مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الحاجة عفاف الحكيم في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية

كلمة الحاجة عفاف الحكيم في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية

كلمة الحاجة عفاف الحكيم في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الضاحية الجنوبية

الزمان: 18 آذار 2017م، 19 جمادى الآخرة 1438هـ.

المناسبة: احتفال ولادة السيدة الزهراء عليها السلام ويوم المرأة المسلمة.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

بداية نهنيء الجميع.. ونبارك لسائر النساء والفتيات على امتداد العالم.. ونهنئكن تحديداً أخواتنا العزيزات في الهيئات النسائية لحزب الله. وفي المعاهد والحوزات الدينية وسائر المؤسسات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتربوية والرعائية.. المحتشدات الآن في سائر المناطق وعلى امتداد وطننا العزيز لبنان.. بهذه المناسبة العزيزة. مناسبة مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(س) ومولد حفيدها المقدس الإمام الخميني(رض).

كما نرفع أسمى آيات التبريك باسمنا جميعاً لولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله الشريف وإلى سماحة الأمين العام المفدى السيد حسن نصر الله أعزه الله. الذي يبارك جمعنا سنوياً. وإلى سائر الأخوة المسؤولين والعلماء الأفاضل المشاركين جمعنا..

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..

إنها كلمات موجزة.. نبدؤها أولاً بالحمد والشكر لله تعالى على ما خصنا به من نعم..

فالعشرين من جمادي الثانية يوم متلألئ فياض.. له دلالاته ومعانيه في فكرنا وعقيدتنا وتاريخنا، وفي واقعنا ومستقبلنا كأمة، فضلاً قضايانا كنساء..

هو يوم نستذكر فيه آثار وأبعاد المنّة الإلهية المتمثلة بشخص فاطمة الزهراء(س) ابنة رسول الله وجوهرة أهل البيت(ع)

السيدة التي شكلت بوجودها ليس فقط الأنموذج الأعلى والأكمل للمرأة في كل تفاصيل حياتها.. بل شكلت الإنسان الكامل المجسّد لكل أفكار الدين، ولكل حركة الرسالة. فكانت التجسيد الحي لرسالة القرآن.. كانت الإنسان كما يتعيّن على الإنسان أن يكون، بل كانت واحدة من سلسلة ضمت أربعة عشر معصوماً يمثلون القمة في الصفات. 

إنها المرأة التي عاصرت ذاك الزمن الذي كان ينظر فيه للمرأة تلك النظرة الدونية.. فكانت المدرسة التي حفرت عميقاً في النفوس.. بعد أن جعلت جهادها في الميادين المختلفة جهاداً نموذجياً سواء في تقديم الإسلام أو الدفاع عنه.. 

إذ كانت مثال الإبنة والزوجة والأم.. كانت العالمة والمعلمة والعابدة والزاهدة.. كانت مروحة هموم أبيها رسول الله(ص) وزوجها أمير المؤمنين(ع)..

كانت حياتها في جميع الأبعاد مليئة بالعمل والسعي والسموّ الروحي والتكامل.. بحيث إن جهادها كابنة بجانب أب عظيم وكزوجة بجانب أمام عظيم وكأم بجانب أبناء عظماء دورها هذا على سعته وعمقه لم يكن على حساب دورها العام ومسؤولياتها ومساهماتها في حفظ المجتمع والأمة ككل..

فكان أن أسهمت(س) إسهاما بعيد المدى في تأسيس وبناء صرح الحضارة الإسلامية..

إنها المرأة التي حملت لواء الكلمة والموقف.. وتركت في عمق الأمة وحركة التاريخ خطاً حاراً متوهجاً لا يستكين لذلٍ أو ظلم مهما علت التضحيات.. خطاً صنعته مواقفها وصنعه ذوبانها وارتباطها في الله عز وجل..

فاسم فاطمة الذي اقترن في الأذهان بالعبودية الخالصة لله تعالى. كان يكفي لتحريك شعوب بكاملها.. وذلك أن[قيمة فاطمة الزهراء(س) -كما يقول السيد القائد دام ظله الشريف- تكمن في عبوديتها لله، ولولا عبوديتها لما اتّصفت بالصديقة الكبرى، فالصدّيق هو الشخص الذي يظهر ما يعتقده ويقوله على سلوكه وفعله.]

 وهكذا نجد أن رسول الله(ص) كثيراً ما حدّث المسلمين قائلاً: [فاطمة أم أبيها]

[فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني]

[فاطمة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها..]

[فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين]

لذا في المولد المبارك لسيدة نساء العالمين(س).. نلتفت إلى فعل الحب الذي استوطن قلوبنا.. وإلى أبعاد  التأسي.. الذي حفر عميقاً في بيوتنا.. فكان أن تنفس الصبح على أعتاب ربوعها.. وشخصت الأنظار.. وانحنى التاريخ ليسطر بإجلال وإكبار صفحات عزٍ قل نظيرها.. لأبناء الزهراء.. لرجال الله، لمن ملكوا قوة في دين وإيماناً في يقين..

لأبطال الدفاع المقدس.. الذين صنعوا المعجزات بحضورهم وتميزهم.. فكان أن كشفوا لنا عن البركات العظيمة التي اختزنتها البيوت.. والتي خرّجت في هذا الزمن خير الأبناء وخير الآباء وخير الأمهات وخير الزوجات..

خرّجت نماذج رفيعة تحمل نكهة أزمنة الولاء الكلي والحاسم لرسول الله(ص) وأهل بيته(ع) نكهة فاعلية حضور الحسينيين والزينبيات في كل بيوتنا..

[إذ لا أنسى تلك المشاعر المؤثرة حين تودعني العديد من أمهات الشهداء وهي تقول: أمانة توصلي لسماحة الأمين العام أنه ما يحمل همنا.. نحنا بألف خير. قدمنا وبعد بدنا نقدم ونحنا مكملين.. والله عز وجل يحميلنا إياه حتى يظلّ رأسنا مرفوع..]

أخيراً تحية مفعمة بالدعاء نرفعها في هذه المناسبة العزيزة. لأحباء الزهراء. للمقاومين البواسل المرابطين على الثغور.. لمن زرعوا اليأس في قلوب الصهاينة والتكفيريين..

تحية للأمهات والآباء وزوجات وعوائل الشهداء والجرحى الأعزاء.. ولكل من خفق قلبه حباً وإكبارا وإجلالاً لهم.. تحية لأخواتنا العاملات المجدات في كل موقع.. لمن أتقن السير على خطى الزهراء(س) تمهيداً لحفيدها قائم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. 

 

 والسلام عليكم ورحمة الله    

 

 

 

 

يُمنع النشر أو الاقتباس دون الإشارة إلى صاحب النص وذكر المصدر                      

                           

                  

 

التعليقات (0)

اترك تعليق