مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إشراق الجنان بضحك فاطمة الزّهراء عليها السلام

إشراق الجنان بضحك فاطمة الزّهراء عليها السلام.. وليس هذه الإشراقة العلويّة الفاطميّة، لجنّة واحدة عرضها السّماوات والأرض، بل..

إشراق الجنان بضحك فاطمة الزّهراء عليها السلام

الحديث: البحار: وجاء في كثير من الكتب منها (كشف الثقلين) و (فضائل أبي السّعادات) في معنى قوله تعالى: (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً)[1]  أنّه قال ابن عبّاس: «بينا أهل الجنّة في الجنّة بعدما سكنوا رأوا نوراً أضاء الجنان فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك المنزّل على نبيّك المرسل (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً) فينادي منادٍ: ليس هذا نور الشّمس ولا نور القمر، وإنّ عليّاً وفاطمة تعجّبا من شيء فضحكا، فأشرقت الجنان من نورهما»[2].

أقول: من الثابت أن الضحك أساسه التعجّب، ولهذا قيل: الضحك بلا سبب من قلّة الأدب، فمن يتعجّب يضحك حتّى قيل: وشرّ البليّة ما يضحكك، فإنّ بعض البلايا وما فيها من شرور فائقة ممّا يوجب تعجّب الشخص، فمن دون اختيار يضحك لذلك. فالضحك من التعجّب.
ثمّ (الجنّة) بعد رحلة الإنسان وموته، إمّا أن تكون جنّة البرزخ، وأنّ القبر روضة من رياض الجنان، أو جنّة القيامة والخلد والأبديّة والتي لا يرون فيها شمساً فتحرق وتبيد، ولا زمهريراً، أي البرودة المثلّجة التي لا تقل في شرّ العذاب وألمه من النّار ومن حرارة الشّمس، فبينما أهل الجنّة في الجنّة بعد الحساب والاستقرار وإسكانهم لسّعادتهم (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ) يرون نوراً يضيء الجنان، وكأنه نور الشّمس في رابعة النّهار،
فيقولون: يا ربّ إنّک قلت في كتابک المنزّل، وهذا يدلّ على شدّة العلقة والارتباط مع القرآن الكريم والاستشهاد به حتّى في الجنّة،
فقلت: (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً) فينادي منادٍ من الملائكة أنّ هذا النّور ليس نور شمس ولا نور قمر من شموس دنياكم وأقمارها، بل هذا نور شمس الشموس وقمر الأقمار في الآخرة، بل هذا نور علي وفاطمة(ع) قد تعجّبا من شيء فضحكا فبانت أسنانهما، فأشرقت الجنان من نورهما، وليس هذه الإشراقة العلويّة الفاطميّة، لجنّة واحدة عرضها السّماوات والأرض، بل أشرقت الجنان وإطلاقها وعمومها يعمّ جميع الجنان التي علمها عند الله سبحانه، فكلّ أهل الجنان يخبرون ويرون هذا النّور الإلهي المتجلّى بعلي وفاطمة(ع)، ولا يؤمن بمثل هذه المغيبات إلّا من كان متّقياً (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُوْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) وأمّا الذين في قلوبهم مرض النفاق والذّنوب والعقائد الفاسدة فسيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً، وما هذا إلّا غلّو منكر، ولا ضير علينا في ذلک، ما دمنا مع الحقّ، وعلى الحقّ، وإلى الحقّ، وفي الحقّ، والله هو الحقّ جلّ جلاله، تجلّى حقّه في أمير المؤمنين(ع) كما قال رسول الله(ص): «علي مع الحقّ والحقّ مع علي أينما دار يدور».


والحمد لله ربّ العالمين الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية علي أمير المؤمنين(ع) وفاطمة الزهراء(ع) سيدة نساء العالمين، وآلهما الطيّبين الطاهرين.

________________________________________
[1] الدّهر: 13.
[2] البحار: 43، 45.



المصدر: الخصائص الفاطمية على ضوء الثقلين، السيد عادل العلوي.

التعليقات (0)

اترك تعليق