مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

والدة العارف السيد عبد الكريم الكشميري

والدة العارف السيد عبد الكريم الكشميري:

والدة العارف السيد عبد الكريم الكشميري:
وأما والدته فهي امرأة مؤمنة وطاهرة ابنة آية الله السيد محمد كاظم اليزدي مرجع عصره وصاحب كتاب الفتوى المشهور (العروة الوثقى) توفي في النجف الأشرف سنة 1337هـ. وكان السيد عبد الكريم الكشميري قد علق صورتين على حائط غرفته: الأولى لجده السيد حسن الكشميري والثانية للسيد محمد كاظم اليزدي، وكان يكن لهما احتراماً كبيراً.
والدها:
يقول الشيخ بهجت متحدثاً عن منزلة السيد محمد كاظم اليزدي: في أحد الأيام أصبح أحد الأشخاص مجنوناً وهو يجوب شوارع النجف، وعندما أخذ الناس يتساءلون عن سبب جنونه بعد أن كان في الأمس سالماً، قيل لهم في الجواب: إنه الشخص الذي كان قد طوى سجادة الصلاة من تحت قدمي السيد محمد كاظم اليزدي في أحداث المشروطة وأهانه فابتلاء الله سبحانه بالجنون.
زوجها:
هو حجة الإسلام السيد محمد علي الرضوي الكشميري، ولد في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1312 هجرية، وهو الابن الثالث للسيد حسن الرضوي الكشميري، بادر إلى طلب العلوم الدينية منذ صباه متتلمذاً على يدي والده الذي شجعه على ارتداء زي أهل العلم في وقت مبكر. فقد والده وهو في السادسة عشر من عمره، واستمر في دراسة العلوم الدينية تحت إشراف أخويه، وتزوج في أوائل شبابه من ابنة السيد محمد كاظم اليزدي، وكان ثمرة هذا الزواج أربعة أولاد، أصغرهم السيد عبد الكريم.
وكان السيد محمد علي عالماً عابداً من وجهاء المجتمع الديني في كربلاء، يقول السيد عبد الكريم متحدثاً عن والده: كان يواظب على قراءة دعاء كيميل ودعاء الاحتجاب ودعاء يستشير، ويوصيني بقراءتها، وكان يقول: إن أن أبي السيد حسن كان يوصيني بقراءة دعاء يستشير.
ولذلك كان السيد عبد الكريم كثيراً ما كان يوصي بقراءة دعاء يستشير في كل يوم صباحاً ومساءً.
ويضيف السيد عبد الكريم قائلاً: كان والدي صديقاً حميماً للشيخ عبد الكريم الحائري - مؤسس الحوزة العلمية في قم - ولذلك سماني عبد الكريم.
وكان والدي يحب كثيراً زي أهل العلم ولهذا أمرني بارتداء هذا الزي قبل أن يخرج الشعر في عارضي. وكان والدي يحتفظ بمقدار من تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام يرجع أخذها من القبر إلى ثلاثمائة عام. ويحتفظ أيضاً بقطعة صغيرة من الحصير كان مع ذلك التراب. وكان يضع عيدان الحصير هذه في قدح من الماء و يعطيها للمرضى الذين كانوا يتوافدون إليه العلاج، وكنت أرى شفاءهم من تلك الأمراض بعد شربهم لذلك الماء الموجود في القدح. وقد تغير لون تلك العيدان إلى السواد لكثرة الاستعمال.
وكان لوالدي لوح تأخذه المرأة الحامل عند تعسر ولادتها وتضعه تحت ركبتيها فتضع حملها بيسر. وأضاف السيد الكشميري قائلاً: وفي إحدى الليالي رأيت في عالم الرؤيا أن سبحة كانت في يدي ثم انفرطت حباتها، فسألت عن تأويلها فقيل لي: يرحل كبير عائلتكم عن هذه الدنيا ويتفرق أقاربه. وهذا ما حدث بالفعل.
ويقول أيضاً: كان من المعروف في العراق أن يعلن وفاة العلماء من أعلى المنائر. وفي أحد الأيام أعلن عن وفاة أحد العلماء في إيران، فسألني والدي: ماذا يعلنون من المنارة؟ فأخبرته الخبر، ثم قلت لوالدتي: إن والدي سيموت غداً. فأشارت والدتي بكفها نحو رأسي وقالت: ما هذا الكلام الذي تتفوه به؟
وفي اليوم التالي دفن والدي عن عمر ناهز السادسة والخمسين عاماً في النجف الأشرف ودفن فيها.
وخلف السيد محمد علي أربعة أولاد: السيد صالح والسيد رضا والسيد كاظم والسيد عبد الكريم وكان أصغرهم سناً


المصدر: السراج.

التعليقات (0)

اترك تعليق