مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشيخ علي السبيتي العاملي الكفراوي ينظم شعرا يرثي فيه أخته فاطمة

الشيخ علي السبيتي العاملي الكفراوي ينظم شعرا يرثي فيه أخته فاطمة

الشيخ علي السبيتي ابن الشيخ محمد بن احمد بن إبراهيم بن علي بن يوسف العاملي الكفراوي. والكفراوي نسبة إلى كفرى بفتح الكاف وسكون الفاء بعدها راء مهملة مقصورة أو راء وهاء، من قرى جبل عامل وعمل صور. ولد في كفرى في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة 1236 وتوفي بها ليلة الجمعة مستهل رجب سنة 1303.
عالم فاضل ثقة ثبت صالح زاهد نحوي بياني لغوي شاعر كاتب مؤرخ، مصارح بالحق غير مداهن. رأيناه فشاهدنا فيه الزهد والتقوى والصلاح والمجاهرة بالحق، وكان حسن النادرة ظريف المعاشرة، قرأ على علماء جبل عامل وكان مشهورا بعلم اللغة والبيان والنحو والتاريخ.
ذكره صاحب جواهر الحكم فقال: كان شيخاً ورعاً تقياً باراً صدوقا.
يحب الخير ويفعله، يبذل المعروف بفقه وسكينة ووقار ورشد وإصلاح، مهاباً جليلا، من الذين إذا مروا باللغو مروا كراما. 
وقال: قرأ في أول أمره على الشيخ التقي الشيخ حسن آل مروة، ثم انتقل إلى النميرية إلى عند البحر الزخار السيد علي آل إبراهيم، فأخذ عن السيد واستفاد منه فائدة تامة يحسن السكوت عليها حتى اشتهر وامتاز على اقرانه بعلمي المعاني والبيان، ولما شغل السيد بعض عوارض عن ملازمة التدريس تفرقت التلامذة وارتحل مع الشيخ حسن وخاله الشيخ محمد علي آل عز الدين إلى جبع عند الشيخ الأعظم عبد الله آل نعمة واستقام مدة استفاد فيها وأفاد خصوصا في البيان والبديع، اما التاريخ والإنشاء فله فيهما الباع الأطول وكذلك في معرفة العقائد والأديان والآداب وتواريخ العرب وأنسابهم وأحوالهم في الجاهلية والإسلام. 
ولما توجه أخوه الشيخ حسن إلى العراق اشتغل عن البحث والتدريس وأخذته أمراء عاملة لجهتها، وكان عند الدوحة الوائلية ملهج لسانها وإنسان عين زمانها محتاجة إلى إنشائه وقلمه، وأخيرا تعرفته الحكومة الصورية والتمسته أن يكون شيخا للمدرسة الرشدية بمعاش معلوم فحضر وباشر وبقي أربع سنوات، اه.
له من المؤلفات: 
الجوهر المجرّد في شرح قصيدة علي بك الأسعد يحتوي على كثير من تاريخ جبل عامل، وترجمة جملة من علمائه المتأخرين سمعنا به ولم نره بعد الطلب الحثيث، وسيكون نصيب الارضة أو الفار أو مياه السقف كما هو الشأن في كثير من نفائس كتب جبل عامل. 
وكتاب شرح ميمية أبي فراس ورسالة في رد فتوى الشيخ نوح الذي حلل فيها دماء الشيعة وأموالهم وكتاب الكنوز في النحو لم يتم واليواقيت في البيان وكتاب الرد على البطريرك مكسيموس ورسالة في الرد على رسالة أبي حيان التوحيدي التي رواها أبو حامد أحمد بن بشر المروزي عنه كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج، فرغ منها سنة 1273 بقرية كفرى، 
ورسالة في فضل أمير المؤمنين(ع). إلى غير ذلك من الرسائل. 
قال صاحب جواهر الحكم: والجميع نسجت العناكب عليها بيوتها.
ومن أخباره أنه حضر إلى دمشق في أيام مفتيها الشهير محمود أفندي حمزة وكلفه بحاجة له عن الحكام، فعرض عليه تفسيره للقرآن الكريم بالمهمل فتأمل فيه وقال له خبيص الملوك مأكول فاغتاظ المفتي من ذلك ولم يقض له حاجته وجبهه، و لما نقل لي ذلك قلت له ما الذي دعاك إلى هذا فقال: جواب في محله وكلمة حق لا أتركها ولو أدت إلى ما أدت.

قال يرثي أختاً له تسمى فاطمة توفيت في طريق مكة المكرمة:
             يا رائحين سقتهم كل صادرة             مزناً تخال على حافتها زبدا
             حيث الملبين شعث ضج هاتفهم             لبيك لبيك داعينا وما وعدا
             لي فيكم من بنات الصون واحدة            لا تعرف الإثم إذ سوق التقى كسدا
             يا ترب كم أحرزت بوغاك جوهرة         أعيى النقود لها نقدا إذا نقدا


المصدر: كتاب أعيان الشيعة، ج8.
 



التعليقات (0)

اترك تعليق