مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

تعامل السيد الطباطبائي(رض) مع عائلته*

تعامل السيد الطباطبائي(رض) مع عائلته*

تعامل السيد الطباطبائي(رض) في البيت، مع عائلته*:
الصفات التي تحدثنا عنها فيما مضى، ترجمها السيد واقعاً عملياً في تعامله معنا في البيت. فقد كان -بالرغم من كل أشغاله وأعماله التي لا تنتهي- يخصص لنا ساعة ظهيرة كل يوم، نقضيها معه بشكل مرح لا تحس معها أنك أمام فيلسوف عظيم.
كان يجلُّ والدتي كثيراً ويعاملها بكل محبة. ولم أسمع مرة -طوال الفترة التي قضيتها معهما- بجدال دار بينهما. كان دائماً يمدحها ويثني عليها ويذكرها بالخير، ويدعو لها ويذكر صبرها في النجف الأشرف، وتصبّرها على فقد ثمانية من أولادها أثناء الولادة. كان لطيفاً جداً معنا، وأعطانا الكثير من وقته الثمين. وكثيراً ما كان يجلس ليعلمنا الرسم والكتابة.
كان رضوان الله عليه يهتم كثيراً بأداء أموره الشخصية في البيت بنفسه، فقد كان يسبقنا لترتيب مكان نومه، وينظف غرفته بنفسه، ويتسابق مع والدتي في ذلك، حتى في أواخر أيامه عندما كان مريضاً، لم يرضَ أن أخدمه. وعندما كنت أزوره، كان يصر على أن يحضر لي الشاي بنفسه ويقول لي: "أنت ضيفي، والأهم من ذلك أنك من السادة، فلا يجوز أن آمرك".
عندما مرضت أمي (مرض الموت) لم يسمح لها أن تقوم بأي شي‏ء من أعمال البيت، وطلب منها أن تبقى مستلقية على السرير، وترتاح. وقد قام هو بخدمتها وخدمتنا، وعطل جميع أعماله لمدة 27 يوماً كذلك حتى فارقت روحها الحياة (رحمة الله عليها). وبعد موتها كان دائم التردد على قبرها، وله في ذلك عبارته المعروفة: "على العبد أن يؤدي حق الغير، ومن لم يستطع أداء حق العبد، فلن يستطيع أن يؤدي حق المولى". وهنا لا بد من ذكر ملاحظة مهمة ألا وهي أن والدتي كانت بحق امرأة مثالية بكل ما للكلمة من معنى. كانت مصداقاً للمرأة المؤمنة المجاهدة الصابرة و...".

*كريمة السيد الطباطبائي(رض).




المصدر: مجلة بقية الله.

التعليقات (0)

اترك تعليق