مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

38 حديث مختار عن السيدة الزهراء عليها السلام

38 حديث مختار عن السيدة الزهراء عليها السلام

اللهمّ صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها..
السلام عليكِ يا عصمة الله الكبرى فاطمة الزهراء(ع)..
بمناسبة الأيام الفاطميّة واستشهاد مولاتنا فاطمة الزهراء بنت نبي الإسلام محمّد(ص)، نقلاً عن كتاب " الأربعون حديثاً المختارة"...
 
 
1. قالت مولاتنا فاطمة الزهراء(ع): واحمدوا الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجّته في غيبه، ونحن ورثة أنبياءه.
 
2. قالت مولاتنا الزهراء(ع): أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأنّ أبي رسول الله سيّد الأنبياء، وأنّ بَعْلي سيّد الأوصياء، ووَلديّ سادة الأسباط.
 
3. قالت مولاتنا الزهراء(ع): رضيتُ بالله ربّاً، وبِك يا أبَتِي نبيّاً، وبابن عميّ بعلاً وولياً.
 
4. قالت مولاتنا الزهراء(ع): أبَوا هذه الأمّة محمّد وعليّ، يُقيمان أودهم، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إنْ وافقوهما.
 
5. قالت فاطمة(ع) لبعض النساء: أرضِي أبوَي دينك محمداً وعليّاً، بسخط أبوّي نسبك، ولا تُرضي أبوّي نسبك، بسخط أبوّي دينك، فإنّ أبوّي نسبك، إنْ سَخطا أرضاهما محمّد وعليّ(ع) بثوابِ جُزء من ألفِ ألفِ جُزء مِن ساعةٍ مِن طاعاتِهما، وإنّ أبوّي دينك محمداً وعليّاً(ع) إنْ سخطا لم يقدِر أبوا نسبك أن يُرضِياهما، لأنّ ثواب طاعات أهل الدنيا كلّهم، لا يفي بسخطهما.
 
6. كان أول ما نطقت به مولاتنا الزهراء(ع) بعد ولادتها(ع): أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ أبي رسول الله سيّد الأنبياء، وأنّ بعلي سيّد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط.
 
7. قالت مولاتنا الزهراء(ع): ويلُكم، ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت، وقد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا، فقال الله:{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(1)
 
8. قالت مولاتنا الزهراء(ع): إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام.
 
9. قالت مولاتنا الزهراء(ع): من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله إليه أفضل مصلحته.
 
10. قالت مولاتنا الزهراء(ع): أقربكم إلى الله أسخاكم.
 
11. قالت مولاتنا الزهراء(ع): حُبّبَ إليّ مِن دُنياكم ثلاث: تلاوة كتاب الله، والنظر في وجهِ رسول الله(ص)، والإنفاق في سبيل الله.
 
12. قالت مولاتنا الزهراء(ع): قارئ (الحديد) و(إذا وقعت) و(سورة الرحمن) يُدعى في ملكوت السماوات: ساكن الفردوس.
 
13. قالت مولاتنا الزهراء(ع): خيارُكم ألينكم مناكبه، وأكرمكم لنسائه. وقالت مولاتنا الزهراء(ع): قال لي أبي رسول الله(ص): إيّاك والبخل، فإنّه عاهة لا تكون في كريم. إياك والبخل فإنّه شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن تعلّق بغُصن مِن أغصانِها أدخله النار. وعليك بالسخاء، فإنّ السخاء شجرة من شجرِ الجنة، أغصانها متدلّيَة إلى الأرض، فمَن أخذ مِنها غُصناً قادَه ذلك الغُصن إلى الجنّة.
 
14. قالت فاطمة (عليها السّلام) في خطبتها: لله فيكم عهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله بيّنة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان متجلّية ظواهره، مديم للبريّة استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، ومؤدّ إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجج الله المنيرة، ومحارمه المحرّمة، وفضائله المدوّنة، وجمله الكافية، ورخصه الموهوبة، وشرايعه المكتوبة، وبيّناته الجليّة، ففرض الإيمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً عن الكبر، والزكاة زيادة في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحجّ تسنية للدين، والعدل تسكيناً للقلوب، والطاعة نظاماً للملّة، والإمامة لمّاً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام، والصبر معونة على الإستيجاب، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة، وبرّ الوالدين وقاية عن السخط، وصلة الأرحام منماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء للنذر تعرّضاً للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين تغييراً للبخسة، واجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة، ومجانبة السرقة إيجاباً للعفّة؟ والتنزّه عن أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم، والعدل في الأحكام ايناساً للرعيّة، وحرّم الله عزّ وجل الشرك إخلاصاً للربوبيّة. فاتّقوا الله حقّ تقاته فيما أمركم به، وانتهوا عمّا نهاكم عنه.
 
15. قالت مولاتنا الزهراء(ع): البِشْرُ في وجهِ المؤمن يُوجب لصاحبِه الجنّة، والبِشرُ في وَجهِ المعانِد المُعادي يَقي صاحبه عذاب النار.
 
16. قالت مولاتنا الزهراء(ع): ما يصنَع الصائم بصيامِه إذا لم يصُن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه.
 
17. قالت مولاتنا الزهراء(ع): في المائدة إثنا عشرة خصلة، يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع فيها فرض، وأربع فيها سنة، وأربع فيها تأديب. فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر. وأما السُنّة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع، [ولعق الأصابع]. وأما التأديب فالأكل بما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس. ورُوي أنّه أصبح عليّ بن أبي طالب(ع) ذات يوم، فقال: يا فاطمة! هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت: لا، والّذي أكرم أبي بالنبوّة، وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أطعمناه مذ يومين، إلاّ شيء كنت أُؤثرك به على نفسي، وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين(ع). فقال عليّ(ع): يا فاطمة! ألا كنت أعلمتني، فأبغيكم شيئاً؟ فقالت: يا أبا الحسن! إنّي لأستحي من إلهي أن أُكلّف نفسك مالا تقدر عليه...
 
18. قالت مولاتنا الزهراء(ع): اتركْن التّعداد، وعليكنّ بالدعاء.
 
19. قالت مولاتنا فاطمة الزهراء(ع) في حق الأم: إلزم رجلها فإن الجنة تحت أقدامها.
 
20. جاء في كتاب عوالم سيدة النساء ج 2 ص 905 عن وقائع الشهور والأيّام للبيرجندي: في وقائع اليوم العاشر من جمادي الأولى: روي أنّ فى هذا اليوم أعطت الزهراء(ع) قميص إبراهيم الخليل لزينب(ع) وقالت: إذا طلبه منك أخوك الحسين، فاعلمي أنّه ضيفك ساعة، ثمّ يقتل بأشدّ الأحوال...
 
21. قالت مولاتنا الزهراء(س) للأولين: إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله(ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: (رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمَن أحبَّ فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني)؟ قالا: نعم، سمِعنا مِن رسول الله(ص)، قالت: فإنّي أُشهِدُ الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيتُ النبيّ لأشكونّكما إليه.
 
22. روي أنّ فاطمة(ع) جاءت إلى أبي بكر، بعد وفاة رسول الله(ص) فقالت: يا أبا بكر، من يرثك إذا متّ؟ قال: أهلي وولدي. قالت: فمالي لا أرثُ رسول الله؟ قال: يا بنت رسول الله، إنّ النبيّ لا يورّث، ولكن أُنفق على مَن كان يُنفق عليه رسول الله، وأُعطي ماكان يُعطيه. قالت: والله، لا أُكلّمك بكلمة ما حييت، فما كلّمته حتّى ماتت.
 
23. خرجتْ فاطمة بنت رسول الله(ص) إليهم (أي: إلى المتجمهرين على بيتهم لإخراج عليّ(ع) إلى البيعة) فوقفت خلف الباب ثمّ قالت: ? عهْدَ لي بقومٍ أسوء محضراً منكم، تركتم رسول الله(ص) جنازة بين أيدينا، وقطعتُم أمركم فيما بينكم ولم تؤمّرونا، ولم تروا لنا حقّاً، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ؟ والله لقد عقد له يومئذٍ الولاء، ليَقطع مِنكم بذلك مِنْها الرجاء، ولكنّكم قطعْتم الأسباب بينكم وبين نبيّكم، والله حسيب بيننا وبينكم، في الدنيا والآخرة. وجاء أيضاً أنّه لمّا بايع النّاس أبابكر خرجت فاطمة بنت محمّد(ص) فوقفت على بابها، وقالت: ما رأيت كاليوم قطّ، حضروا أسوأ محضر، تركوا نبيهم(ص) جنازة بين أظهرنا وإستبدّوا بالأمر دوننا.
24. دخلت أُمّ سلمة على فاطمة(ع)، فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتِك يا بنت رسول الله؟ قالت: أصبحت بين كمد وكرب، فَقْد النبيّ(ص)، وظلم الوصيّ.
25. قيل لفاطمة(ع) كيف أصبحت يا ابنة المصطفى؟ قالت: أصبحتُ عائفةً لدنياكم، قاليةً لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، فأنا بين جهدٍ وكرب، بينهما: فقد النبي(ص) وظلم الوصي.
 
26. إنّ عائشة بنت طلحة دخلت على فاطمة(ع) فرأتها باكية، فقالت لها: بأبي أنت وأمّي ما الّذي يبكيك؟ فقالت لها(ص): أسألتي عن هنة حلّق بها الطائر، وحفي بها السائر، ورفع إلى السماء أثراً، ورزئت في الأرض خبراً، إنّ قحيف تيم وأحيول عدي، جاريا أبا الحسن في السباق، حتّى إذا تفرّيا بالخناق، أسرّا له الشنآن، وطوياه الإعلان، فلمّا خبأ نور الدين، وقبض النبيّ الأمين، نطقا بفورهما، ونفثا بسورهما، وأدلاّ لفدك، فيالها لمن ملك، تلك أنّها عطيّة الربّ الأعلى للنجيّ الأوفى، ولقد نحلنيها للصبية السواغب، من نجله ونسلي، وأنّها ليعلم الله وشهادة أمينه. فإن انتزعا منّي البلغة ومنعاني اللمظة، وإحتسبتها يوم الحشر زلفة، وليجدنّها آكلوها ساعرة حميم في لظى جحيم.
 
27. قال أبو محمّد العسكري(ع): وحضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء(ع) فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمرِ صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك. فأجابتها فاطمة(ع) عن ذلك، ثمّ ثنّت فأجابت، ثمّ ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت، ثمّ خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشقّ عليك يا بنت رسول الله. قالت فاطمة(ع): هاتي وسَلِي عمّا بدا لك، أرأيت مَن إكترى يوماً يصعد إلى سطح بحملٍ ثقيل وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: لا. فقالت: إكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن لا يثقل عليّ، سمعت أبي(ص) يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون فيُخلع عليهم من خُلع الكرامات، على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله، حتّى يُخلع على الواحد مِنهم ألف ألف خُلعة من نور، ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجل: أيّها الكافلون لأيتام آل محمد(ص) الناعشون لهم عند إنقطاعهم عن آبائهم، الذين هم أئمّتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كلّ واحد من أُولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتّى أنّ فيهم (يعني: في الأيتام) لمن يُخلع عليه مائة ألف خُلعة وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم، ثمّ إنّ الله تعالى يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام، حتى تتمّوا لهم خلعهم، وتُضعّفوها، فيتمّ لهم ماكان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم ممّن يُخلع عليه على مرتبتهم.وقالت فاطمة(ع): يا أمَةَ الله إنّ سلكا من تلك الخلع، لأفضل ممّا طلعت عليهِ الشمس ألف ألف مرّة، وما فَضل فإنّه مشوب التنغيص والكدر.
 
28. قال رجل لإمرأته: اذهبي إلى فاطمة(ع) بنت رسول الله(ص) فسليها عنّي أنا مِن شيعتكم أو لستُ من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت: ما قال لها زوجها. فقالت فاطمة(ع): قولي له: إنْ كنتَ تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناكم عنه، فأنت من شيعتِنا وإلاّ فلا، فرجعت فأخبرته. فقال: يا ويلي ومن ينفكّ من الذنوبِ والخطايا، فأنا إذاً خالد في النّار، فإنّ مَنْ ليس من شيعتهم، فهو خالد في النّار. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة(ع): ما قال لها زوجها، فقالت فاطمة(ع): قولي له: ليس هكذا فإن شيعتنا من خيار أهل الجنّة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمُسلّم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا مِن شيعتِنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهمْ مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابِها إلى أن نستنقذهم (بحبنا) منها وننقلهم إلى حضرتِنا.
 
29. قالت فاطمة(ع): وقد اختصم إليها إمرأتان، فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة، والأُخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجّتها فاستظهرت على المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً- فقالت فاطمة(ع): إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومردتِه بحُزنها عنك أشدّ من حُزنها، وإنّ الله تعالى قال للملائكة: أوجِبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة مِن الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح على أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان له معدّاً من الجنان.
 
30. كانت فاطمة(ع) لا تدع أحداً من أهلها ينام تلك الليلة (أي ليلة القدر) وتداويهم بقلة الطعام، وتتأهب لها من النهار، وتقول: محروم من حُرم خيرها.
 
 
31. قال عليّ(ع) إستأذن أعمى على فاطمة(ع) فحجبتْه، فقال رسول الله(ص): لمَ حجبتِه وهو لا يراك؟ فقالت(ع): إنْ لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشمّ الريح. فقال رسول الله(ص): أشهد أنّك بضعة منّي.
 
32. نقلا عن كتاب مسند فاطمة الزهراء(ع) نقلا عن كتاب عيون المعجزات: رُوي عن حارثة بن قدامة، قال: حدّثني سلمان، قال: حدّثني عمّار وقال: أخبرك عجباً؟ قلت: حدّثني يا عمّار. قال: نعم، شهدت عليّ بن أبي طالب(ع) وقد ولج على فاطمة(ع) فلمّا أبصرت به نادت: ادن لأحدّثك بما كان، وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم السّاعة. قال عمّار: فرأيت أمير المؤمنين(ع) يرجع القهقرى، فرجعت برجوعه حتى دخل على النبي(ص) فقال: اُدن يا أبا الحسن، فدنا فلمّا إطمأنّ به المجلس، قال له: تحدّثني أم اُحدثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول الله. فقال: كأنّي بك وقد دخلت على فاطمة(ع) وقالت لك: كيت وكيت فرجعت. فقال عليّ(ع): نور فاطمة من نورِنا؟ فقال(ص): أوَلمْ تعلم؟ فسجد عليٌّ شكراً لله تعالى. قال عمّار: فخرج عليّ(ع) وخرجت بخروجه فولج على فاطمة(ع) وولجتُ معه، فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي(ص)، فأخبرته بما قلته لك؟ قال: كذلك يا فاطمة. فقالت: اعلم يا أبا الحسن إنّ الله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله عزّ وجلّ ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة فأضاءت، فلمّا دخل أبي الجنّة أوحى الله تعالى إليه الهاماً أنْ اقتطِف الثمرة من تلك الشّجرة، وأدرها في لهواتك، ففعل، فأودعني الله سبحانه صلب أبي(ص)، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتـني، وأنا مِن ذلك النّور، أعلمُ ما كان وما يكون ومالم يكُن، يا أبا الحسن: "المؤمن ينظر بنور الله".
 
33. قالت فاطمة الزهراء(ع) لعليّ(ع): يا أبا الحسن، إنّ رسول الله(ص) عهد إليّ وحدّثني، أنّي أوّل أهله لحوقاً به، ولا بدّ ممّا لابدّ منه، فأصبر لأمر الله تعالى، وارضى بقضائه.
 
34. قالت خديجة: واخيبة من كذّب محمّداً(ص) وهو خير رسول ونبيّ، فنادت فاطمة(ع) من بطنها: يا أُمّاه، لا تحزني ولا ترْهبي، فإنّ الله مع أبي.
 
35. عن أنس بن مالك: لمّا فرغنا من دفن رسول الله(ص) أقبلت عليّ فاطمة، فقالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثّوا على وجه رسول الله التراب؟ ثمّ بكت ونادت: يا أبتاه، أجاب ربّاً دعاه. يا أبتاه، مِن ربِّه ما أدناه. يا أبتاه، مَن ربّه ناداه. يا أبتاه، إلى جبرئيل ننْعاه. يا أبتاه، جنّة الفردوس مأواه.
 
36. عن الإمام السجاد زين العابدين(ع) قال: ضمّني والدي(ع) إلى صدره يوم قُتل والدماء تغلي، وهو يقول: يا بُني إحفظ عنّي دعاء علمتنيه فاطمة(ع) وعلّمها رسول الله(ص) وعلّمه جبرائيل(ع) في الحاجة والمهمّ والغم والنازلة إذا نزلت والأمر العظيم الفادح. قال: أدع بحق يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفّس عن المكروبين، يا مفرّج عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.
 
37. قالت أسماء: فرأيتها (أي مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام) رافعة يديها إلى السماء، وهي تقول: اللهم إنّي أسألك بمحمدٍ المُصطفى وشوقه إليًّ، وببَعْلي عليّ المُرتضى وحُزنه عليَّ، وبالحسن المُجتبى وبكاؤه عليَّ، وبالحسين الشهيد وكآبته عليَّ، وببناتي الفاطميّات وتحسرهنّ عليَّ، إنّك ترحم وتغفر للعُصاةِ مِن أمّة محمّد وتُدخلهم الجنّة، إنّك أكرم المسؤولين وأرحم الراحمين.
 
38. جاء في كتاب عوالم سيّدة النساء 2/573 عن إرشاد القلوب قال: ... وأنّ أمير المؤمنين(ع) أخرجها ومعه الحسن والحسين(ع) في الليل، وصلّوا عليها، ولم يعلم بها أحد، ولا حضروا وفاتها ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم، لأنّها(ع) أوصت بذلك، وقالت: لا تصلّي عليّ أُمّة نقضت عهد الله، وعهد أبي رسول الله(ص) في أمير المؤمنين عليّ(ع)، وظلموني حقّي، وأخذوا إرثي، وخرقوا صحيفتي الّتي كتبها لي أبي بملك فدك، وكذّبوا شهودي وهم (والله) جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين(ع) وأمّ أيمن، وطفت عليهم في بيوتهم، وأمير المؤمنين(ع) يحملني ومعي الحسن والحسين ليلاً ونهاراً إلى منازلهم، أُذكّرهم بالله وبرسوله ألاّ تظلمونا، ولا تغصبونا حقّنا الّذي جعله الله لنا، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً، ثمّ ينفذون إلى دارنا قنفذاً ومعه عمر بن الخطّاب وخالد بن الوليد ليخرجوا ابن عمّي عليّاً إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، فلا يخرج إليهم متشاغلاً بما أوصاه به رسول الله(ص)، وبأزواجه، وبتأليف القرآن، وقضاء ثمانين ألف درهم وصّاه بقضائها عنه عداةً وديناً. فجمعوا الحطب الجزل على بابنا، وأتوا بالنّار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب، وناشدتهم بالله وبأبي(ص) أن يكفّوا عنّا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به عضدي، فالتوى السوط على عضدي حتّى صار كالدملج، وركل الباب برجله فردّه عليّ وأنا حامل، فسقطت لوجهي والنّار تسعر وتسفع وجهي، فضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أُذني، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم، فهذه أُمّة تصلّي عليّ! وقد تبرّأ الله ورسوله منهم، وتبرأت منهم. فعمل أمير المؤمنين(ع) بوصيّتها، ولم يُعلم أحداً بها فصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة(ع) أربعون قبراً جدداً ... الحديث.
 
لا تنسونا من خالص دعائكم.
 
1-الشورى: 23.
 
 
المصدر: كتاب الأربعون حديثاً الفاطميّة؛ أيمن عبد الكريم.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق