نساء أهل البيت (ع) في كربلاء (2)
اُم البنين، فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة ـأخي لبيد الشاعر- بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّة.
زوجة سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.
وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة، تزوّجها أمير المؤمنين عليه السلام بإشارة أخيه عقيل، حين طلب منه أن يختار له امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوّجها فتلد له غلاماً فارساً، وكان عقيل نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم فاختارها له، وقال: إنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
ونـحنُ خيرُ عامر بن صعصعة
الضاربون الهام وسط الجمجعة
فتزوّجها أمير المؤمنين عليه السلام، فولدت له العباس، ثم عبد الله، ثم جعفراً، ثم عثمان، وكلّهم قتلوا مع أخيهم الحسين عليه السلام بكربلاء.
كانت اُم البنين شاعرة فصيحة، تخرج كلّ يوم إلى البقيع ومعها عبيد الله ولد ولدها العباس، فتندب أولادها الأربعة ـخصوصاً العباس- أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس فيسمعون بكاءها وندبتها، وكان مروان بن الحكم على شدّة عداوته لبني هاشم يجيء في مَن يجيء، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي، فمن قولها في رثاء ولدها العباس:
ووراه مِن أبناءِ حيدر * كـلّ لـيثٍ ذي لبـد
أنبئت أنّ ابني اُصيبَب * رأسـهِ مـقطوع يد
ويلي على شبلي آمالَ * برأسه ضـرب العمد
لو كان سيفكَ في يدك * لمـا دنـا منه أحـد
وقالت ترثي أولادها:
كانت بنـون لـي اُدعى بهم * واليوم أصبحتُ ولا من بنين
أربعـةُ مـثل نسـور الرُبـى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تُنـازع الخرصـان أشـلاءَهم * فكلّهـم أمـسى صريعاً طعين
يـا ليت شعـري أكما أخبروا * بـأن عبّـاساً قطيـع اليميـن
ولم تحضر اُم البنين أرض كربلاء، إلاّ أنّها واست أهل البيت عليهم السلام وقدّمت أولادها الأربعة، ولم تزل باكية عليهم نائحة حتى التحقت بالرفيق الأعلى، وكانت النساء يُقمْن العزاء في بيتها.
وقال المامقاني في تنقيح المقال: ويستفاد قوّة ايمانها وتشيّعها. من أنّ بشراً بعد وروده المدينة نعى إليها أحد أولادها الأربعة، فقالت ما معناه: أخبرني عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام، فلمّا نعى إليها الأربعة قالت: قطّعت نياط قلبي، أولادي ومَن تحت الخضراء كلّهم فداء ل أبي عبد الله الحسين عليه السلام. فإنّ عُلقتها بالحسين ليس إلاّ لإمامته عليه السلام، وتهوينها على نفسها موت مثل هؤلاء الأشبال الأربعة إن سَلِمَ الحسين عليه السلام يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة، وإنّي اُعتبرها لذلك من الحسان إن لم نعتبرها من الثقات.
وانحصر نسل العباس سلام الله عليه في ولده عبيد الله، وقال الفضل بن محمّد بن فضل بن حسين بن عبيدالله بن العباس يرثي جدّه العباس سلام الله عليه:
إنّـي لأذكـر للعبـاس مـوقفَهُ * بـكربلاء وهـام القـوم يـختطف
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ * ولا يـولّـي ولا يـثني فـيختلف
ولا أرى مشهداً يوماً كمشهـده * مـع الحسين عليه الفضل والشرف
أكرم بـه مشهداً بـانت فضيلته * ومـا أضاع لـه أفعاله خـلف (1)
الرباب بنت امرىء القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، هكذا ذكر نسبها ابن سعد في الطبقات(2).
وقال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن نسمة السحر: الرباب بنت امرىء القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حليم بن خباب بن كلب الكلبية (3).
وقال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: الرباب بنت امرىء القيس بن جابر بن كعب بن علي بن وبرة بن ثعلبة بن عمران بن الحاف بن قضاعة (4).
و اُمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن معاد بن حصن بن كعب، وفي الأغاني: اُمها هند بنت الربيع بن مسعود بن مروان بن حصين بن كعب بن عليم بن كليب(5).
وهي زوجة سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليه، قال أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: قال هشام بن الكلبي: كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن(6).
وقال السيّد الأمين في الأعيان نقلاً عن نسمة السحر: كانت الرباب من خيار النساء جمالاً وأدباً وعقلاً، أسلم أبو ها في خلافة عمر، وكان نصرانياً من عرب الشام، فولاه عمر على قومه من قضاعة، وما أمسى حتى خطب إليه علي بن أبي طالب ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوّجه إياها(7).
وفي الأغاني: خطب علي بناته -أي بنات امرىء القيس- له ولولديه الحسنين، فقال: أنكحتك يا علي المحياة ابنتي، وأنكحتك يا حسن سلمى، وأنكحتك يا حسين الرباب بناتي، فولدت الرباب للحسين سكينة عقيلة قريش، وعبد الله الرضيع الذي قتل يوم الطف واُمه تنظر اليه(8).
وأحبّ الحسين سلام الله عليه زوجته الرباب حبّاً شديداً، وكان بها معجباً يقول فيها الشعر، وكان ممّا قاله فيها وفي بنته سكينة:
أحبّهمـا وأبذلُ جُـلَّ مالـي * ولـيس للائمـي فيها عتابُ
ولستُ لهم وإنْ عَتبوا مطيعاً * حياتي أو يعليني الترابُ(9)
وفي تاج العروس: قال الحسين عليه السلام في الرباب:
أحبُّ لحبّهـا زيـداً جميعـاً * ونثلة كلّها وبنـي الرباب
أخـوالاً لهـا مـن آل لام * أحبّهم وطرّ بني جناب(10)
وفي تذكرة الخواص: إن الرباب بنت امرىء القيس زوجة الحسين أخذت الرأس ووضعته في حجرها وقبّلته وقالت:
غـادروه بكـربلاء صـريعاً * لا سقى الله جانبي كربلاءِ(12)
وقد خطبها بعد مصرع الحسين عليه السلام خلق كثير من أشراف قريش فقالت: ما كنتُ لاتخذ حمواً بعد رسول الله (ص)، ووالله لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً.
وممّا قالته في رثائه عليه السلام:
سبطُ النبيّ جزاكَ الله صـالحةً * عنّـا وجنّبت خسران الموازينِ
قد كنتَ لي جبلاً صعباً ألوذُ بهِ * وكـنتَ تصحبنا بالرحمِ والدينِ
مَـن لليتامى ومَـن للسائلينَ * يغنـي ويؤوي إليه كلّ مسكينِ
والله لا أبتغي صهـراً بصهركـم * حتى اُغيّب بين الرمل والطينِ(13)
3- ليلى الثقفيّة:
ليلى بنت أبي مرّة عروة بن مسعود الثقفي.
اُمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب.
وهي زوجة سيّد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه، و اُم ولده علي الأكبر الشهيد مع والده بأرض كربلاء(15).
كانت هذه المرأة جليلة القدر عظيمة المنزلة، شاركت آل البيت عليهم السلام أحزانهم، حيث كانت حاضرة واقعة الطف، تنظر لولدها وزوجها يذبحان، وهي محتسبة ذلك في سبيل الله تعالى.
قال محمّد علي عابدين في كتابه «علي بن الحسين الأكبر عليه السلام»: أما والدته فهي السيّدة ليلى الثقفية، وهي عربيّة الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف، ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكلّ بقاع الأرض العربية.
السيّدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى، بحيث وُفّقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة تعيش أجواء التُقى والإيمان، وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم، وتشاطر الطاهرات أفراحهنّ وأتراحهنّ، وقد ظفرتْ بتوفيق كبير آخر حيث أضحت وعاءً لأشبه النساء طرّاً برسول الله (ص).
فهي امرأة رشيدة، جليلة القدر، سامية المنزلة، عاليّة المكانة، رفيعة الشرف في الأوساط الإجتماعيّة، كيف لا وهي زوجة سبط سيّد المرسلين وسيّد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
ونرى من الضروي التحدّث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي، وعن والدتها.
فوالدتها هي ميمونة بنت سفيان بن حرب بن اُميّة، أي أنّ أبا سفيان يُعدّ جداً لليلى، بيد أنّ شوائب اُميّة لم تمسّ من ليلى أو تؤثّر بقدر تأثير العنصر العربي الثقفي فيها، ونسبتها هذه لبني اُميّة كانت مسوغاً للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جهته باُسلوب مضحك هزيل، وبمجادلة فاشلة.
ومن المعروف جيّداً مبلغ المعاناة من جراء جهل أهل الطائف لهذا الداعيّة المحررّ، فقد عاد النبيّ (ص) من الطائف وهو متعب ومخضب بالدم، فلم يستجب لدعوته أحد قط، سوى رجل واحد تبع أثره ولحق به ولا يعرف غيره، ثم أنّه اتّصل به فأسلم وحسن إسلامه، ذلك هو قطب ثقيف والد السيّدة ليلى، التي لا يُعرف ما إذا كانت مولودة أو غير مولودة في تلك الفتره، إنّه عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، شهد صلح الحديبية.
فعروة زعيم من زعماء العرب، وسيّد من سادة قومه، فأحسن السيادة، وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم كما ورد عن النبيّ (ص) قوله حول عروة والثلاثة الآخرون:
"أربعة سادة في الإسلام: بشير بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي".
أسلم في السنة التاسعة من الهجرة، وقتل أثناء إعلانه دينه ودعوته.
وعليه فقد كانت أوّل نكبة أصابت قلب ليلى هي هذه الحادثة الشديدة الوقع على الفتيات اللواتي يصعب عليهن الإسنغناء عن حنان الاُبوة، ثم توالت عليها النكبات بعد أن راحت تعيش أجواء بيت النبوّة والرسالة، حتى ختمت حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة، قد تحمّلت ألوان الأسى والألم، وقدّمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين وطاهرين.
أجلّ تلك هي ليلى الثقفيّة والدة علي الأكبر، التي لم تستمد كرامتها ومنزلتها من أبيها، وإنّما استمدت رقيّها من تقواها وانتمائها وانتسابها للإسرة المحمديّة المقدّسة، ولارتباطها الوشيج بشخص الإمام العظيم أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وكفاها بذلك فخراً حين تفتخر(16).
4- شهربانو بنت يزدجرد:
وقيل اسمها: شهربانويه، وشاه زنان، وسلافة، وسلامة، وغزالة.
وهي بنت يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس.
وقيل: بنت شيرويه بن كسرى بن پرويز.
زوجة سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، واُم ولده الامام زين العابدين عليه السلام.
من ربّات البرّ والصلاح، والعبادة والتقى، ويكفيها فخراً أنّها زوجة سيّد الشهداء الإمام الثالث الحسين بن علي عليهما السلام، واُم الإمام الرابع زين العابدين عليه السلام، فليس اعتباطاً أن تصبح هذه المرأة زوجةً لإمام معصوم و اُماً لآخر، فالمؤهلات التي كانت تحملها أهّلتها لأن تحمل السرّ الإلهي الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها، والنور الرباني الذي اُودع في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرّة، نعم انّه الإمام زين العابدين سلام الله عليه.
وقد اختلف المؤرخون في الزمن الذي تزوّج به الإمام الحسين عليه السلام شهربانو:
روى الكليني في الكافي عن الحسن بن الحسين رحمه الله وعلي بن محمّد بن عبد الله، جميعاً عن ابراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الرحمان بن عبد الله الخزاعي، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
"لما اُقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذارى المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلته، فلمّا نظر إليها عمر غطّت وجهها وقالت: أف بيروج بادا هُرمز.
فقال عمر: أتشتمني هذه، وهمّ بها.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين وأحسبها بفيئهِ.
فخيّرها، فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام.
فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: ما اسمك؟
فقالت: جهان شاه.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: بل شهربانويه، ثم قال للحسين عليه السلام: يا أبا عبد الله ليلدنّ لك منها خير أهل الأرض، فولدت علي بن الحسين عليه السلام".
وكان يُقال لعلي بن الحسين عليهما السلام: ابن الخيرتين: فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس.
وروي أنّ أبا الأسود الدؤلي قال فيه:
ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه القطب الراوندي في الخرائج والجرائح من أنّها اُخذت في خلافة عمر: وقدمت إلى المدينة واختارها الإمام الحسين عليه السلام، وذكر كلام أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قال: ثم التفتَ إلى الحسين عليه السلام فقال له: «احتفظ بها وأحسن إليها فستلد لكَ خير أهل الأرض في زمانه بعدك»، وهي اُم الأوصياء الذرية الطيبّة، فولدت علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، ويروى أنّها ماتت في نفاسها به(18).
وروى الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا عليه السلام: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين ابن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن عون بن محمّد، عن سهل بن القاسم البوشنجاني، قال: قال لي الرضا عليه السلام بخراسان: «بيننا وبينكم نسب».
قلتُ: وما هو أيها الأمير؟
قال: «إن عبدالله بن عامر كريز لما فتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان، فوهب إحداهما للحسن والاُخرى للحسين، فماتتا عندهما نفساوين، وكانت صاحبة الحسين نفست بعلي عليهما السلام، فكفل عليّاً بعض اُم هات أولاد أبيه، فنشأ وهو لا يعرف اُماً غيرها، ثم علم أنّها مولاته، وكان الناس يسمّونها اُمه، وزعموا أنّه زوّج اُمه، ومعاذ الله إنّما الأمر على ما ذكرناه»(19).
وهذا يدل على أنّ الزواج وقع في زمن عثمان، وليس في زمن عمر كما دلّ عليه الحديثان السابقان.
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد، والطبرسي في إعلام الورى: وكان أمير المؤمنين عليه السلام ولّى حريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه ابنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فنحل ابنه الحسين شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه السلام، ونحل الاُخرى محمّد ابن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة(20).
وهذا يدل على أنّ الأمر حدث في خلافة الإمام علي عليه السلام.
وأمّا وفاتها فأكثر المؤرخين على أنّها توفّيت في نفاسها، كما مرّ في حديث الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام، وخبر القطب الراوندي في الخرائج والجرائح. إلاّ أنّ ابن شهرآشوب قال في مناقب آل أبي طالب نقلاً عن أبي مخنف: وجاءوا بالحرم اُسارى إلاّ شهر بانويه فإنّها أتلفت نفسها في الفرات(21)
وأخرجه عنه شيخ الإسلام المجلسي في بحار الأنوار(22)، وتبعه الشيخ البحراني في العوالم في حياة الإمام الحسين عليه السلام(23).
ويعارض هذا الكلام أحايث كثيرة تدلّ على أنّ شهربانو ماتت في نفاسها بعلي بن الحسين عليهما السلام، كحديث الصدوق والقطب الراوندي، إضافة إلى ذلك فإنّ النسخة المطبوعة من مقتل الحسين ل أبي مخنف خاليةً من ذلك، وإضافة إلى ذلك كلّه فمِن المستعبد جداً أن تقوم اُم الإمام بإتلاف نفسها في النهر، وهي التي اصطفاها الله عزّ وجلَّ واختارها لكي تكون وعاءً لحمل هذا النور الرباني، وممّا يؤيد هذا أنّ كُتب المقاتل لم تذكر وجوداً لشهربانو في أرض الطف(24).
5- رملة:
زوجة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام أبي محمّد الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليهما، واُم ولده القاسم الشهيد يوم عاشوراء بأرض الطف مع عمّه الإمام الحسين عليه السلام.
ويكفي هذه المرأة فخراً وعزّاً أنّها زوجة الإمام الحسن عليه السلام، والتي أنجبت له ذلك الشاب المجاهد الذي ضحّى بنفسه الزكيّة في سبيل الله يوم عاشوراء، حينما شاهد عمّه الحسين عليه السلام وحيداً بلا ناصر ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كلّ جانب.
وكانت رملة حاضرة في أرض كربلاء يوم عاشوراء، شاهدت كلّ ما جرى على أهل البيت سلام الله عليهم، وشجّعت ولدها على القتال بين يدي الإمام الحسين عليه السلام، حتى استشهد دفاعاً عن دينه، وقد كانت تأمل أن تراه وقد خضّب بحناء الزفاف، فصَبرتْ واحتَسبتْ ذلك في سبيل الله، فرحمها الله وجزاها خير جزاء المحسنين، وحشرها مع زوجها وولدها في جنات النعيم(25).
الهوامش:
1ـ انظر: شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام 13: 25، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 2: 29، أعلام الورى: 250، تنقيح المقال 3: 70، أعيان الشيعة 3: 475 و 8: 389، رياحين الشريعة، تأريخ الطبري 5: 468، مقاتل الطالبيين: 85، الفصول المهمة: 198، أعلام النساء 4: 40.
2- الطبقات الكبرى: ترجمة الإمام الحسين عليه السلام المطبوعة في نشرة تراثنا 10: 187.
3- أعيان الشيعة 6: 449.
4- الأغاني 16: 139.
5-الأغاني 16: 139.
6- الأغاني 16: 141.
7- أعيان الشيعة 6: 449.
8- الأغاني 16: 141 رحمه الله جمهرة أنساب العرب: 457.
9- شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، 13: 14، الأغاني 16 : 139، تذكرة الخواص: 233، البداية والنهاية 8: 209، الفصول المهمة: 183.
10- تاج العروس 1: 263 «ريب».
11- البداية والنهاية 8: 209.
12- تذكرة الخواص: 233، منتهى الآمال 1: 463.
13- شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام، 13: 14، الأغاني 16: 139، تذكرة الخواص: 233، البداية والنهاية 8: 209، الفصول المهمة: 183.
14- تاج العروس 1: 263 «ريب».
15ـ جمهرة أنساب العرب: 267، الإصابة 4: 178، كشف الغمة: 187، أعلام النساء 4: 337.
16- علي بن الحسين الأكبر عليه السلام: 19. وانظر: تأريخ الطبري 5: 446، الكامل في التأريخ 4: 74، البداية والنهاية 8: 185، مقاتل الطالبيين: 80، الفصول المهمة: 197، مقتل الحسين للخوارزمي 2: 30، تنقيح المقال 3: 74، رياحين الشريعة 3: 295.
17- الأغاني 16: 141، منتهى الآمال 1: 335، أعلام النساء: 439.
18- تنقيح المقال 3: 78.
19- الكافي 1: 388 حديث 1 باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام.
20- الخرائج والجرائح: 196، وعنه في بحار الأنوار 46: 10 حديث 21.
21- عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 128 حديث 6، وعنه في بحار الأنوار 46: 8 حديث 19.
22- الارشاد: 253، إعلام الورى: 251.
23- مناقب آل أبي طالب 4: 112.
24- بحار الأنوار 45: 62.
25- وانظر ترجمتها ـإضافة لما مرّ من المصادرـ في مجمع الرجال 7: 176 و186، تنقيح المقال 3: 80، أعيان الشيعة 7: 353، رياحين الشريعة 3: 11، أعيان النساء: 251، أعلام النساء 2: 255، تذكرة الخواص: 249.27ـ تأريخ الطبري 5: 468، رياحين الشريعة 3: 299
اترك تعليق