة الدهر لم تنزل لقيمة خبز الشعير المتصدق به وإنّما للإخلاص الشديد والنية الخالصة لله تعالى، كما كانت ضربة علي(ع) يوم الخندق لعمر بن عبد ود العامري والتي ورد في الحديث عنها العديد من الروايات وذلك لإخلاصه الشديد لله تعالى، فلم يغضب لنفسه وإنما كان غضبه لله وفي سبيله ومن هذه الأحاديث: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، وفي حديث آخر: "لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة "، فمبارزة علي وضربة علي(ع) كانت خالصة لله سبحانه وتعالى.
ثم قال بأن السيدة فاطمة الزهراء(ع) لم تكن مع محمد صلى الله عليه وآله ولم تؤمن به لأنّه أبوها، بل لأنّه رسول الله(ص)، وكانت مع الإمام علي(ع) لأنّه ولي الله، فاطمة كانت مع الحق وفي سبيل الحق. وقال بأنّه يغيب عنا العديد من إنجازات السيدة الزهراء(ع)، وهذا جزء من التاريخ المغيب الذي سيظهر مع الإمام الحجة(عج)، ونقل سماحة السيد نصر الله عن الإمام الخميني قوله بأنه لو لم يكن من إنجاز للسيدة فاطمة(ع) سوى الحسن والحسين عليهما السلام لكفى.

ثم تعرض سماحته للوضع الحالي فقال بأنّ اليوم على مستوى العالم، فإنّ النساء المسلمات هنّ جزء من هذه الأمة التي تواجه تحديات خطيرة ومهمة، وعلى المستوى الشخصي كل إنسان من حين استيقاظه إلى نومه هو أمام امتحان شديد، لأنّنا في الزمن الذي فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر. وبالنسبة للمرأة فإنه قبل مسؤوليتها تجاه أسرتها، مجتمعها... تأتي مسؤولية الإنسان تجاه نفسه
"قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة"
وقال بأن أداء وفعل الواجبات وترك المعاصي هو المستوى الأدنى، وهو موجود عند السيدة الزهراء(ع).
ثم قال بأن أولوية المرأة هو مسؤوليتها تجاه أسرتها لكن دون إهمال باقي المسؤوليات منها ما هو تجاه المجتمع، فالسيدة فاطمة الزهراء(ع) كانت تتحمل باقي المسؤوليات. وقال بأنّه لكي نلحق بالسيدة الزهراء(ع) نحتاج إلى الإخلاص في النية. 
 

التعليقات (0)

اترك تعليق