والدة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد البروجردي
مثال الطهارة الباطنية والظاهرية
ذات مرّة قضيت عشر ليالي في مدينة بروجرد لغرض التبليغ، وقد وددتُ أن أطلع عن طريق شيوخ المدينة على أحوال المرجع الكبير آية الله العظمى السيد البروجردي.
فحدّثني شيخٌ في التسعين من عمره أن جميع مساعي والدة السيد كانت تنصب على أن ترضعه وهي على وضوء وطهارة.
وذات ليلة كان البرد فيها قارصاً كانت بحاجة إلى أن تغتسل ولم يكن بوسعها الخروج من المنزل فتوكلت على الله واغتسلت بالماء البارد ثم أرضعت طفلها.
إن الالتزام المعنوي للأم والجهود المخلصة للأب خرَّجّا للإسلام رجلاً أحدث تغييرات جبّارة في الحوزات العلمية الشيعية على الأصعدة العلمية والعملية والأخلاقية.
يا أيتها البنات عليكنّ بالاستعداد إلى مرحلة الاُمومة متجهزات بالضوابط الإلهية والإنسانية، وأنتنّ أيتها الأمهات! عليكنّ المحافظة على حقيقة الأمومة لديكنَّ، فالله وحده يعلم مدى الربح الذي ينالكنّ في الدنيا والآخرة إثر ولادة وتربية مثل هؤلاء الأبناء.
من الذين يشفعون يوم القيامة، المؤمن والعالم والشهيد ولم يتحدد عدد من يحق لهم أن يشفعوا له، إذ لهم الحق أن يشفعوا لكل من يستحق الشفاعة، ولا شك في أن الأم هي أول من يشفع له هؤلاء الثلاثة.
قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): «ثلاثةٌ يشفعون إلى الله عز وجل فيشفَّعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء»(1).
وقال الباقر ((عليه السلام)): «إن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وانّ المؤمن ليشفع حتى لخادمه...».
فيا أيتها البنات والأمهات! لِم لا تكوننَّ ممن ينالون شفاعة أبنائهم العلماء والشهداء والمؤمنين يوم القيامة؟ أليس من الغبن أن تُضيِّعن حقيقة الأمومة من أجل أيام معدودات في هذه الدنيا الدنيّة، وتعملن على تدمير البناء الروحي لأولادكن الذين يعتبرون وديعةً إلهية عندكنّ وتجعلنهم ألعوبة بيد شياطين الغرب والشرق؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ البحار: 8/34.
اترك تعليق