مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

تكريم أمهات الشهداء في مبنى الجمعيات

تكريم أمهات الشهداء في مبنى الجمعيات نهار الأربعاء في 27 أيار 2015


في أجواء شهر شعبان المعظَم والولادة المباركة لصاحب العصر والزمان(عج) وعيد المقاومة والتحرير، وبرعاية رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد، كرّم مشروع التأريخ لدور المرأة في مقاومة الاحتلال الصهيوني في جمعية الرابطة اللّبنانية الثقافية كل من الحاجة أم عماد والدة الشهيد الكبير الحاج عماد مغنية، وعضو الجمعية الحاجة وداد محمد والدة الشهيد يوسف حلمي حلاوي، وعضو الجمعية الحاجة كوثر عمرو والدة الشهيد محمد ديب العنان، وذلك نهار الأربعاء الموافق لـ 27 من أيار لعام 2015، الساعة العشرة صباحا، في قاعة السيدة الزهراء(ع)، في مبنى الجمعيات.
 

افتتح الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها تحدثت الحاجة عفاف الحكيم مسؤولة الجمعيات الثلاث (الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي، جمعية الأمومة والطفولة وجمعية الرابطة اللبنانية الثقافية) حيث رحبت في بداية كلمتها بالحضور وبراعي الاحتفال وبأمهات الشهداء المكرمات وبالضيفات القادمات من الجمهورية الإسلامية والبحرين والكويت وبوفد الاتحاد العالمي للنساء المسلمات وعلى رأسه الدكتورة طوبى كرماني الأمين العام للاتحاد.
ثم تحدثت عن الشهادة وعن السعادة التي يحصلها الشهيد وسر اختلافه عن سائر المؤمنين، وأشارت إلى ما تملكه الأم من طاقات وقدرات على مستوى إعداد النخب.

واعتبرت أنّ: "التسليم الواعي والصبر الجميل والقدرة الفائقة على التحمل والتحلي بأعلى درجات المسؤولية والتوكل على الله عند هاجر الأم كان له صداه الكبير والجليل..  خطوات أم جعلت بأمر من الله تعالى في صميم فريضة هي من أهم الفرائض.. وحيث قدم لنا القرآن الكريم صورة مشرقة من صور التكريم الإلهي ليكون تكريم هاجر(س) تكريماً لكل أم تنهض بدورها كاملاً على امتداد التاريخ..".
وتابعت الحكيم: "وإنه من تلك المقولة وذاك التكريم.. يأتي تكريمنا اليوم للحاجة العزيزة أم عماد كرمز لأمهات المقاومة البطلات أما أخواتنا العزيزات الحاجة المجاهدة وداد محمد والحاجة المجاهدة كوثر عمرو أيضاً كنا معاً من البدايات في العمل، سواء بداية عمل الهيئات أو عمل الجمعيات وحيث بذلن جهوداً كبيرة مع الناس ولخدمتهم وحيث لا زلن يواصلن العمل والنشاط تطوعاً قبل وبعد استشهاد الأعزاء قربة إلى الله تعالى في أهم عملين في الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي- أي في مركز التكافل الخيري الذي يعمل على إعالة عدد كبير من العوائل المحتاجة عبر تقديم حصة غذائية أسبوعية بعد سماعهن لدرس الدين..
 

والعمل الآخر: هو مشروع رداء النور- الذي يعمل على تعزيز الحجاب واللباس الشرعي في سائر المناطق اللبنانية عبر تقديمها هدايا بعد إقامة حفل لمناسبات أهل البيت(س) وحيث عملن مع فريق من الأخوات العزيزات على تغطية معظم القرى وبلدات البقاع والشمال وبعض قرى الجنوب".
وختمت كلامها بالتأكيد على أن اللون المميز في فعاليته عند أمهاتنا على الجبهتين الاجتماعية لخدمة الناس، والجهادية لنصرة الإسلام والمقاومة بتقديم الأعزاء هو لا شك النموذج الرفيع الذي أشارت إليه ودعت لتعزيزه الوصايا الكريمة التي حملها القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة.
   
                                                       
ثم كانت الكلمات للأمهات المكرّمات وكانت الكلمة الأولى للحاجة أم عماد مغنية شكرت في بداية كلمتها الحاجة عفاف على كلمتها القيّمة التي قالتها، وعلى مبادرتها بالتكريم، واعتبرت أنّ "ما وصلنا إليه اليوم من هذا الوعي الموجود عند أمهات الشهداء وهذه القوة والعزة والكرامة هو بسبب معرفتنا للإسلام وأهل البيت عليهم السلام وبالخصوص السيدة زينب(ع)".
ودعت  إلى إكمال المسيرة التي برأيها تحتاج إلى تضحيات كبيرة وإلى جهد كبير.
 

ثم كانت الكلمة لعضو الجمعية الحاجة وداد محمد التي تحدثت في بداية كلمتها عن ابنها الشهيد وعن مآثره واعتبرت أن نساء هذه الأمة قد تجلببت بصبر زينب عليها السلام والرضا بقضاء الله وقدره ووجهت التحايا والإجلال للشهداء الأبرار الذين بفضلهم نعيش بحرية وأمان وعزة واحترام ودعت الأهل إلى إعانة أبنائهم على برهم والأخذ بأيديهم وتحصينهم من الحرام والزلل لأنهم السبيل القادم لتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان(عج).
وشكرت الحاجة وداد في نهاية كلمتها الحاجة عفاف الحكيم والأخوات الكريمات المساعدات لها.

أما عضو الجمعية الحاجة كوثر عمرو فقد تحدثت عن مشروعها وهدفها من الزواج والذي هو إنجاب عائلة مجاهدة وقالت بأنها ربّت أولادها على ذلك ومن بينهم الشهيد محمد حسين، ودعت إلى أن يقوم المجتمع المدني بدوره لاستكمال المسيرة. 

وكانت الكلمة الأخيرة لسماحة السيد إبراهيم أمين السيد والتي شكر في بدايتها الله سبحانه وتعالى والحاجة عفاف الحكيم والأخوات على إتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في حفل تكريم ثلّة من أمهات الشهداء واعتبر أنّ  "تمسّكنا بهذه المناسبات وارتباطنا بها هي التي ساهمت في إنتاج ما تحقق في هذا العصر وفي هذا الزمن. لأن هذه المناسبات ليست من قبيل التاريخ والذكريات، وإنما هذه المناسبات هي الفعل المستمر والدائم لأن طبيعتها كما نفهمها بالمعنى العقائدي أو الفكري، هذه المناسبات وظيفتها إحياء المجتمعات والأجيال القادمة، كما قالت زينب عليها السلام في مجلس يزيد ابن معاوية: "فوالله لا تمحو ذكرنا". فاستمرار إحياء الإسلام كان من وظيفة هذه المناسبات، لكن مهما كانت هذه المناسبات عظيمة فإن هناك عظمة أخرى تتعلّق بالأجيال التي استجابت لنداء هذه المناسبات وحققت ما حققته".


وتابع السيد إبراهيم أمين السيد: "نشعر ونحن في هذا الزمن كأننا نعيش في وقت ظهور الإمام الحجّة(عج)، هذا معناه أننا نأتي من المستقبل وليس من الماضي؛ لأن الذي يرى الشباب المجاهدين لا يستطيع أن يرى فيهم إلاّ أنهم أصحاب الإمام الحجّة وجنود الإمام الحجّة، خصوصاً حينما يتحدث الإنسان عن درجة اليقين. ففي الحديث الشريف -يمكن أن يُقرأ بفهم متعدد-: "من مات على ولايتنا في عصر غائبنا فله أجر ألف ألف شهيد" حتى لو مات على فراشه.. هذا يعني أن المجاهدين والمقاومين وعوائلهم لا يعيشون الماضي وإنما في المستقبل، لا يعيشون الغيب وإنما يعيشون عالم المشاهدة، عالم المشاهدة أي أنهم يستطيعون أن يحولوا الغائب إلى حاضر، والغائب إلى مُشاهَد والماضي إلى مُشاهَد".
ثم تحدث عن صبر ورضا أمهات الشهداء الذي برأيه جاء من إيمانهن، فالعظمة تتمثل بأن غرائز أمهات الشهداء لم تُسقط إيمانهن، وإنما الشهادة أزالت غرائزهن وأبقت إيمانهن ويقينهن ورضاهن ورضا الله سبحانه وتعالى، وهذا شيء غير عادي وبأنهن يمثّلن حجج الله على عباده. وكلما رأينا هذا النمط من أمهات الشهداء يجب أن نشعر بمسؤولية عالية، ليس فقط أن نُرضي داخلنا بالتكريم أو بالتعظيم، فكل كلمة نسمعها أو سمعناها اليوم من أمهات الشهداء تضعنا أمام مسؤولية كبيرة".
ثم تابع حديثه عن هذا الجيل المقاوم والمجاهد "نحن أمام ظاهرة وهي أننا أمام جيل اخترق صفوف الذين ولدوا قبله وتقدّم، أي أن هؤلاء الشهداء وهؤلاء المقاومين هم بمثابة قادة، لأن الذي يخترق صفوف الذين سبقوه ويتقدّم فهو من القادة، والدليل على ذلك "لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة".
وانتهى الاحتفال بتوزيع الهدايا على أمهات الشهداء.




هذا وأجرت محررة الموقع مقابلات مع بعض المشاركات وكانت لهن كلمات حول هذا اليوم العظيم:
السيدة صبيحة نباتي من إيران (عضو هيئة أمناء الاتحاد العالمي للنساء المسلمات):
"كان لي شرف الحضور في مناسبة تكريم أمهات الشهداء فبمجرد وصولي إلى بيروت أتيت رأساً من المطار إلى هنا، وهذا فخر واعتزاز لي بأن أحضر في هكذا مناسبة تكريم الأمهات أمهات الشهداء اللواتي هنّ قدوة في كل الحياة، وعظمتهنّ لم تُحدّ بكلمات ولا بأي شيء آخر من هذا النمط؛ فأمهات الشهداء ضحين بكل وجودهنّ لأجل المقاومة وعلمونا؛ لقد أخذت دروساً كثيرة من كلام أمهات الشهداء مثلاً أم الشهيد مغنية كانت تقول عظمة الشهداء هو في تكريمهم هو في استمرار مسيرتهم وهذا المهم وهذه الكلمة كانت في كلام كل أمهات الشهداء الذين قدموا كلماتهم اليوم علينا أن نستمر بطريق الشهداء، نسأل الله عز وجل أن يعطينا هذا التوفيق بأن نستمر بطريق الشهداء وطريق المقاومة، ولا يوجد عندنا برأيي طريق أفضل من هذا الطريق الذي هو الطريق المستقيم، إحدى صديقاتي في إيران كانت أم لشهيدين استشهدا في نفس الوقت، أثناء تشييع الشهداء حدث ضجة عظيمة، حينما رأت أم الشهيدين زين الدين ذلك ذهبت إلى المنصة وأخذت الميكروفون وقالت: "لماذا تضجّون، أنا ما فقدت أولادي، أنا اليوم كسبت أولادي"، فهذه عظمة روح أمهات الشهداء وتكريم أمهات الشهداء هو تكريم لطريق الشهداء".
وماذا تقولين للمرأة بشكل خاص؟
المرأة يجب أن تحصل على هويتها الأصلية والأساسية في الإسلام؛ لأن المرأة حينما تحصل على مكانتها الحقيقية تعرف حينما تخطي أي خطوة الطريق الصحيح وهذا هو المهم أن تكون صاحبة بصيرة في حياتها.

السيدة ن. ك. من البحرين (عضو في الاتحاد العالمي للنساء المسلمات):

"تشرفت في حضور هذا التكريم، وأقول أنّ الأمر الذي يجمع بين البحرين ولبنان وتقريباً كل الشعوب الموجودة في العالم سواء الإسلاميّة وحتى غير الإسلاميّة هو طريق النضال وطريق الجهاد في سبيل الحق، وهذا الطريق هو طريق ممتلئ بالنور والشهداء هم مصدر هذا النور في هذا الطريق، وآمل أن يكون هذا الطريق النور الذي يضيء لنا جميعا كي نضل متمسكين بهذا الحق ونستمر في المقاومة (إن شاء الله) ونحقق أمنية هؤلاء الشهداء ولا يضيع دم الشهداء هدراً.
إن شاء الله نستمر نحن جميعاً نساء ورجالاً وجميع الفئات العمرية في هذا الطريق".
وللمرأة بالخصوص ماذا تقولين؟
"أما بالنسبة للمرأة فأنا أعتبر أنّ دورها أضخم من دور الرجل، أولاً لأنها تصنع من خلف الجبهات ما لا يمكن إبرازه في الإعلام بالشكل الواضح كما يبرز فعل الرجل، لذلك أرى لها دوراً أعظم بكثير من دور الرجل؛ فالإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو الذي قال بأنّه من حضن المرأة يرتقي الرجل ويصعد إلى الملكوت الأعلى؛ فهي التي تصنع الرجال الذين يتقدمون ويصنعون الشهادة ويصنعون القيادات ويصنعون الحياة الكريمة إن شاء الله. المرأة هي هكذا، وكانت فاطمة خير نموذج للمرأة؛ فهي المحور "فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها"، هي المحور في هذه العملية، في الحياة نفسها، في العملية التربويّة لذلك دورها محوري.
نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يوفّق المرأة المسلمة في أداء دورها في كل موقع تتواجد فيه، في كل بيئة، في كل بلد، في ظل كل ظرف سياسي تتمكن من التحقق، تتمكن من أن تُشخّص الدور الصحيح والتكليف الأساسي الذي يجب عليها أن تقوم به".

السيدة جهينة حبيب رعد (عضو مجلس بلدية الغبيري):

"هذا اليوم هو يوم النصر والانتصار ويوم العزة والكرامة ومهما تكلمنا عن هذا اليوم نكون مقصرين أمام عوائل الشهداء".

السيدة سحر حيدر أحمد (والدة وأخت شهيد):
"أنا أعتز كثيراً وأفتخر كثيراً بهذه المناسبة وهي تعني لي الكثير، ومهما تحدثنا نكون مقصرين اتجاه فعل التحرير والانتقال الكبير الذي حصل، أين كنا وأين أصبحنا هناك فرق كبير بين المرحلتين، تعنی لي كثیراٌ كون أخي شهيد استشهد في الوعد الصادق وابني شهيد من شهداء الدفاع المقدس، أشعر بسعادة في هذا اليوم لأن الانتصار الذي تحقق غالٍ جداً ليس فقط بسبب كون أخي وابني شهيدين، لا أبداً، فأنا أعتبر كل الشباب أولادي وأخوتي".
ماذا تقولين للأمهات؟
"وللأمهات في هذه المناسبة أقول اللهم بارك لهم في أولادهم وأطل أعمارهم واحمهم وأدعوا الله أن يعطوا أكثر وأكثر وأكثر".





 

التعليقات (0)

اترك تعليق